اعتبر قياديون في حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر أن تأجيل انتخابات مجلس النواب "فرصة لتحقيق انفراجة في الأزمة السياسية الراهنة"، معربين عن استعداد الحزب التام للجلوس مع باقي القوى السياسية في البلاد من أجل التوصل إلى توافق حول جميع القضايا الخلافية. وكان مصدر مسؤول باللجنة العليا للانتخابات قد أكد في وقت سابق لمراسل الأناضول أن اللجنة أوقفت فعليًّا إجراءاتها الخاصة ببدء عملية انتخابات مجلس النواب، التي كان مقررًا أن تبدأ السبت القادم، وهو ما يعني تأجيلها إلى أجل غير مسمى، موضحًا أن ذلك جاء "بعد صدور حكم محكمة القضاء الإداري أمس بوقف تنفيذ قرار الرئيس المصري بالدعوة لانتخابات البرلمان، وما تلاه من إعلان مؤسسة الرئاسة في بيان رسمي مساء أمس احترام أحكام القضاء". وقال سعد عمارة، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن "تأجيل الانتخابات يمثل انفراجة للموقف السياسي تفتح مجالاً للتواصل بين القوى المختلفة ومحاولة الوصول إلى مساحة مشتركة". وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، كشف عمارة عن وجود استعداد تام لدى حزب الحرية والعدالة للجلوس مع باقي القوى السياسية في البلاد من أجل مناقشة جميع القضايا الخلافية. لكن القيادي في حزب الحرية والعدالة شدد على ضرورة توفر النية الصادقة من قبل الأطراف الأخرى للوصول إلى توافق حول القضايا الخلافية. وقال: "للأسف بعض القوى دون تعميم لا تريد الوصول من الأساس إلى نقطة الانتخابات وتسعى بكل السبل لعرقلة العملية الديمقراطية". وتتمثل أبرز القضايا الخلافية في: قانون الانتخابات البرلمانية، وضمانات نزاهة العملية الانتخابية، ومسألة تشكيل حكومة توافق وطني، ومطلب إقالة النائب العام الحالي طلعت عبد الله، بجانب التوصل إلى توافق حول المواد الخلافية في الدستور المصري الجديد الذي تم إقراره نهاية العام المنصرم. وفي وقت سابق، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني - التي تضم قوى معارضة رئيسية - مقاطعة انتخابات مجلس النواب المقبل حيث شككت في نزاهتها، كما رحبت الجبهة بحكم محكمة القضاء الإدارى أمس والقاضي بوقف تنفيذ قرار الرئيس المصري ببدء إجراءات الانتخابات السبت المقبل. وتابع عمارة: "دعوة الحوار من حزب الحرية والعدالة قائمة ومتجددة والكرة في ملعب القوى المعارضة، وقد علمت أن بعض هذه القوى بالفعل تراجع نفسها في مسألة مقاطعة الانتخابات، ومن المنتظر أن تلغي قرار مقاطعتها وتعود للمشاركة في السباق الانتخابي". وفي السياق ذاته، قال إبراهيم أبو عوف، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن "تأجيل الانتخابات أعطى فرصة أكبر لمعاودة التواصل بين الأحزاب والقوى المختلفة"، مضيفًا أن حزب الحرية والعدالة "سيفتح مساحة للتواصل مع باقي القوى السياسية على جميع المستويات لتحقيق مصلحة البلاد والوصول إلى الاستقرار المنشود". وفي تصريحات لمراسل الأناضول، اعتبر أبو عوف أن "الفرصة متاحة الآن لمناقشة كل القضايا الخلافية، وطمأنة جميع القوى السياسية بشأن شفافية الانتخابات المقبلة وضمان إجرائها بشكل نزيه". وأشار في هذا الصدد إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي حين دعا إلى الحوار الوطني بشأن ضمانات نزاهة الانتخابات البرلمانية أكد موافقته على كل ما يتوافق عليه المتحاورون وهو ما يزيد من فرصة التوافق حول تلك القضايا بعد تأجيل الانتخابات.