فجرت والدة شاب مصري كان يعمل في الخارج أغرب واقعة اختفاء، حيث تقدمت السيدة فوزية هارون محمد بطلبين لوزاراتي الداخلية والخارجية لبيان مصير ابنها المختفي من حوالي عام. وترجع بداية اختفاء المواطن المصري علي حسين محمد المتزوج والعائل ل8 أبناء وشقيقتين وأخ أصغر إلى حوالي عام ونصف عندما كان يعمل بالسعودية التي ذهب إليها للعمل منذ 1991م محاسبًا ، ثم تشارك في مطبعة بجدة مع مواطن سعودي اسمه عاصم. وفي آخر زياراته لمصر أخبر أسرته بأنه سيتوجه للعمل بسوريا مع رجل أعمال سعودي يدعى طلال أحمد ، وبالفعل وصل دمشق في 13/4/2004م. وبعد عدة أسابيع من وصوله سوريا انقطعت اتصالات علي بأسرته في مصر، حيث كان معتادًا على أن يتصل بهم من عند شخص سوري اسمه أبو حيدر تحتفظ الأسرة برقمه. وفوجئت أسرة علي بعد فترة من انقطاع اتصالاته بشخص كويتي يدعي (أبو عبد الرحمن) يتصل بها ويقدم نفسه باعتباره (رئيس المجاهدين بتنظيم القاعدة) ويعمل منذ فترة طويلة مع أسامة بن لادن، وأخبر الأسرة بأن علي استشهد وهو يجاهد الأمريكان في العراق، وأنهم سوف يرسلون للأسرة شريط فيديو عن الشهيد.. وبالفعل صدقت الأسرة كلام أبو عبد الرحمن وتلقت العزاء في ابنها. لم تنته قصة علي عند هذا الحد ، وإنما بدأت المفاجآت تتوالى منذ إعلان وفاته، ففي أحد الأيام توجهت والدته إلى مباحث أمن الدولة بجابر بن حيان في الجيزة كما طلبوا منها ، وهناك أخبروها أن ابنها حي وفي مصر ، ولكن الأمن لا يعرف مكانه. تلقت أم علي صدمة عمرها، لكن أبو عبد الرحمن الكويتي اتصل بها مجددَا ليخبرها بأن ابنها استشهد وبأنه أحرق أوراقه الخاصة عقابَا لها على إبلاغها السلطات المصرية. بهذا الكلام سقطت أم علي في مزيد من الحيرة حول أمر اختفاء ابنها ، إلا أن المفاجآت تتابعت وتصاعدت في مكتب شئون المعتقلين بشارع الجلاء ، حيث كانت تذهب أم علي بتظلمات لعدد من المعتقلين، وهناك فوجئت باسم ابنها مسجلاً ضمن أسماء المعتقلين الذين تقدموا بتظلمات، إلا أن جلسة تظلمه كانت تؤجل. تقدمت أم علي بطلبين لوزاراتي الداخلية والخارجية لبيان الحقيقة وراء اختفاء ابنها، إلا أنها فوجئت بوزارة الداخلية تنفي علمها بالأمر ، وأن وزارة الخارجية تتنصل من مسئوليتها عن الأمر تمامًا. ومازالت أم علي حائرة بحثا عن المزيد من المعلومات حول ابنها واختفائه الغامض، مما دفعها للتقدم بحالة ابنها لمركز "ماعت" لحقوق الإنسان ، حيث تقدم محام عن المركز ببلاغين لوزاراتي الداخلية والخارجية يطالبهما فيه بالبحث حول مصير المواطن علي حسين وفك لغز اختفائه ، لأنه مواطن مصري يتمتع بالمواطنة والقانون يلزم الوزارتين بمسئولية التحقيق في اختفائه.