الأستاذ مختار نوح، المحامي والسياسي البارز، قال في لقاء له على قناة "صدى البلد" إنه لا يهمه الرئيس مرسي.. ولا الإخوان.. وإنما الذي يهمه هو المشروع الإسلامي. نوح كان دقيقًا في كلامه كالعادة، وحاول أن يعيد الوعي إلى السؤال بشأن ما إذا كان المشروع الإخواني هو "المشروع الإسلامي".. أو ما إذا كان الأخير "حصريًا" على الجماعة دون غيرها. نوح.. قيادي إخواني ترك الجماعة منذ عام 2004، وهو حتى الآن قريب جدًا من التيار الوطني الإسلامي على تنوعه واتساعه.. ويستمع إليهم يوميًا، ولعله استشعر خطورة الربط بين الإخوان.. وبين المشروع الإسلامي.. على النحو الذي يعزز الاعتقاد داخل الوعي الحركي الإسلامي.. بأن خروج الجماعة من السلطة بسبب سوء إدارة الدولة.. هو انهيار للمشروع.. وأن الدفاع عن أخطائها هو من قبيل "العبادة" لله تعالى.. مهما كانت أخطاؤها!! أنا بنفسي استمعت إلى قيادات إسلامية، ما يؤكد هذا "الهاجس"، وهي مسألة بالغة الخطورة..إذ تعني أن الإخوان باقون في السلطة حتى لو تم الاستعانة بالسلاح، لأن وجودهم بحسب هذا الهاجس هو من "العبادات" المفروضة على المسلمين. أنا لم أسمع من الإخوان "الرسمية" إلا أنهم سيحترمون نتائج الصندوق حتى لو جاءت بغيرهم وأنا أعتقد بأنهم صادقون في ذلك.. ولكن المشكلة في الرحم الواسع الذي يحتوي "الضمير الإخواني" والذي يعتقد بأن الإسلام هو "الجماعة" وسقوط الأخيرة.. هزيمة للأول.. بكل ما يحمله هذا الاعتقاد من استحقاقات لا تتورع من الاحتكام إلى لغة الدم.. بوصفها جهادًا في سبيل الله. في حوار له على قناة الحافظ.. قال الصديق والإعلامي الكبير سيد على، إنه "ابن المشروع الإسلامي". قامت الدنيا عليه ولم تقعد.. وإذا كان باسم يوسف اقتنص الجملة من سياقها ل"جلد" سيد على لأسباب تتعلق بما اعتبره "تكفيرًا سياسيًا" لكل من لا ينحدر جينيًا ووراثيًا لمنطق "الشللية" في الإعلام المصري الخاص.. إلا أن رد فعل الإخوان على ما صدر من "علي" هو الذي كان مثيرًا للتساؤل مجددًا بشان "ملكية" المشروع الإسلامي.. وما إذا كان "إرثًا" انتقل "حصريًا" من عصر النبوة إلى جماعة الإخوان المسلمين؟!.. إذ كانت الردود تتساءل مستنكرة عليه ما قاله لأنه لم يثبت يومًا ما أنه كان "إخوانجيًا". سيد على فسر في كلامه بعد ذلك وفي ذات الحلقة على قناة الحافظ.. موضحًا أنه ابن الثقافة الإسلامية شأنه شأن كل المصريين بمن فيهم الأقباط.. غير أن الرد الإخواني كان خطيرًا جدًا إذ أبرق الرسائل بأن المشروع قد ورثته الجماعة كابرًا عن كابر دون غيرهم من المصريين! أعتقد أن الجماعة معنية الآن بتصحيح صورتها.. بأنها جزءٌ من "المسلمين" وليست كل المسلمين.. لأن هذا الاعتقاد "الشعبوي الإخواني".. يضمر نزعة تكفير مطمورة مفزعة لا يمكن بحال التسامح معها. [email protected]