دانت "الجماعة الإسلامية" بمصر الحادث الذي أسفر عن قتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم بعد خروجهم من مطرانية نجع حمادي يوم الأربعاء الماضي، عقب انتهائهم من أداء قداس عيد الميلاد المجيد للأرثوذكس الشرقيين، وأكدت أن إدانتها الحادث- رغم أنها لا علاقة لها بهذا الأمر من قريب أو بعيد- تأتي من منطلق مسئوليتها الدينية والشرعية نحو توضيح هذه الحقائق والتصدي لها بالفكر الإسلامي الصحيح. وفي بيانها: "إدانة واجبة لحادث قتل ستة مسيحيين بنجع حمادي" والذي أرسلت إلى "المصريون" نسخة منه، قالت "الجماعة" إن هذا الحادث مناقض لمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية التي توجب العدل ولا تجيز قتل النفوس بغير حق "وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"، كما تحرم قتل الأبرياء بجريرة غيرهم قال تعالى "وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى". وأضافت أن "أي جماعة مسلمة لا تعدل مع غيرها أو خصومها أو غير المسلمين فإنها لا تستحق أن تحمل اسم الإسلام"، لأنه من عدل الإسلام ألا يجامل مسلمًا على حساب غير مسلم ولا يمتنع عن الوقوف في وجه الظلم حتى وإن جاء من مسلم، مدللة بقول الإمام أحمد بن حنبل ( رضي الله عنه) "أن الله يقيم الدولة العادلة حتى وإن كانت كافرة.. ولا يقيم الدولة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة". وربط محللون بين حادث نجع حمادي وواقعة اغتصاب طفلة مسلمة في فرشوط في نوفمبر الماضي على يد شاب قبطي، في حادثة أثارت غضب المسلمين هناك ودفعتهم إلى الدخول في مصادمات مع الأقباط. وأكدت "الجماعة" أن الشريعة الإسلامية تحرم تعميم العقاب لأنه من الظلم المنهي عنه شرعًا، مشيرة إلى أن الإسلام سبق القوانين الوضعية التي جاءت بمبدأ شخصية العقوبة بمئات السنين، فقد نصت على ذلك الآية " وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى* وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى"، وقالت إنه لا يجوز في ديننا ظلم أي إنسان مسلما ً كان أو غير مسلم أو هضم حقه أو البغي عليه لأنه لا يدين بديننا، فقد قال تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ً فلا تظالموا". وأشارت الجماعة في البيان الذي صدر قبل الإعلان عن القبض على ثلاثة مشتبهين فيه إلى أنه وإن كان الوقت مبكرًا لتحديد المسئول عن هذا الحادث "الإجرامي"، إلا أنه لا يمكن قبول أي تبرير لمثل هذا الحادث "الغاشم" سواءً كان مرتكبه ينتمي إلى أي تيار إسلامي – وهذا ما استبعده الأنبا كيرلس أسقف كنيسة نجع حمادي مرجحًاً مسئولية مسجل خطر عن الحادث – أو على سبيل الانتقام من الشاب المسيحي الذي قام باغتصاب طفلة مسلمة بفرشوط. ومع تكرر الحوادث ذات الطابع الطائفي، طالبت "الجماعة الإسلامية" بضرورة معالجة "حاسمة" للقضايا في هذا الملف الشائك لمنع تكرارها، ومنها توعية المواطنين المسلمين- خاصة العوام منهم- بالمعاملة الصحيحة التي أوجبها الإسلام تجاه المواطنين المسيحيين، وتفعيل القانون في مواجهة التعديات التي تقع من أتباع أي ديانة تجاه أتباع الديانة الأخرى. لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى تنامي التطرف داخل "أوساط فاعلة" بالكنيسة المصرية الأرثوذكسية وفي قطاعات مسيحية شابة بمصر، وهو ما دعت إلى ضرورة مواجهته ووقف النشاط التبشيري المحموم، وكذلك حملات الإساءة للإسلام ولرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)، على أن تقوم الكنيسة باتخاذ إجراء فاعل في مواجهة تنامي التطرف المسيحي عند بعض أقباط المهجر.