الأمن: تدخلنا لإزالة الحواجز وفتح المداخل فقط.. والمعتصمون: سنقتحم الداخلية والمترو شهد ميدان التحرير فجر أمس الثلاثاء، اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين بعد اقتحامه الميدان لإزالة الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية التى وضعها المعتصمون على مداخله لمنع مرور السيارات، ما دفع المعتصمين للتصدى لهم من خلال رشقهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف. فيما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على أكثر من 50 شخصا من الباعة الجائلين ومثيرى الشغب. وكان العشرات من أفراد الأمن قد اقتحموا فجر الثلاثاء الميدان من ناحية شارع المتحف المصرى وقصر النيل، وأزالوا الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية لفتح الطريق، الأمر الذى واجهه المعتصمون برفقة الباعة الجائلين، بإشعال إطارات السيارات ورشق القوات بالحجارة والمولوتوف والزجاجات الفارغة. وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عدد كبير منهم بحوزتهم أسلحة بيضاء، كما قاموا برفع مصفحة الأمن المحترقة من الميدان إلى محيط السفارة الأمريكية. وتم فتح جميع المداخل أمام السيارات وتنظيف جميع أرجاء الميدان من مخلفات الاشتباكات، فيما أسفرت الاشتباكات أيضا عن تحطيم سيارة شرطة بميدان طلعت حرب وتكسير زجاجها. وعاد المعتصمون الذين فروا إلى الشوارع الجانبية أثناء الاشتباكات إلى الميدان مرة أخرى، وقاموا بالتعدى على سيارة شرطة أخرى أثناء مرورها من الميدان وتكسيرها بالشوم قبل أن يفر السائق مسرعا بها، وقاموا بغلق الميدان مرة أخرى باستخدام بعض الحواجز الحديدية والألواح الخشبية أمام حركة السيارات. وتمكن المعتصمون من غلق المجمع لمدة نصف ساعة أمام الوافدين عليه ردا على هجوم قوات الأمن على الميدان، قبل أن يتمكن المواطنون وحرس المجمع من إقناعهم بفتحة مرة أخرى. وأكد أحد القيادات الأمنية المشرفة على فتح الميدان أن الهدف من دخول القوات إلى التحرير ليس فض الاعتصام، ولكن فتح مداخل الميدان أمام السيارات دون المساس بخيام المعتصمين، مشيرا إلى أنهم تلقوا شكاوى كثيرة من المواطنين بسبب إغلاق الميدان. وأكد أنهم لم يتعرضوا للمعتصمين ولكنهم تصدوا لمثيرى الشغب الذين حاولوا منع القوات من دخول الميدان وإلقاء المولوتوف عليهم، مشيرا إلى أن معظمهم من الباعة الجائلين. فى المقابل، حذر عدد من المعتصمين من عواقب اقتحام الداخلية للميدان، مؤكدين أنهم سوف يردون على ذلك الاقتحام بنفس الأسلوب، وأنهم سيصعدون موقفهم بغلق الميدان مرة أخرى وقطع طريق 6 أكتوبر. وقال مصطفي الألماني أحد المعتصمين: "فوجئنا بقوات الأمن تقتحم ميدان التحرير بالقوة وفتح المداخل ومطاردة الثوار بحجة تطهير الميدان"، مشيرا إلى أن قوات الأمن "قامت بمحاصرتنا في شارع محمد محمود وقبضوا علي أكثر من 50 شخصا من ضمنهم فتاة، كما دخلوا الخيام واستولوا على أغراض المعتصمين"، حسب قوله. وهدد بأنهم سيتعاملون معهم بنفس الطريقة، مؤكدا أنهم سوف يغلقون المداخل مرة أخرى، ثم بعد ذلك سيتفرغون لوزارة الداخلية وسيقومون بغلق المجمع وقطع المترو وقطع كوبري 6 أكتوبر.