السائقون يحتجون فى الإسماعيلية.. وتهديدات بالعصيان فى الإسكندرية.. وإضرابات فى المنوفية.. والأهالى يقطعون الطريق فى بنى سويف.. والأقصر تخشى ارتفاع تعريفة الركوب في إطار أزمة السولار والبنزين الحادة التي تشهدها محافظات مصر استمرت حالة الارتباك المروري الشديد في شوارع وطرق العديد من المحافظات مع احتجاجات السائقين وتزايد الغضب الشعبي بسبب تعطل مصالح المواطنين والخوف من امتداد تداعيات الأزمة إلى قطاعات أخرى. وفي محافظة الإسماعيلية وصلت طوابير السيارات والشاحنات إلى أكثر من كيلومتر وتعالت أصوات السائقين بالاعتراض والاحتجاج على الحكومة بسبب تفاقم أزمة نقص السولار والبنزين80 التي وصلت إلى ذروتها أمس واليوم وصلت إلى درجة الترحم على النظام السابق وترديد جملة " ولا يوم من أيام مبارك". وقامت بعض محطات الوقود بإغلاق أبوابها لعدة ساعات بسبب نفاذ مخزونها من الوقود وشهدت محطات الوقود الأخرى تكدسًا كبيرًا للسيارات والشاحنات أمام المحطات مما أدى إلى حدوث ارتباك مروري على الطرق السريعة وفي مداخل المدينة. وقال مصدر مسئول بمديرية التموين بالإسماعيلية إن سبب التكدس هو توقف العمل ببعض المحطات وتأخر وصول سيارات الوقود القادمة من السويس إلى الإسماعيلية التي تمد المحطات بالوقود، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات بالمديرية تتلقى الشكاوى والمشكلات وتقوم بالاتصال بالشركات التي تتعامل معها لحل مشكلات الوقود في أقرب وقت. وفي الإسكندرية قام السائقون بقطع طريق الكورنيش اعتراضًا منهم على نقص السولار بمحطات الوقود خلال الأيام الماضية وانتظارهم بالساعات أمام محطات البنزين وعدم استطاعتهم الوفاء بمتطلبات اليومية. واتهم السائقون جماعة الإخوان بالتسبب في هذه الأزمة حتى تقوم بإلهاء الشعب المصري لأنها تعرف أنها سلعة استراتيجيه، محذرين بأن هذا لعب بالنار، ورفض السائقون مقترحات وزير البترول بتحديد عدد لترات معين مؤكدين أن هذا غير مجدي. وكانت الإسكندرية قد شهدت على مدار الأيام الماضية خاصة يومي "الخميس والجمعة" أزمة حادة في السولار وبنزين 80، وامتدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود لأكثر من 2 كيلو متر على بعض المحطات، وشهد طريق ميناء الدخيلة شللاً تامًا بعد أن توافدت سيارات النقل الثقيل على محطات الوقود القريبة منه وتكدست أمامها مما أدى إلى توقف الحركة بالطريق. وهدد السائقون بالإضراب وعدم العمل احتجاجًا على نقص الوقود المدعم من بنزين 80 وسولار، وإعلان حالة عصيان مدني لإجبار الحكومة على توفيره، وأكدوا رفضهم لقرار وزير البترول بتوزيع حصص محددة للسيارات. وفي المنوفية دخل عشرات السائقين بخطوط نقل الركاب الداخلية بمدينة شبين الكوم "السرفيس" في إضراب عن العمل وامتد الإضراب بمركزي الشهداء ومنوف احتجاجًا على نقص الوقود والسولار مهددين بقطع الطريق الرئيسية بالمحافظة لإجبار المسئولين على التحرك وحل الأزمة. وأعلن اللواء ياسين طاهر، سكرتير عام محافظة المنوفية والقائم بأعمال المحافظ، عن تشكيل لجنة خاصة لإدارة الأزمة مكونة من وكيل وزارة التموين، ورئيس مباحث التموين وبعض ممثلي القوى