حين فاز محمد البرادعى بمنصبه الدولى رئيسا لوكالة الطاقه الذريه . هللت الصحف المصريه لهذا الفوز الذى حققته مصر فى الساحه الدولية .. رغم إن البرادعى لم يكن مرشح مصر الرسمى فى تلك الإنتخابات التى فاز فيها بمنصبه الرفيع .. بل إنه فاز على مرشح مصر الرسمى وهو السفير محمد شاكر سفير مصر السابق فى لندن .. أى ان مصر رئيسا وحكومة لم يكن لديها الرغبه فى حصول البرادعى على هذا المنصب الذى هللت له صحف الحكومه وأجهزة إعلامها .. محاولين إظهار فوز الرجل بأنه فوز لمصر ورئيسها فى المحافل الدوليه وتقديرا من العالم لحكمة الرئيس ومكانته الدوليه ! وحين فاز البرادعى بجائزة نوبل للسلام . أقيمت الأفراح والليالى الملاح لهذا النصر الذى حققته مصر ورئيسها داعى السلام وحارسه الأمين . وسارع الرئيس مبارك بمنحه قلادة النيل التى لاتهدى إلا لرؤساء الدول تقديرا لشخصهم . ولكنا فجأة إكتشفنا أن البرادعى الذى كان مصدرا لفخر مصر والمصريين . وباعث الشعور لديهم بالاعتزاز والتييه .. ليس مصريا إذ إنه يحمل الجنسيه السويديه أو النمساويه . وأن ولاءه لمصر وعروبتها محل شك .وأنه عميل أمريكى . بل ويحمل بين جنباته هوى إسرائيلى أو صهيونى . بتجاهله ترسانة إسرائيل النوويه . وحماسه الزائد فى التصدى لمشروع إيران النووى .. وأخيرا انه يجهل مصر وشعبها فلم يعش بها سوى سنوات قليله بالقياس لسنوات عمره التى أمضاها خارج مصر موظفا بالأمم المتحده أو رئيسا لوكالة الطاقة الذرية . فلم ( يتمرمط ) فى شوارعها ولم يعش مشاكلها . بالإضافه إلى خبرته السياسيه الضعيفه التى لاتؤهله للترشيح لرئاسة الجمهوريه منافسا لمبارك الأب او مبارك الأبن ! هكذا قرر صحفيو الحكومة وحملة المباخر من كهنة الاعلام الرسمي سحب الجنسية المصرية من البرادعي وسحب كل ما يتمتع به من مزايا دولية أو محلية .. ورميه بأكثر الاتهامات فظاعة لمجرد أنه فكر – مجرد تفكير – فى النزول الى الساحة منافساً لمبارك أبا أو أبناًَ فى انتخابات يقولون أنها ستكون حره . ويدعون وصفها بالنزاهه والشفافية . ! ونحمد الله ان الانتخابات التي أجرتها الاممالمتحدة على منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة كانت خارج مصر وبعيدا ً عن اختصاصها والا كان البرادعي متهما الان بتزويرها ليستحق عقوبة السجن وأسقاط الاعتبار . وبالتالي اسقاط حقه في الترشح للرئاسة فى الانتخابات القادمة . ولكن البرادعى لن يبقى بعيدا ً عن متناول يد النظام . ويجب عليه توخى الحذر عند دخوله بالمطار حتى لا يفاجأ بالقبض عليه بتهمة تهريب المخدرات فى جيوب سرية بحقيبة يده مستغلا ً صفته الدبلوماسية ! كل ذلك حدث للبرادعى غير ما يمكن أن يحدث معه رغم ان هؤلاء أول من يعلم ان الدستور الذي وضعوه بعنايه فائقة لا يسمح للبرادعي بتحقيق رغبته فى الترشح ورغم انهم أول من يعلم ان الظروف التي تجرى الانتخابات الرئاسية فى مصر فى ظلها لن تسمح للبرادعي أو غير البرادعي بالمرور الي القصر الجمهوري حتى وأن ذهب اليه محمولا ً على أعناق عشرات الملايين من مؤيديه . فماذا كان سيفعلون به لو كانت شروط ترشيحه موافقه لارادته وارادتنا ؟ ! نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه – ان الدستور أو القانون لا يسمح للبرادعي بتحقيق رغبته ورغبتنا – وإلا لكانت مفاجئتنا ذات صباح بان البرادعى مات غريقا ً فى احد العبارات أو ضحية حادث باحد القطارات . أو وجد مقتولا ً فى شقته على يد أحد اللصوص .. أو منتحرا ً بسبب فشله فى الحصول على وظيفة بعد أحالته للمعاش !! هكذا راح البرادعى ضحية لرغبته أو لرغبتهم في ( المرمطه ) يؤكد أحد اهم شروط ترشيحه لرئاسة مصر ! .