تصنيف الكونفدرالية - الزمالك على رأس مجموعة وقد يرافق المصري    وكيل الطب البيطري بالمنيا يتفقد مزرعة الجاموس النموذجية للاهتمام بالثروة الحيوانية    أستاذ هندسة طاقة: الهيدروجين الأخضر يؤدي لانعدام الانبعاثات الكربونية بالجو    طرح 70 ألف وحدة لمنخفضي الدخل قريبًا.. الإسكان الاجتماعي: لا صحة لمقترح الإيجار التمليكي    خلال لقائه نظيرته السلوفينية.. عبد العاطي يؤكد تضامن مصر مع لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية    وزير الخارجية يلقي كلمة مصر في قمة المستقبل ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    سفيان رحيمى يعلق على مواجهة الأهلى فى كأس الإنتركونتننتال    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    سيراميكا كليوباترا يعلن التعاقد مع لاعب الأهلي    غدا.. أولى جلسات محاكمة الفنان عباس أبو الحسن بتهمة دهس سيدتين في الشيخ زايد    مجد القاسم يشعل أجواء مهرجان الغردقة لسينما الشباب.. صور    النجوم يتفاعلون مع مجد القاسم على أغانيه بحفله فى مهرجان الغردقة لسينما الشباب    قوات الاحتلال تقتحم بلدة الريحية جنوب الخليل بأكثر من 100 جندي    تفاصيل الحلقة ال 6 من «برغم القانون»..القبض على إيمان العاصي    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    صحة المنوفية لمصراوي: إصابات فيروس A في الباجور لا تصل لمرحلة التفشي    هل متحور كورونا يمثل خطرًا كبيرًا؟.. رئيس اللجنة العلمية يوضح    "أسطورة من الأساطير المصرية".. أول تعليق من بيراميدز على إعتزال أحمد فتحي    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة باريس الدولية للإسكواش    تأثير مجتمع القراءة «الافتراضى» على الكتاب    إعلام عبرى: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول حرب شاملة    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    خبير شؤون إسرائيلية يكشف خلافات داخلية بسبب الوحدة 8200 بجيش الاحتلال    مواجهات نارية.. تعرف على جدول مباريات الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية    محافظ أسوان يكشف مفاجأة بشأن الإصابات بالمستشفيات.. 200 فقط    "صعود أول 3 فرق".. اتحاد الكرة يعلن جدول وشروط دوري المحترفين    عبد الرحيم علي عن تشكيل حكومة يمينية متطرفة بفرنسا: "ولادة متعثرة".. وإسناد الداخلية ل"برونو روتايو" مغازلة واضحة للجبهة الوطنية    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدا من حزب حماة الوطن    رئيس جامعة أسيوط يستجيب لأسرة مواطن مصاب بورم في المخ    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    العربية للتصنيع تحتفل بأبناء العاملين والعاملات من المتفوقين بالثانوية العامة    حمدي فتحي يصنع.. الوكرة يسجل في شباك الريان بالدوري القطري (فيديو)    محافظ بورسعيد: انطلاق الدراسة الأسبوع المقبل بمدرسة قرية "2" بعد تطويرها    دون مصطفى محمد.. تشكيل نانت الرسمي لمواجهة أنجيه في الدوري الفرنسي    عاجل| مصر تحذر المواطنين من السفر إلى إقليم أرض الصومال    الجنايات تعاقب "ديلر العجوزة" بالسجن المؤبد    يسرا تحيي ذكرى وفاة هشام سليم: يفوت الوقت وأنت في قلوبنا    سفير الصين: 282 مليار دولار حجم التجارة مع أفريقيا بزيادة 26 ضعفا منذ 2000    وزارة العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل في المنيا    