تجرى الأجهزة التنفيذية والمحلية بالمحافظات جهودًا حثيثة لتوفير السولار خلال الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب موسم حصاد القمح ومنع تجدد الأزمة بعد انفراجها الملموس خلال الفترة الماضية. وعقدت اللجنة العليا للوقود بمحافظة الغربية برئاسة السيد المحافظ واللواء السعيد عبد المعطى، السكرتير العام للمحافظة، حضره وكيل وزارة التموين ومباحث التموين بالغربية وممثلو من شركات البترول بالمحافظة ورؤساء المدن، وذلك لمناقشة وضع آلية محددة لتنفيذ منظومة إعادة توزيع المواد البترول وتوفير عوامل النجاح لها . أوصت اللجنة بسرعة حصر الحيازات الزراعية والمخابز والمنشآت التى تستخدم السولار لربطها على أقرب محطة وقود، كما أوصت اللجنة فى حالة عدم وجود محطة وقود يمكن استغلال معدات تحسين الأراضى واستغلال مخازن الشركات فى المراكز والعهد سواء المرخص منها وغير المرخص لمد المزارعين لاحتياجاتهم من السولار، حيث يتم توزيع الحصص وفقًا لعدد الأفدنة والحيازات الزراعية بكل قرية . وقرر السكرتير العام لمحافظة الغربية ورئيس اللجنة العامة للوقود، بتخصيص موظف من المحليات بكل شركة من شركات البترول للقيام بتسجيل الكميات التى يتم شحنها يوميًّا للمحطات ورقم السيارة واسم السائق والمتابعة مع اللجان الموجودة بالمحطات لضمان وصول هذه الشحنات وإبلاغ اللجنة العليا للمحافظة يوميًّا بالبيان لإرساله إلى رئاسة الجمهورية فى إطار المتابعة اليومية والتأكد من وصول احتياجات المواطنين من المواد البترولية . كما قرر ضم ممثلى شركة البترول ورئيس شعبة البوتاجاز بالغرفة التجارية لعضوية اللجنة العليا للوقود وتشكيل غرفة عمليات دائمة للمتابعة ودعمها بخط ساخن لتلقى أى بلاغات أو شكاوى من المواطنين وأى معوقات تعوق منظومة العمل، فضلاً عن التنسيق بين شركات البترول والجهات الحكومية لاستغلال الطلمبات والعهد الموجودة لتمويل سيارات ومعدات المصالح الحكومية منعًا للتكدس والزحام بالمحطات الرئيسية. وفي المنوفية، قال المهندس كامل عبد الحميد، مستشار وزارة التموين بديوان المحافظة إن أزمة السولار والبوتاجاز بدأت فى الانحصار بشكل ملحوظ بعد تشديد الرقابة بشكل محكم على الكميات وقت خروجها من مركز التعبئة بطنطا ومتابعة خط السير والمدة الزمنية لوصولها للمحطات بمعرفة مفتشي التموين وإجراء اتصالات مستمرة مع السائقين مع تحرير محضر تلاعب إذا تأخر عن موعد الوصول، بالإضافة إلى بداية موسم الحصاد وتوافر كميات السولار الخاصة للأراضي المنزرعة بالقمح بالمنوفية . وأوضح عبد الحميد أنه تم إجراء حصر لجميع الأراضي المنزرعة بالقمح بالتعاون مع مديرية الزراعة وتحديد الكميات بحيث يحصل حامل الحيازة الزراعية على 40 لتر سولار لكل فدان قمح، بالإضافة إلى 16 لترًا أخرى لزوم الحرث والرى، مشيرًا إلى أن حصة محافظة المنوفية اليومية من السولار مليون و300 ألف لتر. من ناحية أخرى، أكد عبد الحميد أنه لا يوجد أزمات فى أسطوانات الغاز وخاصة مع حلول فصل الصيف وقلة الاستخدامات اليومية، بالإضافة إلى الحرص على تعبئة الأسطوانة بكمية غاز ليصل وزنها 12ونصف كيلو، مشيرًا إلى أنَّ حصة محافظة المنوفية من البوتاجاز 18700 طن، موضحًا أن الطن يكفي لتعبئة 80 أسطوانة . فيما سيطرت حالة من القلق على مزارعي أسيوط مع قرب موعد الحصاد للقمح بسبب نقص السولار، إضافة إلى توقف ماكينات الرى الخاصة بهم. وقال على ماهر، أحد المزارعين، إنَّ نقص السولار على مدار الأشهر السابقة أثر بالسلب على الفلاح الأسيوطى، الذى يعتمد على رى زراعاته بالغمر عن طريق ماكينات الرى. وأشار إلى أنَّ المحصول يتعرض للعطش، بسبب الأزمة والخلافات والاشتباكات أمام محطات البنزين"، مشيرًا إلى أنَّ الكمية التى تمنحها مديرية التموين وفقًا لمساحة الأرض المنزرعة غير كافية لرى الأراضى . وفي نفس السياق، قال علام مصطفى، صاحب جرار زراعى، إنَّ أصحاب الجرارات يحتاجون لكميات كبيرة من السولار تكفى موسم حصاد القمح، لافتا إلى أنَّ بعض السائقين بدأوا فى التخزين، خوفًا من عدم توافره لحظة الحصاد، وهو ما يؤدى لأزمة كبيرة ومشادات واشتباكات أمام محطات البنزين، كما يفتح فرصة كبيرة للسوق السوداء وارتفاع أسعار السولار. فيما قال حسين عبد المعطى، نقيب الفلاحين بمحافظة أسيوط، إنَّ الثورة أضرت بالفلاح، لافتا إلى أنَّ معظم متطلبات الفلاح قبل الثورة من أسمدة وسولار وتقاوى كانت متاحة والآن توجد أزمة فى كل شىء، فضلاً عن ارتفاع أسعار المحاصيل وغيرها من المنتجات الزراعية ومستلزمات إنتاجها. وأكد أن الفئة الوحيدة التى لا تأخذ حقها فى مصر هى الفلاحين فجميع الفئات التى تضرب وتعتصم وتقطع الطرق يزداد مرتباتها ويستمع الجميع، ولكن الفلاح على الرغم من أنه العمود الفقرى للبلد ولا يوجد لديه وقت للإضرابات والاعتصامات لا تهتم به البلد، فالمسئولون لا يستمعون إلا لمثيرى الشغب فقط - على حد قوله. وطالب عبد المعطى، الحكومة، بالعمل على توفير كميات كبيرة من السولار للمزارعين قبل بدء موسم الحصاد لمنع تجدد الأزمة إضافة لري الأراضي المهددة بالعطش وتلف المزروعات مشددًا على ضرورة الاهتمام بفلاحي مصر وحل مشاكلهم. ومن جهته، قال الدكتور باسم عودة، وزير التموين، إنه تم الاتفاق مع وزارة البترول القيام بإخطار التموين بخطوط سير سيارات نقل المواد البترولية من مقار شركات التعبئة إلى محطات الوقود، وتقوم أجهزة التموين بدورها بالتأكد من وصول هذه السيارات إلى المحطات ومتابعة البيع للمواطنين. وأكد أن هناك تحسنًا ملحوظًا بعد اعتماد ضخ 40 ألف طن سولار يوميًّا لمواجهة الإقبال المتزايد والزحام على المحطات وتلبية احتياجات المزارعين، لافتا إلى أنه تتم مراجعة كشوف وكميات السولار الموردة للمحطات حسب الحصة المقررة مع وجود فرق متابعة دورية لمراقبة المنتج منذ خروجه من المعامل والمستودعات حتى بيعه. فيما أكد سعيد مصطفى، رئيس شركة مصر للبترول، ارتفاع معدلات ضخ السولار وانتظام الدفعات الواردة من المعامل والمستودعات بالتنسيق مع الهيئة العامة للبترول لتلبية النقص في بعض مناطق القاهرة والمحافظات، مؤكدًا وجود تعليمات واضحة بعدم البيع في جراكن للسيطرة على السوق السوداء. وأشار إلى وجود تحسن نسبى بعد المحافظة على تدفق السولار وترتيب احتياجات المزارعين لتلبية احتياجات حصاد القمح بالتنسيق مع الجمعيات الزراعية لتحديد المساحات وبيان الكميات المطلوبة من السولار. وفي نفس السياق، أكد المهندس محمود نظيم، وكيل أول وزارة البترول، إعداد خطة بالتعاون مع وزارة الزراعة ومديريات الزراعة بالمحافظات لحصر الكميات المطلوبة من السولار لحصاد القمح عن طريق تحديد المساحات المزروعة، على أن يتم التوزيع من خلال الجمعيات الزراعية. وأضاف أنه سيتم ضخ 2600 طن سولار يوميًّا تخصص للمزارعين حتى نهاية موسم حصاد القمح ورفع معدلات ضخ السولار على مستوى الجمهورية إلى 40 ألف طن يوميًّا.