في إطار الرحاب الطاهرة ، رحاب مكةالمكرمة ، وفي أجواء مشاعر الحج المهيبة ، عقد مؤتمر مكةالمكرمة العاشر تحت عنوان: "مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة" لدراسة: 1. المشكلات الفكرية 2. المشكلات الاجتماعية والنفسية 3. المشكلات الاقتصادية 4. الحلول والعلاج وجاء محور المؤتمر هذا العام ليبرهن على أهمية الشباب في حياة الأمة.. بتخطيط من معالي أ.د. عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، الذي حرص على دعوة كبار علماء الأمة الإسلامية لدراسة كافة مشكلات الشباب دراسةً علمية معمقة ومؤطرة، وفي الوقت نفسه حرص على دعوة مئات من الدعاة الشباب من شتى دول العالم.. من: (أثيوبيا – الأردن – أستراليا – الإمارات – أمريكا – إندونيسيا – أوغندا – باكستان – أوروغواي – البرتغال – بريطانيا - بنغلاديش – بنين – تايلاند – تركيا – تشاد – تونس – الجزائر – جزر القُمُر – جنوب أفريقيا – جورجيا – الدنمارك – رواندا – سيريلانكا – السعودية – سلوفينيا – سنغافورة – السنغال – السودان – سيراليون – الصين – طاجيكستان – غانا – فرنسا – الفلبين – فلسطين – فنزويلا – قطر – قيرغستان – لبنان – لتوانيا – ماليزيا – مصر – المغرب – ملاوي – موريتانيا – موريشيوس – موزنبيق – ميانمار – نيجيريا – الهند – هولندا – هونج كونج – اليابان - اليمن). للتفاعل مع كبار العلماء في هذا المؤتمر، ثم أداء فريضة الحج في ضيافة رابطة العالم الإسلامي. ولاشك أن هذا التفاعل مع الكبار في المؤتمر أنتج خلاصة فكر الكبار في تفاعلهم مع رجال المستقبل (الشباب) الذين هم حجر الزاوية لمستقبل الإسلام والمسلمين.. أنتج هذا الحراك العلمي والثقافي في البقاع المقدسة حلولا مهمة قابلة للتطبيق، وكفيلة –في حال تطبيقيها- بحل مشكلات الشباب التي تؤرقنا، صدرت في بيان ما أحوج جماهير المسلمين إلى تفعيله واستثماره، هذا البيان الذي صدر في البقاع الطاهرة، ينظر إلى مستقبل المسلمين في العالم بعيون ثاقبة بصيرة، حيث أكد على اعتماد البرامج الفكرية والثقافية لشباب الأمة على النهج الشرعي القائم على الهدي القرآني والسنة النبوية الصحيحة ومتابعة منهاج السلف الصالح في التربية والتعليم والتوجيه الإسلامي، ومناشدة مؤسسات التربية والتعليم بالتجديد المستمر في بنية المناهج التعليمية والتربوية، ومتابعة مستجدات المعرفة في شتى مجالاتها؛ لتحصين الشباب من التغريب الثقافي والفكري، والتأكيد على ربط الشباب بتاريخهم الحضاري، والاستفادة منه في حياتهم المعاصرة على نحو يراعي التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والتنبيه على خطورة تنامي أفكار الغلو والإفراط بين فئات من الشباب من جانب، والتفريط والتسيب من جانب آخر، والتأكيد على أهمية رجوع الشباب إلى العلماء الثقات لمعرفة وسطية الإسلام المستندة إلى كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) والالتزام بالاعتدال وفق الضوابط الشرعية. وقيام المؤسسات الاجتماعية في العالم الإسلامي بالإسهام في نشر الثقافة النفسية الصحيحة والتعاون في ذلك مع المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام، والاهتمام بمعالجة إدمان الشباب للإنترنت وترشيد استخدامهم لها. وفي ذات الوقت دعوة الجهات المعنية في الدول الإسلامية للتعاون والاستفادة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والمصارف الإسلامية وذلك بإيجاد المحافظ الخاصة التي توفر القروض الميسرة لمساعدة الشباب على إقامة المشروعات الاقتصادية المنتجة؛ للتخفيف من البطالة وعلاج مشكلة الفقر، وتيسير الزواج والحياة الأسرية الكريمة للشباب. التوسع في إنشاء مؤسسات مالية لتمويل المناشط الإسلامية للشباب والأطفال بما يسهم في تكوينهم الثقافي والتربوي السليم، وتشجيع ثقافة الإنتاج والادخار لديهم، ودعوة مؤسسات الإعلام لتعديل السلوك في الإعلان التجاري لتنمية ثقافة الاعتدال في الاستهلاك، وتطوير برامج مؤسسات التعليم الفني والتدريب التقني لتسهم في اكتساب الشباب مهارات العمل المنتج والمبدع، ودعوة الدول الإسلامية للعمل بنظام الإعفاء الضريبي لدعم العمل الخيري في المجتمعات المسلمة، وأيضا دعوة البنك الإسلامي للتنمية للتوسع في إقامة مشروعات تنموية للشباب في البلدان الإسلامية الفقيرة وفي مجتمعات الأقليات المسلمة لتحسين مستوى معيشتهم ودفعهم نحو الأعمال المنتجة. وقد لاحظ المؤتمر أن ضعف الشباب المسلم وحيرته هو أثر من ضعف الأمة، ونتاج للخلل في بعض المقومات والأنظمة والمناهج. وأن الأساس في علاج مشكلات الشباب، يقوم على الفهم الصحيح للدين والانتماء إليه، وأن أي ضعف يعتري هذا الانتماء يعرضهم إلى الانحراف في العقيدة، أو الشذوذ في الفكر والسلوك. وبعد فإن هذه اللقاءات التي تتم بين المسلمين في شتى بقاع الأرض لَتؤكد على تماسك اللُّحْمَة الإسلامية، وتعكس الترابط والتلاحم بين المسلمين تحقيقًا وتطبيقًا لقول الله سبحانه وتعالى : (يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) (الحجرات: 13). فما أحوجنا إلى مثل هذه اللقاءات لتأكيد الترابط، والسعي نحو تحقيق الوحدة المنشودة بين المسلمين في شتى البقاع.