قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسي بدأ في اتخاذ خطوات غير معهودة لتهدئة معارضيه واسترضاء المجتمع الدولي الفزع من طرقة الاستبدادية في الحكم، وذلك بعدما أدرك هو وجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي لها أن صبر المصريين بدأ ينفذ وأن الوقت قد حان لتغيير الإستراتيجيات. وعلقت الصحيفة على قرارات الرئيس الأخيرة بسحب البلاغات المقدمة من جانب مكتبه ضد الصحفيين، بالإضافة إلى مشاركته في جلسات حوار ليلية مع مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلة إن "مرسي يبدو وأنه يهدف من خلال هذه التحركات المحسوبة لإظهار جانبه الأكثر ليونة". وأضافت أن مرسي الذي وصفته بأنه يفتقر للكاريزما والرؤية البليغة "لا يملك خيارًا آخرا سوى تهدئة البلاد التي تعصف بها اضطرابات متزايدة خاصة مع انهيار الاقتصاد، وانتشار نقص السولار، وارتفاع معدلات التضخم، وتزايد إضرابات العمال، واشتعال التوترات الطائفية، والاحتجاجات التي تهدد استقرار الدولة". ورأت الصحيفة أن "إحساس الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين أن صبر المصريين بدأ في النفاذ هو ما جعلهم يلجأون إلى تغيير إستراتيجيتهم، حيث إن غريزة الإخوان السياسية تميل للعدوانية بشكل واضح أكثر من التفاهم". غير أن الخطوة الأكثر أهمية، من وجهة نظر الصحيفة، هو طرح الحكومة لإمكانية تعديل المواد الخلافية بالدستور الجديد، لكنها قالت إنه لم يتضح بعد ما إذا كان النهج التصالحي الجديد الذي يتبعه مرسي هو مجرد حيلة سياسية أم رغبة حقيقية في جذب المعارضة لصفه للخروج بالبلاد من الفوضى الحالية خاصة مع تصاعد الأصوات مطالبة بعودة الجيش للسلطة". ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوة تغطي فقط البلاغات المقدمة من الرئاسة ولكنها لا تشمل البلاغات الأخرى ضد الإعلاميين المقدمة من مواطنين ومحامين إسلاميين، كما أنها لا تشمل التحقيقات الجاري مع الإعلامي الساخر باسم يوسف والذي تطارده عشرات البلاغات من متعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين. وختمت الصحيفة قائلة، إنه "على الرغم من أن إعلان قطر عن 3 مليارات دولار أخرى من المساعدات لمصر قد يكون خبرًا سعيدًا للرئيس مرسي، إلا أن احتمال اندلاع اضطرابات جديدة ليس بعيدًا خاصة مع بدء محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، السبت، وما قد يصاحبها من تهييج لمشاعر الرأي العام قبل بداية فصل الصيف الذي من المتوقع أن يكون مليئاً بالغضب وانقطاع التيار الكهربائي".