انتقدت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية عدم وضوح المعارضة المصرية، وقالت إن الإدارة الأمريكية لم تعد تفهم ما الذي تريده المعارضة منها بالضبط. وأبدت الصحيفة اندهاشها من رفض المعارضة المصرية لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القاهرة، وقالت "بصراحة، من الصعب أن تعرف ما الذي تريده المعارضة بالضبط من واشنطن. ففي إحدى اللحظات تجدها تحذر من التدخل الأمريكي، وفي اللحظة التالية تجدها تنتقد الأمريكيين لأنهم ليسوا أكثر صرامة تجاه الرئيس مرسي". واتهمت الصحيفة في افتتاحيتها المعارضة بخيانة ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك، معتبرة أن قرار جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة هو نكسة للثورة. غير أنها قالت إن مخاوف المعارضة من النظام الحاكم مشروعة، فبدلًا من العمل على تشكيل حكومة شاملة، قام الرئيس مرسي وحزبه بالسيطرة على السلطة وحدهم، وقاموا بالإسراع في وضع الدستور من خلال جمعية تأسيسية معيبة ومتنازع عليها، بالإضافة إلى فشلهم في إصلاح جهاز الشرطة، وتقدمهم بمشروع قانون جديد من شأنه الحد بشدة من الحق في التجمع السلمي، ويشجع الشرطة على ارتكاب المزيد من الانتهاكات. ولكنها قالت إن المعارضة من جانبها لم تقدم أي بدائل حقيقية يمكنها تحدي جماعة الإخوان المسلمين في صندوق الاقتراع، وإنها بقرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة يبدو وأنها تهزم نفسها بنفسها. وشددت على أن التعاون مطلوب من المعارضة، فمصر في حاجة ماسة لمؤسسات ديمقراطية قوية واقتصاد أكثر قوة حتى تتمكن من إصلاح نفسها والتحرك نحو مستقبل أفضل. واعتبرت أن قرار الرئيس أوباما بتقديم 250 مليون دولار من المساعدات لمصر هو بمثابة تصويت للثقة في بلد بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة، وأن الأمر متروك الآن للحكومة والمعارضة المصرية لخلق توافق سياسي واقتصادي للاستفادة من الأمور الأمريكية لتغيير مسار بلادهم. وأشادت الصحيفة في الختام بدعوة وزير الخارجية الأمريكية لجميع المصريين للاتحاد في مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد، مؤكدًا أن التزام الولاياتالمتحدة ليس تجاه شخص معين أو حزب معين أو رؤية سياسية معينة ولكن تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتسامح، مشيرة إلى أنه تصرف بشكل مناسب.