قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إن هجمات "الهاكرز" (قراصنة إلكترونيون) ضد المواقع الإسرائيلية، والتي بدأت أمس الأول السبت، "لا تزال مستمرة حتى الإثنين". وأضاف "الشاباك"، في بيان نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، إن "القراصنة يحاولون حتى الآن اختراق مواقع إلكترونية تابعة للحكومة"، مشيرًا إلى أن الحماية الإلكترونية التابعة للجهاز رصد هجمات إلكترونية من أنحاء العالم بهدف اختراق وإسقاط المواقع الإسرائيلية. غير أن "الشاباك" شدد في الوقت نفسه على أن القراصنة "لم يحققوا هدفهم باختراق نظام الحواسيب الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل نجحت في "تحديد مصادر الهجمات على مواقعها مما تسبب في إحباط مخططات المهاجمين". فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني اليوم، إن هجمات "الهاكرز" تواصلت حتى اليوم باستهداف مواقع وزارتي المالية والخارجية وبعض المواقع الحكومية الأخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات المواقع "تعرّضت للتدمير"، من دون تحديد تلك المواقع ونوعيتها. ورغم تحفظ المسؤولين الإسرائيليين في الإدلاء بتصريحات حول الهجمات التي تعرضت لها مئات المواقع الإلكترونية التابعة لجهات استراتيجية وهامة في البلاد، لكن الجهات الرسمية نشرت نصائح للمواطنين بتغيير كلمة السر للبريد الشخصي وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. كما حذّرت من الدخول إلى مواقع غير معروفة خشية انتقال فيروسات يرسلها "الهاكرز". وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فقد امتد تأثير الهجمات الإلكترونية إلى بورصة تل أبيب حيث شهدت مؤشراتها تراجعا لافتا، فانخفض مؤشر قياس أداء 100 شركة مدرجة في بورصة تل أبيب إلى مستويات 1092 بانخفاض نسبته نحو 0.2% بعد لحظات من تعرض مواقع البورصة لهجوم الهاكرز يوم أمس الأحد. من جانبه، قال محمد مخلوف، خبير تكنولوجيا المعلومات، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن إسرائيل "باتت أمام تحد كبير في المستقبل لا سيما أن "الهاكرز" شعروا بقدرتهم العالية على المس بمواقعها الإلكترونية"، معتبرًا أن هذا الشعور من شأنه "تعزيز انضمام فئات كثيرة في المواجهات القادمة" . ورأى أن إسرائيل - بلا شك – "فقدت مناعة ضرب مواقعها، لا سيما إذا أدركنا أن الهجوم لم يكن مفاجئًا، وكان متوقعًا، ورغم ذلك وقعت المواقع السيادية للدولة بيد القراصنة" . وبحسب تقرير تقني إسرائيلي فان الهاكرز استخدموا نظامًا يطلق عليه "HASH" للبحث وفق طريقة "rainbow"، كما استخدموا ما يسمى نظام "geo protection " لاجتياز الحدود بين الدول، وكلها وسائل متقدمة لشن هجمات عابرة للحدود. كان الآلاف من الهاكرز (القراصنة الإلكترونيون) من دول مختلفة، تمكنوا منذ مساء أمس السبت من اختراق العشرات من المواقع الحكومية الإسرائيلية وحسابات الآلاف من الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. وجاء ذلك بعد أيام من إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من مجموعات من الهاكرز تحت اسم "OpIsrael"، والتي دعت إلى تدمير بنية شبكة الإنترنت الإسرائيلية عبر عمليات اختراق إلكترونية مكثفة ومنظمة.