أوضح محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "المصريون" أنه لا يمكن الفصل بين الأزمة الحالية داخل جهاز الشرطة والغياب الأمني والوضع السياسي الراهن بشكل عام، وأرجع احتقان الشعب ضد الشرطة نتيجة احتجاجات الشارع ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان والدفع بالشرطة للمواجهة وأدى إلى حدوث حالة احتقان بين الشعب والشرطة وترسب انطباع خاطئ بأن جهاز الشرطة يعمل لصالح نظام الرئيس مرسي . وأكد سلطان أننا نعيش أزمة سياسية حقيقية ومن يتغافل عنها وصفه بأنه "أعمى البصر والبصيرة"، مؤكداً أنه لا يستطيع التحدث عن أزمة الشرطة والغياب الأمني خارج السياق العام في البلد. وقال سلطان: يجب ألا ننسى أن الشرطة ضيعت مبارك، بالإضافة إلى أنها الآن منهكة وما زال رجل الشرطة يلملم جراحه ويعيد تكوينه بعد ما تم تدميره نفسياً ومعنوياً. وعن العنف الموجود في الشارع، أكد سلطان أن له غطاء سياسيا وإعلاميا ولا يستطيع أي مسئول في الدولة أن يتخذ قرار قمع المتظاهرين، طالما لهم غطاء سياسي من قبل المعارضة وعلى مؤسسة الرئاسة وصانع القرار أن يعي ذلك ويقدم رؤى جديدة لكي يواجه الموقف. واستطرد سلطان أن السياسة هي فن الممكن، وأنها أحيانا تنزل للشروط الموضوعية في الواقع، وأثنى على أداء حزب البناء والتنمية، وقال: هم أكثر القوى السياسية فهمًا لما يحدث في الشارع، باعتبارهم أصحاب خبرة في العنف الذي مارسته الدولة ضدهم في الأنظمة السابقة . ونفى سلطان أن تكون جريدة "المصريون" قد تحولت للهجوم على شخص الرئيس، وقال في حديث طويل لبرنامج "مصر الجديدة" على قناة الناس مع الإعلامي الشيخ خالد عبد الله: "المصريون" لا تتطاول على أحد، ولكننا نسير في إطار النقد السياسي، مضيفا: "أنا محب للدكتور مرسي ودافعت عنه وعن الشرعية وفرقت بين الشرعية والشعبية، وقلت إن شرعية الرئيس ثابتة بالصندوق ولكن الشعبية تزيد وتنقص"، مؤكداً أن كلام جماعة الإخوان وتصنيفهم للمعارضة على أنهم كلهم بلطجية غير صحيح، مشيراً إلى أن الشباب الذي شارك في صنع الثورة انضحك عليه من كل القوى السياسية . كما أكد سلطان أن الاتهام موجه لجماعة الإخوان المسلمين في تقسيم الدوائر بشكل يصب في مصلحة الجماعة، موضحاً أن حكم محكمة القضاء الإداري بشأن وقف الانتخابات أنقذ جميع الأطراف بما فيهم مؤسسة الرئاسة وجبهة الإنقاذ وجميع الأحزاب, مضيفاً أنه لو تمت الانتخابات القادمة وفق قانون الانتخابات المتهم بأنه معيب، كان سيمثل خطراً كبيراً على السلطة، وقد يصل الأمر إلى خروجها خروجا آمنا على غرار انتخابات 2010. وجدد سلطان قوله بأننا لسنا في حاجة لقانون التظاهر، مشيرا إلى أن مصر لديها ترسانة من القوانين تحكم مسألة البلطجة والخروج عن إطار السلمية، مضيفا أن بعض القوى السياسية ومنها حركة 6 إبريل وأيضا القوة الحليفة لجماعة الإخوان مثل حزب النور وحزب البناء والتنمية قدموا مبادرات جيدة للخروج من الأزمة، في المقابل كان الإخوان يخرجون بقوانين متشددة تفرض قيودا على حرية الرأي مثل قانون التظاهر ومواجهة البلطجة والإرهاب، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي إبداع، مستنكراً تفاخر الإخواني صبحي صالح بقانون قمع البلطجة، حينما أكد أنهم أخذوه من الاحتلال البريطاني، متسائلا: هل هناك دولة محتلة تقدم قانونا يحترم حرية الرأي؟ وووجه سلطان لومه على جبهة الإنقاذ ومغالاتها وتشددها في مطالبها, في حين أن لمؤسسة الرئاسة أخطاء أيضاً، أهمها أن الرئيس مرسي أصدر الإعلان الدستوري بعدما التقى بالبرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى دون أن يشير إلى ذلك، وكما أنه ولأول مرة تحدث في تاريخ مصر من أيام الملك فاروق أن يتم تعلية قصر الاتحادية في عهد الرئيس مرسي . شاهد الفيديو: شاهد الفيديو: شاهد الفيديو: