فخامة الرئيس هل تسمح لي أن احصل على دقائق من وقتك ، أعلم أنك تحمل من الهموم الكثير وأنك سمعت من الكثير ولا تظن أن يضيف اليك أحد شىء جديد ولكن حاول فقد تنجح المحاولة. فخامة الرئيس مأساة بورسعيد وما تلاها من أحكام لم تكن أنت السبب فيها بل كان المجلس العسكري هو المسئول الأول عنها باعتباره الحاكم في ذلك الوقت فلماذا تتحمل وزر غيرك؟ ولماذا لا تصارح الشعب بهذا؟ إن الذين يستدعون الجيش الأن هم أنفسهم من خرج بعد مذبحة بورسعيد ليحمل المجلس العسكري المسئولية ويطالب بمحاكمته، إن ردود الأفعال غير منطقية ويستغلها البعض للصيد في الماء العكر، فلماذا لا تخرج للشعب لتضع أمامه الحقائق ولتشاركه الهموم بدلا من أن تتركه فريسة سهلة للإعلام الموجهة الذي يقلب الحقائق ويروج الأكاذيب؟ فخامة الرئيس إن كل الزعماء الذين خدعوا شعوبهم بالشعارات والخطابات الجوفاء، وتركوا شعوبهم فقيرة وعاجزة على إبداء رأياً وحكموا بالحديد والنار وفتحوا المعتقلات والسجون ومارسوا التعذيب تتذكرهم شعوبهم للأسف بالخير لأنهم وفروا لهم الإحساس بقوة الدولة وإن كانت دولهم في أضعف صورها، ولك في عبدالناصر وشافيز خير مثال، ونحن لا نقول لك كن ديكتاتوراً ولكن كن قوياً بما يشعر الشعب بهذه القوة وإن نعتوك بالديكتاتورية فهم يفعلون بالباطل، ولا تترك حقاً لك حتى تأخذه فالشعب لا يحب أن يترك رئيسه حقه حتى يطمئن أنه سيحافظ على حقوقه أيضاً، وما معنى أن يحكم القضاء على صحفي أساء اليك بصورة غير مقبولة فتتدخل وتغير القانون ليتم الإفراج عنه؟ هل تعتقد أن هذا من القوة؟ وما معنى أن يصدر القضاء حكماً بإلغاء قراراً اصدرته ولا يتم الطعن على هذا الحكم؟ هل تظن أن الطعن على الحكم معناه عدم احترام القضاء كما أشار مستشارك القانوني؟ للأسف الشديد الاعتقاد خطأ والظن سذاجة، إذاً سيادة الرئيس عليك بإلغاء جملة من قاموسك وهي (إنني ليس لي حقوق) فمن ليس له حقوق لا يستطيع أن يقوم بالواجبات. فخامة الرئيس عليك بتغيير بعض مستشاريك وعلى رأسهم المستشار القانوني الذين بهرتهم الأضواء والشاشات ونسوا أن المستشار له وظيفة تختلف عن المتحدث الإعلامي فكانوا سبباً في مشكلات وتفاقم مشكلات أخرى، ولتدعم فريقك بكبار الأساتذة في القانون والإعلام. فخامة الرئيس إن غالبية من ينتقدونك ليلاً ونهاراً ليس لديهم رؤية ولا حلول وإن كان بعضهم هو سبب للأزمة ومساعداً على اشتعالها، وللكاتب تجربة شخصية إذ دعا مجموعة من مختلف الفئات لتقديم حلولاً مقترحة للخروج من الأزمة فلم يقدم منهم أحد مقترحاً أو حلاً في الوقت الذي يمارسون نقد سياساتك بكل أريحية، لذا لا تلقي بالاً بالنخبة ولا تحاول إرضائها فرضاها الوحيد أن تحصل على الكرسي الذي تجلس عليه، وإلا فما معنى أن يضعوا الشروط الغير واقعية والغير ممكنة الحدوث مثل تغيير الدستور وإقالة النائب العام مع إن كلاهما لا يشغل المواطن من قريب أو من ببعيد، والمطالبة بتغيير الحكومة ليس حلاً إلا ليزيدوا من الأزمة أزمات جديدة تكون خيوطها بأكملها في أيديهم. فخامة الرئيس كلما تأخر الوقت اصبحت المشكلة صعبة على الحل، فالقرار الذي كان من الممكن اتخاذه من يوم واحد فقط يكون من الصعب أن تتخذه اليوم وكل دقيقة تمر دون اتخاذ اجراءات رادعة للذين يديرون المؤامرة ويحرقون البلد فهناك قوى أخرى كامنة تنتظر أن تنقض وما محاولة اضراب الشرطة من ذلك ببعيد، فخامة الرئيس الوقت ليس في صالحك ولديك أوراق قوة لا تتركها تذهب مع الرياح، لديك شعب يستطيع إذا خاطبته أن ينتفض ويكون ظهراً لك ضد المخربين، لديك شرعية وسلطة لا تلوح بهما بل استخدمهما فإن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن. اعذرني فخامة الرئيس على كثرة الحديث فالألم يملئ قلوبنا وخوفنا على ضياع حلم الشعب المصري في تكوين دولة قوية يحترمها القاصي والداني يدفعنا للتضحية بأنفسنا ولكن لا نريد أن نضحي في الوقت الذي لا تنفع فيه تضحية، الكرة في ملعبك فخامة الرئيس فهل نرى قرارات حاسمة وهل يمكن أن تكاشف الشعب اليوم وليس غداً؟ هذا ما ننتظره فخامة الرئيس. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]