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقليص المساعدات إلى غزة    ضبط فتاة زعمت تعدى 5 أشخاص عليها لزيادة نسب المشاهدات    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    التعليم العالي: بحوث الإلكترونيات يطور منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    قبل «رضا» ابن إسماعيل الليثي.. نجوم فقدوا صغارهم في عمر الزهور    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 150 مواطنا بقافلة طبية بالأقصر    المنوفية تستعد لتدشين المبادرة الرئاسية "صحة وطن"    طالب يسأل والمحافظ يجيب في طابور الصباح.. «سأجعل مدارس بورسعيد كلها دولية»    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أصبحت هكذا : بيريز عندنا والجزائر عدونا .. ولماذا لم‮ يتهم الفرنسيون الفتي‮ العربي‮ المسلم "زين الدين زيدان" بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين
نشر في المصريون يوم 22 - 11 - 2009

نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأحد) ، من صحيفة الشروق "اليومية" المستقلة ، حيث أوضح وائل قنديل أنه وبينما صحف الجزائر الصفراء تواصل عواءها المستفز وإطلاق الاتهامات على الشيوع لكل المصريين بأنهم أصدقاء اليهود، لا يفوت بيريز الفرصة ويحل ضيفا غير مرغوب فيه على الحكومة المصرية، وكأنه يتضامن مع إدعاءات الأبواق الساقطة فى الصحف الساقطة بالجزائر، أو بالأحرى هو يريد ألا تنطفئ نيران حرب الجاهلية بين بلدين عربيين فجاء يعطى الطرف الجزائرى مدادا لمواصلة المعركة القذرة. هنيئا لبيريز وباقى أفراد العصابة هذه اللحظة التاريخية التى لو خطط لها أعتى شياطين العقلية الصهيونية لما جاءت على هذا النحو من الإتقان، وأكاد أرى ابتسامته الصفراء الآن وهو يستقبل بحفاوة وحرارة بالغتين فى مطار القاهرة، قاهرة التحرر الوطنى، التى نعتتها بعض أصوات جزائرية ملوثة بالتعصب والجهل بأنها تفتح أبوابها للقتلة والجواسيس الإسرائيليين، وتحتضن سماؤها العلم الإسرائيلى. ولابد أن بيريز غير مصدق الآن وهو يرى الحشود حول السفارة الجزائرية تحاول تحطيمها والنيل من أفرادها، ولا شك أنه يضحك الآن بكل دهاء وهو يسمع دعوات مصرية لتطهير منطقة المعادى من أى أثر للجزائريين، بما فى ذلك أسماء الشوارع، بينما مقر إقامة السفير الصهيونى لدى الحكومة المصرية، على بعد خطوات من شارع الجزائر المطلوب محوه من الخارطة. يكاد بيريز يسقط من شدة الضحك وهو يطالع ويسمع دعوات محمومة لطرد السفير الجزائرى من مصر وقطع العلاقات بسبب مباراة فى كرة القدم.
طرد السفير
سيتذكر بيريز جيدا أنه فى ذروة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وفى عز دوران آلة الحرب الإسرائيلية تقتيلا وتنكيلا بالشعب الفلسطينى فى غزة، وحين طالت رصاصات القتل الصهيونية أفرادا وجنودا مصريين على الحدود، فى كل تلك المناسبات العنيفة لم يكن مطروحا على أجندة القاهرة طرد السفير الإسرائيلى، ولم تحاصر جموع الغضب السفارة الصهيونية. يبتسم بيريز الآن وهو يرى حشود الغضب المصرية وقد وصلت إلى السفارة الجزائرية وحاصرتها، بينما لا يجرؤ أحد، ولا يسمح أحد بمجرد الاقتراب من سفارة العدو الإسرائيلى. يبتسم بيريز الآن وهو يشاهد المكارثية على الطريقة المصرية، حيث كل من يتحدث بالعقل فى هذه اللحظة السوداء هو شخص ناقص الوطنية وربما خائن لبلاده. سيطرب بيريز لأصوات التكفير بالعروبة لكنه لن يقول لها شكرا.. بل سينتظر المزيد.
فعلها الصغار‮..
