الشرطة تحرر ميدان التحرير من قبضة المعتصمين تمكنت قوات الأمن فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، من فتح مداخل ميدان التحرير بعد إزالة الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة والعبوات الرملية، التى وضعها المعتصمون؛ لمنع مرور السيارات إلى الميدان، حيث دفعت بالعشرات من قوات الأمن المركزى والشرطة ورجال المباحث الذين ارتدوا الزى المدنى، وتمكنوا من فتح مداخل التحرير أمام السيارات بعد ساعات من المناوشات مع المعتصمين الذين بادروا قوات الأمن بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة. وقام المعتصمون بإشعال النيران فى إطارات السيارات بشارع باب اللوق لمنع ورشق قوات الأمن بالحجارة، ما دفع الأمن لمطاردتهم وإلقاء القبض على أكثر من 27 منهم واحتجازهم فى إحدى سيارات الأمن لترحيلهم إلى قسم قصر النيل. وقامت قوات الأمن بإزالة عدد من خيام الباعة الجائلين والقبض عليهم بعد ضبط كمية من الأسلحة البيضاء وأنابيب البوتاجاز وأسلحة خرطوش، إضافة إلى رفع سيارات الشرطة التى كان قد استولى عليها المعتصمون وأشعلوا النيران فيها بشارع قصر العينى. فيما قام عمال النظافة برفع مخلفات الميدان وتنظيفه من آثار الاشتباكات. وبعد فتح الميدان انسحبت قوات الأمن مرة أخرى بكامل قوتها من التحرير منعًا من وقوع مصادمات بينهم وبين المعتصمين، وانتظمت حركة المرور حتى ظهر اليوم فى ظل غياب رجال الأمن والمرور. وافترش عدد من المعتصمين وسط الميدان أمام السيارات فى محاولة لغلقه مرة أخرى ما أدى لوقوع مناوشات بينهم وبين سائقى السيارات، وتمكنوا من غلق شارع المتحف وقصر النيل بشكل جزئى، مرددين هتافات مناهضة للرئيس والإخوان ووزارة الداخلية. كما قامت قوات الأمن بإزالة عدد من خيام المعتصمين بالصينية الوسطى وضبط محتوياتها والقبض على أكثر من 27 شخصًا من المعتصمين والباعة الجائلين، وإزالة متحف الثورة، والذى يضم صورًا لشهداء ورسومًا جرافيتية ساخرة من الرئيس والإخوان. من جانبهم، اتهم المعتصمون قوات الأمن بالغدر بالثوار حين قامت باقتحام الميدان فجرًا واستغلت قله عددهم، مهددين باقتحام وزارة الداخلية وقطع الطرق الحيوية. وقال محمد حسنين، أحد المعتصمين: إن قوات الأمن قامت بتحطيم متحف الثورة واقتلاع العديد من الخيام والقبض على اكثر من27 معتصمًا، واستولت على الحواجز الحديدية التي أقامها المعتصمون لغلق مداخل الميدان. وأضاف حسن محروس، أحد المعتصمين: "للأسف عددنا الآن غير كافٍ للرد على هذا الاقتحام من قبل الشرطة ولكننا في انتظار زيادة الأعداد حتى نتمكن من غلق الميدان مرة أخرى لتوصيل رسالة إلى وزارة الداخلية بأنه لا يمكن قهر إرادة "الثوار" ولن نسكت علي حقنا"، مهددًا بغلق الطرق الرئيسية مرة أخرى. وأشار إلى أنهم يدرسون تنظيم مسيرة حاشدة لاقتحام وزارة الداخلية إذا لزم الأمر ردًا على اقتحام الميدان، مضيفًا أن ما يشغلهم الآن هو إعادة غلق مداخله ومخارجه مرة أخرى. وقال علي السيد، أحد المعتصمين: "من الواضح أن الداخلية لم تتعلم الدرس بعد وما زالت تستهون بقوة معتصمي التحرير؛ لأنها حاولت اقتحام الميدان قبل ذلك وجاء الرد عليها بمحاولات اقتحام الداخلية وإغلاق الطرق، وهو ما سوف تلجأ إليه الآن". في السياق ذاته، سيطرت حالة من الفرح والترحيب بين السائقين والمواطنين الوافدين على الميدان بعد فتحه، حيث أكد أحمد عبد الله أحد السائقين أن فتح الميدان أعاد الحركة المرورية إلى طبيعتها، خاصة أن الميدان روح العاصمة، وتسبب غلقه فى تكدس الحركة المرورية بشوارع وسط البلد، مطالبًا رجال الشرطة بعدم تركه لسيطرة الباعة والبلطجية. بينما عبر المواطن ياسر السيد عن فرحته بفتح الميدان وتواجد الشرطة به، مشيرًا إلى أنه تمكن الأمن من فتحه وإخلائه من الباعة والبلطجية دون المساس بالمعتصمين وخيامهم، أعاد إلينا الإحساس بالأمن ودور الشرطة.