سجل اليوم الثاني من أيام التشريق عملية نزوح جماعي لحجاج القرعة المصريين من مخيم منى بعدما انتشرت أمراض البرد والنزلات الشعبية، نتيجة لافتراشهم شوارع منى، وعدم وجود الرعاية الصحية الجيدة في ظل برودة الجو وهطول الأمطار. واشتكى كثير من الحجاج من عدم وجود عنوان للبعثة الطبية داخل مخيمات منى، في الوقت الذي شهدت فيه مستشفيات منى ومراكزها الطبية أعلى معدلات إصابة للحجاج المصريين المصابين بإنفلونزا والنزلات المعوية جراء معاناتهم الشديدة في منى. وقابل مسئولو البعثة المصرية النزوح الجماعي لأفراد البعثة من منى بترحيب شديد بعدما زاد التوتر بين الحجاج والمسئولين، كما كشفت "المصريون" سابقا حول وصول التوتر إلى احتكاكات في مخيم 14 بمنى. وحدثت للمرة الثانية على التوالي احتكاكات كبيرة بين الحجاج بمخيم 14 والذي يقيم فيه حجاج طنطا والإسكندرية والمسئولين عن البعثة بعد علم الحجاج بوفاة سيدة مصرية بمزدلفة نتيجة مضاعفات غيبوبة السكر، ورصدت "المصريون" حالة القلق والتي انتشرت بين المسئولين فور علمهم بوجود مراسلين لجرائد المعارضة ومتابعة الحجاج. وصرح أحد مسئولي البعثة الذي رفض ذكر اسمه أن المسئولين تعاقدوا مع مطوفين ليسوا بالكفاءة والخبرة التي تستطيع التعامل مع هذا العدد من الحجاج، وذكر على سبيل المثال عصام أبو خشبة الذي يعمل بالمقاولات وإنشاءات الفنادق مثل السلسلة الذهبية التي أقام فيها الحجاج المصريون. ومع سوء العملية التنظيمية من جانب البعثة المصرية، قرر معظم الحجاج المصريين الاعتماد على أنفسهم في التحركات والوصول إلى أماكن سكنهم لما وجدوه من عشوائية تنظيمية في التنقلات والتحركات غير المحسوبة حيث كانوا يستقلون أية حافلة لتقلهم إلى أي مكان بعيد عن منى ثم يتوجهون مشيا على الأقدام حتى يصلوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وقد سلك معظم الحجاج طريق الحرم مرورا بمنطقة محبس الجن والتي تقدر المسافة فيها بين منى والحرم بحوالي 3 كيلو متر. وبسؤال أحد الحجاج الذي طلب عدم نشر اسمه هو وزوجته، قال إنه فوجئ إن المياه التي كان الحجاج يستخدمونها للشرب عن طريق المبردات في عرفات غير مخصصة للشرب وما هي إلا مياه للوضوء والطهارة فقط مما أصابهم هم ومخيمه بنزلات معوية، فيما سجلت المستشفيات السعودية زيارات للحجاج المصريين المصابين بغيبوبات السكر والقلب، وهو ما نافى التقارير الطبية والفحوصات التي تمت بمصر والتي تمنع المصابين بأمراض السكر والضغط والقلب. وإلى جانب ذلك، رصدت "المصريون" أن الحجاج لم يحصلوا بمنى على كوبونات الطعام المخصصة وأنهم كانوا يعانون في الحصول على طعامهم ومن معهم مع العلم بأنه دفعوا قيمة الوجبات مسبقا. وعن سبب توزيع "المنامات" السرير المتنقل على الحجاج للنوم داخلها، قال أحد المسئولين عن البعثة ل "المصريون" إن البعثة كانت تعلم مسبقا أنها حجزت أماكن لنصف كثافة الحجاج، لذلك عملت احتياطاتها بتوزيع المنامات حتى تسمح للحجاج بالانتقال للنوم في مسجد الخيف بمنى أو في شوارعها. وتشهد العلاقة بين البعثة ومسئوليها احتقان كبير حيث نوه الكثير من الحجاج بالشكوى عند عودتهم إلى مصر والدعوة إلى فتح تحقيقات شاملة حول المخالفات التي حدثت.