شبرا الخيمة من القمامة ومخلفات البناء إلي البلطجة والظلام السكان: لا نستطيع العيش بسبب الأمراض التى أصبحت تهددنا 1221 منطقة عشوائية يقطنها 16 مليون مواطن فى انتظار قطار الثورة تُعتبر مشكلة المناطق العشوائية في مصر من أكثر القضايا إلحاحاً، نظراً لما لها من انعكاسات اجتماعية واقتصادية وأمنية خطيرة تهدد أمن واستقرار المجتمع. وتتمثل هذه الخُطورة فى أنها تهدد الأمن القومى المصرى، حيث يمثل الجزء الأكبر منها "حِزامًا ناسفًا" و"قنابل مَوقوتة" تُحيط بالعاصمة المصرية، حيث تجاوز عدد العشوائيات المحيطة بالقاهرة، 80 منطقة، يسكنها حوالى 2 مليون مواطن. فيما أكدت أحدث الدراسات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أن عدد العشوائيات فى مصر بلغ 1221 منطقة، منها 20 تقرر إزالتها، لأنها لا تقبل التطوير، بالإضافة ل1130 منطقة قابلة للتطوير يقطنها ما يزيد على 16 مليون نسمة، طبقًا لتقارير صادرة عن منظمة الأممالمتحدة. وأرجع الخُبراء تضخُّم المشكلة إلى هذا الحدِّ المخيف لغياب دور الدولة، مما أدى إلى استشراء الفساد في المحليات وانتشار الرشوة والمحسوبية وعدم تطبيق القانون. ويعد حي شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية من أكثر الأحياء الشعبية في مصر الذي يعاني من الإهمال الشديد من سوء المرافق والخدمات وانقطاع الأمن رغم أنه يقطنه عدد كبير من السكان ويطلق البعض على حي شبرا الخيمة أنه الصين الشعبية في مصر. في إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء بعض مواطني حي شبرا الخيمة في المشكلات التي تواجه هذا الحي الضخم وكيفية علاج ذلك، وردود المسئولين عما تشهده المدينة من سوء في الخدمات والمرافق. في البداية أكد أحمد ماهر 29 سنة من منطقة أم بيومي أحد بحي شبرا الخيمة بأن معظم السكان يعانون من عدم وجود عمود إنارة واحد يعمل فضلًا عن انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، مما يجعل المنطقة تغرق في الظلام الدامس، وهي من أفضل الأوقات التي يستغلها البلطجية للنشر الرعب بين المواطنين من سرقة وتعدٍ على المواطنين وما إلى ذلك. وقالت نهلة محمد علي مدرسة تقيم بشارع أحمد عرابي بحي شبرا الخيمة نحن لا نستطيع العيش، بسبب الأمراض التي أصبحت تهددنا نحن وأطفالنا، فالقمامة في كل مكان وسط الطرقات وأمام المنازل لا أحد يستجيب للشكاوى المقدمة من قبل المواطنين سواء كانت تلك الشكاوى قبل الثورة أو بعدها فقد أصبحت شبرا الخيمة مكان إلقاء القمامة سواء مخلفات بناء أو غيرها. وناشدنا كثيرًا الجهات المختصة للنظر إلينا بعين الإنسانية فنحن بشر لا يعيبنا إلا فقرنا لكن ما من مستجيب هذا فضلًا عن الطرق غير الممهدة وعدم وجود أرصفه على جانبي الطريق. وأضافت نجلاء كمال غنيم، ربة منزل وإحدى سكاني "عزبة عثمان" بشبرا الخيمة: ضقت ذرعًا مما يحدث فقد أصبح الوضع مأساويًا لم تعد شوارع شبرا آمنة، كما كانت أنا لدي 3 أبناء الكبرى هاجر ثانوية عامة، والأوسط عبد الرحمن إعدادية، والصغرى دنيا ابتدائية، وبحكم المراحل العمرية لهم يتطلب ذلك ذهابهم بشكل يومي إلى مراكز الدروس الخصوصية، وبسبب الوضع الأمني أصبحت مضطرة لإيصال أولادي إلى المدارس والمراكز حتى أضمن ولو بنسبة 50% حمايتهم فبعد الثورة لم يعد لرجال الأمن هيبة حتى أطمئن على أولادي وهم خارج المنزل. ومن جانبه قال محمد إبراهيم، سائق يقيم بعزبة عثمان بشبرا الخيمة، إن جهاز المرافق أعلن فشله منذ اليوم الأول وتدنت المرافق لأبعد ما يكون مع انهيار دائم لشبكات الصرف الصحي إما لتأكلها أو لبناء شبكات أخرى. إضافة إلي أن غياب الأمن في المنطقة أصبح من الطبيعي حمل السلاح غير المرخص، ومن يحمله هم البلطجية، وأذكر مشاجرة حدثت أمامي بين أحد تجاري المخدرات وأحد المشترين نشبت المشاجرة نتيجة رداءة المخدر واستعمل فيها الرصاص الحي وأصيب المشتري بطلق ناري تسبب في وفاته في الحال. وأن من كانوا في السابق مجرد أطفال أصبحوا اليوم معلمين وبيع مخدر الحشيش أصبح في العلن فمن الممكن للبلطجية إيقاف الشارع بالكامل حتى يتمكنوا من بيع ما يريدون وعلى من يعترض أن يتحمل العاقبة. وقال محمود سيد، سايس جراش بشارع أحمد عرابي بشبرا الخيمة، ما نفعله غير قانوني ولكن بعضنا مسجلين سرقة أو غير ذلك فلا نستطيع العمل لذلك وجدنا الحل الوحيد للعيش هو استقطاع جزء من الشارع حتى نتمكن من كسب قوتنا، فإن لم توفر لنا الحكومة عمل فأرض الحكومة من حقنا. وفي إطار رد المسئولين بحي شبرا الخيمة عما تشهده المدينة من إهمال وتدني الخدمات قال السيد أمين إسماعيل رئيس حي غرب شبرا الخيمة ردًا على الشكاوى المقدمة من المواطنين: إن سلوكيات المواطن هي الأساس لحل المشاكل، لأنه حتى الآن الأمن لم يتعاف، فالعشوائيات ليست وليدة اليوم، وللتخلص من العشوائيات لابد أولًا من إعادة بناء البنية التحتية. وأشار إسماعيل إلى أن المحافظة في طريقها لتكوين الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي في القليوبية حتى تصبح مسئولة عن الحي، فهي عليها التزامات كبيرة، وفي المقابل سوف تواجه معوقات أكثر، وأن أكثر الشوارع التي تعني سواء من القمامة أو مخلفات البناء هو شارع "أحمد عرابي"، حيث إن ذلك الشارع على جانبيه مساكن ويتخلله سوقين هما "سوق عثمان"، والآخر "سوق شارع المنيل"، وتعد تلك الأسواق السبب الرئيسي لتلك الأزمة، حيث إن مخلفات تلك الأسواق توضع على الشارع الرئيسي بالرغم من وجود متعهدين. وأشار رئيس حي شبرا الخيمة إلى أن منذ فترة تم عمل مناقصة مع أحد شركات النظافة، وأصبح المتعهد ملتزم بإزاحة القمامة حتى من شارع أحمد عرابي وليس المنازل فقط، بالإضافة إلى الشوارع الفرعية أيضًا. وبالرغم من تلك المناقصة يبقي العائق الوحيد وهو مخلفات المباني بمجرد إلقاء أحدهم في مكان ما لتلك المخلفات بعد ساعة يتحول المكان إلى ساحة كبيرة لإلقاء القمامة، لذلك أمرنا بلجان متخفية في الطرقات لضبط المخالفين وتعريضهم للغرامة، وبذلك سوف نتمكن من القضاء على تلك الظاهرة. أما بالنسبة للطرق غير الممهدة فبدأنا بالفعل في رصف الطرق وتمهيدها وبدأنا بثمانية طرق، بالإضافة إلى ترميمات بطول ترعة الإسماعلية، وبنسبة لمنطقة "أم بيومي" حاولنا أكثر من مرة لتمهيد الطرق في المنطقة إلا أن المحاولات باتت بالفشل، بسبب ارتفاع الكثافة السكانية في تلك المنطقة. كما أشار في حديثه إلى أن انتشار ظاهرة البلطجة والفردة أصبح أكثر بكثير من قبل الثورة حتى الأشخاص العاديين أصبح في سلوكهم شيء من البلطجة على عكس المسجلين أو البلطجية بالفعل فهذا هو سلوكهم، لذلك بدأت شرطة المرافق في النزول للشارع, ومع انتشار ظاهرة الفردة أو وضع اليد فأنا أفضل وجود جراشات غير مرخصة علي أن يكون مكانها قمامة هذا من وجهة نظري.