حذر درور زئيفي البرفيسور والكاتب الإسرائيلي حكومة تل أبيب مما أسماه تكرار نموذج الإخوان المسلمين في إسرائيل قاصدا بذلك قادة وزعماء المدارس الدينية في بلاده وعلى رأسهم الحاخام اليعزر ملميد ودعواته والداعيين إلى الاحتجاج والاعتصام ضد تفكيك المستوطنات الإسرائيلية وعدم التجنيد في الجيش الإسرائيلي نظرا لمخالفة ذلك للعقيدة اليهودية . وقال زئيفي في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائلية أنه إذا لم يتوقف زعماء المدارس الدينية المتشددة عن مواقفهم سنجد أنفسنا أمام منظمة إرهابية تعمل في قلب إسرائيل وداخل الدولة والمجتمع الإسرائيلي حسب وصفه . وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن العديد من باحثي الشرق الأوسط ينظرون لما يحدث داخل المدارس الدينية اليهودية بقلق بالغ موضحا ان دعوات الحاخام اليعازر ملماد للضباط وتلاميذ المدراس الدينية تذكرنا بأحداث وقعت في العالم الإسلامي بين أعوام الستينات والسبعينات وتحول الأمر إلى كارثة مأساوية حينما دعى البعض إلى تغليب الشريعة على قوانين الدولة وانتهى الأمر بظهور تنظيم القاعدة والجهاد العالمي وحركة الإخوان المسلمين في مصر . ولفت زئيفي إلى أن المقارنة بين قادة المدارس الدينية والإخوان المسلمين بالقاهرة قد تبدو مهينة ومسيئة لحاخمات تلك المدارس لكن على هؤلاء أن يفهموا وينظروا أعلى من مشاعرهم المعادية للإسلام لرؤسة الخطر الذي يتربص بهم هم أيضا مؤكدا أن حركة الإخوان المسلمين ظلت حتى منتصف القرن العشرين متشابهة في تركيبها للصهيونية الدينية التابعة لجماعة جوش إمونيم وهي الجماعة التي لن تكفر بقيم الدولة والعبرية وقوانينها وسيادتها وعملت في إطارها وهو ما كانت تفعله جماعة الإخوان حيث قام عدد من أعضائها بالالتحلق بالجيش المصري لمحاربة إسرائيل عام 1948 وعدد كبير من الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو كانوا على صلة بشكل او بأخر بالإخوان المسلمين . وذكر المحلل الإسرائيلي أنه في مرحلة متقدمة جدا بدأت تحدث خلافات بين الجماعة والسلطة في القاهرة فبعد عامين من وصول الضباط الاحرار للحكم كانت هناك محاولة لاغتيال الرئيس المصري الراحل جمال بعبد الناصر ومنذ هذه المحاولة والعلاقات بدأت في التدهور بين الجانبين وبدأ الإخوان في التظاهر ضد السلطة المصرية ووقفت الدولة ضدهم بكل الوسائل بما فيها اعتقال الآلاف منهم ، موضحا أنه هذا يتشابه مع ما يحدث الآن في إسرائيل فجزء من قادة المدارس الدينية بدأوا يدعون إلى عمليات متطرفة ضد الدولة العبرية . وأوضح أن الرجل الذي قام بتوجيه حركة الإخوان المسلمين هو المفكر المصري سيد قطب والذي تم سجنه بعد ذلك ففي كتابه معالم على الطريق أوضح قطب أن الدولة ضلت طريقها وانفصلت عن القيم الدينية وتحولت إلى دولة كافرة لافتا إلى أن أساس العقيدة والدين هو الاعتراف بسيادة الإله فوق قوانين الدولة البشرية مؤكدا في نهاية مقاله أن الحرب التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين ضد السلطة المصرية تتشابه مع ما يفعله حاخامات المدارس الدينية اليوم .
