كل من قرأ وقائع الحرب العالمية الثانية لا يملك سوى أن ينبهر بعبقرية وقدرات هذا القائد العسكري الأمريكي، الذي يعد من أبرز جنرالات الحرب العالمية الثانية، وهو ابن الجنرال "آرثر مكارثر" الذي كان ضابطًا بارزًا خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وقد ولد في 26 يناير 1880. تخرج مكارثر في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في نيويورك عام 1903م، وأحرز أعلى الدرجات الأكاديمية في تاريخ المدرسة، وفي عام 1913انضم إلى هيئة الأركان العامة التابعة لإدارة الحرب في واشنطن، وتولى في عام 1914 دورًا بارزًا في حملة فيراكروز في المكسيك، وكان ضابطًا كبيرًا في وزارة الحرب في عام 1917 ، وعندما دخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى نال رتبة رائد في إبريل عام 1917م، ثم رقي في يونيو 1918م لرتبة عميد. عمل ماك آرثر مستشارًا عسكريًا للكومنولث في الفلبين في الفترة من 1935م إلى 1941م، ومنح وسام الشرف والخدمة المتميزة، وكذلك النجمة الفضية سبع مرات. في عام 1919 أصبح مديرًا للأكاديمية العسكرية في وست بوينت، حيث قام بمراجعة كاملة لهيكل المناهج الدراسية في الأكاديمية ثم عين رئيس هيئة الأركان في الجيش الأمريكي في نوفمبر 1930، وفي عام 1930 أصبح رئيس أركان جيش الولاياتالمتحدة. أصبح ماك آرثر في يوليو عام 1941م قائدًا للقوات الأمريكية في الشرق الأقصى، وقذفت الطائرات اليابانية في السابع من ديسمبر عام 1941م القاعدة البحرية الأمريكية في خليج بيرل هاربر في هاواي، كما قذفت القواعد الجوية الأمريكية في الفلبين، ودخلت الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الثانية عندما أعلنت الحرب على اليابان في الثامن من ديسمبر، وبدأ التدخل الياباني في الفلبين بعد أسبوعين من ذلك التاريخ. قاد ماك آرثر قوات الدفاع عن الفلبين، وقاد الحرب البحرية ضد اليابان، وحقق انتصارات كبيرة، وأصبح في ذاك الحين صاحب الكلمة في المحيط الهادئ بفضل حنكته ودهائه. بعد ضرب اليابان بالقنابل النووية في أغسطس عام 1945م واستسلامها، عُيِن ماك آرثر حاكمًا عسكريًا لليابان في الفترة ما بين عام 1945 حتى 1951م، ثم لعب دورًا بارزًا خلال الحرب الكورية عام 1951. توفي في مثل هذا اليوم عام 1964، وشيد له نصب تذكاري ومتحف يعرض فيها مسيرته العسكرية الطويلة اشتهر بمقولته "في الحرب لا بديل عن النصر"، وكان واحد من بين خمسة أشخاص فقط في التاريخ الأمريكي الذين ترفعوا إلى مرتبة جنرال جيش.