الشعبية والجمعيات الأهلية. وقرر سكرتير عام محافظة المنوفية تخصيص منافذ للسولار بحيث يتم إتاحة السولار في محطات التموين الواقعة على مداخل المدن بهدف تسهيل الحركة المرورية داخل المدن وعدم تعطيل المرور الناتج عن دخول المقطورات إلى محطات التموين الواقعة داخل المدن، وإتاحة بنزين 80 و90 في المحطات الواقعة داخل المدن بهدف تيسير الحركة المرورية وذلك بالتنسيق بين إدارة المرور والتموين بالمحافظة. وفي بني سويف قطع الآلاف من أهالي مدن وقرى بني سويف الطرق الرئيسية والفرعية احتجاجًا على اختفاء السولار والبنزين بجميع أنواعه من معظم محطات التمويل مما أصاب المحافظة بحالة من الشلل وشهدت المواقف ومحطة السكك الحديدية تكدسًا رهيبًا نتيجة لتوقف حركة السفر وتعطل مصالح المواطنين على الطرق السريعة. وتظاهر العشرات من سائقي التاكسي والسرفيس أمام مبنى ديوان عام المحافظة، وقاموا بقطع طريق كورنيش النيل وتعطيل حركة المرور، احتجاجًا على النقص الحاد في البنزين داخل المحطات، وتوقفهم عن العمل بعد إغلاق العديد من المحطات أبوابها أمامهم. واتهم السائقون المسئولين بالمحافظة بأنهم وراء هذه المشكلة، بسبب تقاعسهم الدائم عن مراقبة المحطات حتى وصل سعر لتر البنزين 80 الآن إلى ثلاثة جنيهات فضلاً عن الاختفاء التام للسولار. وقام أهالي مركز سمسطا والجبل الغربي بإغلاق طريق "الهاويس" المطل على بحر يوسف الذي يربط بين مدينة سمسطا وقرى الجبل الغربي، وكذلك طريق الشيخ عابد ومازورة المشرف المؤدي إلى الصحراوي الغربي وطريق الفيومبني سويف احتجاجًا على أزمة السولار والبنزين في غياب تام للأجهزة الأمنية والمحلية بالمركز. وفي مركز ببا قطلع أهالى قرى أبو شربان وسدس وأبو دخان وطرشوب وكفر جمعة الطريق الزراعي "القاهرة – أسيوط" وأشعلوا النار في إطارات السيارات كما قطع أهالي قرية صفد راشين طريق ببا دشطوط والذي يخدم 10 قرى بمركز ببا وتجمع العشرات في منطقة المفارق ما تسبب في وجود تكدس مروري. وقطع أهالي سنور والعلالمة والشيخ على الصحراوي الشرقي في أكثر من موضع واستجاب لهم العاملون بالمحاجر الذين قاموا بوضع اللوادر العملاقة بعرض الطريق متهمين قيادات المحافظة بافتعال هذه المشاكل والوقوف وراءها والاختفاء الدائم من مواقع الأحداث أمام المحطات.فضلاً عن التقاعس الأمني وفرض البلطجية سيطرتهم على حركة توزيع و بيع المحروقات، وهدد المحتجون بانطلاق ثورة عارمة إذا استمرت الأوضاع السيئة قد تطيح في طريقها بالأخضر واليابس. وفي الأقصر قام العشرات من سائقي الميكروباص بقطع ميدان صلاح الدين، ووضع سياراتهم بالعرض ومنع جميع المركبات من المرور احتجاجًا على نقص السولار. انتقلت على الفور قوات أمن الأقصر وشرطة المرور والشرطة العسكرية في محاولة لفض الإضراب، ولكن السائقين رفضوا بسبب صعوبة حصولهم على السولار. وقال أحد السائقين "أنا كدا كدا مش همشي العربية مفيهاش جاز"، وأضاف أنه يشترى صفيحة الجاز ب50 جنيًا من السوق السوداء. وسادت حالة من الغضب وسط مواطني الأقصر بسبب غياب السولار الذي تعتمد عليه وسائل النقل والمواصلات اعتمادًا كليًا معربين عن خشيتهم من ارتفاع تعريفة المواصلات.