ننتقل إلى صحيفة الوفد "الليبرالية" حيث يوضح لنا عادل صبري أن الصين الشيوعية فتحت صدرها للأمريكان الرأسماليين بعد مباراة في‮ تنس الطاولة بداية سبعينات القرن الماضي‮. وكانت الأولمبياد وسيلة الروس في‮ التعرف علي قدرات الشباب الغربي،‮ كما استخدمت في‮ فتح عقول الشيوعيين علي الثقافة الرأسمالية وحرية الرأي‮ والفكر‮. وفي‮ أمة العرب الوريثة لأهم حضارات انسانية جاء اليوم الذي‮ تفرقنا فيه لعبة مثل كرة القدم،‮ بل هناك بعض الصغار الذين أشعلوا نارا فلم‮ يجدوا من‮ يطفئها بل تكالب من‮ يزيدها لهيبا كي‮ يعيد العرب إلي ما كانوا عليه منذ‮ 1500‮ عام حينما دبت حرب داحس والغبراء فوقع الجميع تحت حماية الفرس والرومان‮. لعل نتيجة المباراة التي‮ أخرجتنا من المونديال الأربعاء الماضي‮ لم تكن الأولي‮ التي‮ شهدت أحداث عنف في‮ تاريخ كرة القدم الملعونة،‮ فنهاية كأس العالم الماضية عرفت صداما بين الفرنسيين والإيطاليين،‮ تمكن خلاله لاعب ايطالي‮ رقيع من إثارة نخوة اللاعب زيد الدين زيدان حيث سبه بشرف أخته وانتهت بهزيمة الفرنسيين‮. ساعتها لم‮ يتهم الفرنسيون الفتي‮ العربي‮ المسلم بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين ولم‮ يتهم الفرنسيون الألمان الذين كانوا‮ يستضيفون كأس العالم بأنهم لم‮ يحموا الفرنسيين من العنف والتطاول‮. إذن فما الذي‮ جعل هؤلاء الذين‮ يملكون تراثا تاريخيا من الخلاف الدموي‮ والإرث الاستعماري‮ لأراضي‮ بعضهم‮ ينسون خلافاتهم علي بعد خطوات من الملاعب .
وقفة عقلاء
ويؤكد صبري أنه بيننا من‮ ينفخ في‮ الكير ليشعل نارا بل‮ يريد ارسال قوات إلي السودان لحماية المصريين هناك وطائرات عسكرية إلي الجزائر لتأديب الغوغاء الذين‮ يحاصرون إخواننا في‮ بيوتهم وأعمالهم وكأن مصر دولة فقدت أدب الكبار وكأن الآخرين دول بلا جيوش؟‮. ولماذا كان صوت العقل‮ غالبا علي المشجعين في‮ أوربا بينما‮ غابت عقولنا وجرينا وراء الصغار الذين اشعلوا تلك الحرب في‮ الجزائر ومن‮ يريد جرجرتنا إليها في‮ مصر والسوادن؟‮. هذا السؤال لن‮ يحتاج منا إلي تفكير عميق ولكن‮ يتطلب وقفة عقلاء ولو لبرهة علي أرض الواقع حتي لا ننسي‮ أن هؤلاء الصغار أشعلوها فتنة ويأبون ألا نكون خارجها‮. لعل الرجوع إلي الأشهر الماضية‮ يبين لنا لماذا انسقنا جميعا نحو هذا المنزلق الخطير،‮ فنحن أمام حدث جلل ومن المهم‮ الآن أن نخرج منه بما‮ يجمعنا فلا‮ يزيد ما بيننا من العداوة والبغضاء‮. لقد أراد البعض رؤية سعير النيران بين العرب فلماذا نحولها إلي نور نقتل بها عتمة الليل وننير بها ظلمة الطريق‮. إذن نتفق علي أن معركة الجزائر ومصر المفتعلة عرض لمرض خطير،‮ ظهر في‮ شكل شباب جزائري‮ يحمل السكين والعصي‮ ومشاعل النيران لضرب المصريين فيحرق أعلامهم و‮ يسبي أملاكهم ويهدد عمالهم الذين جاءوا لتعمير بلاده وعلي الجانب الآخر شباب مصري‮ مذعور بلا قيادة تغطيه وخائف مغلوب علي أمره‮ يبث أنينه عبر الفضائيات ولا‮ يخفي‮ رعبه أمام أجهزة الإعلام بعد أن كان رمزا للبطولة والفداء والتفاني‮ والصبر علي المكاره من أجل الآخرين..
نفر من الحزب
ويشير صبري أنه ليس بخاف علي أحد أن النظام المصري‮ يشهد مرحلة انقسام خطيرة،‮ فهناك رئيس جمهورية‮ ينتمي‮ إلي مؤسسة عسكرية قوية ومدرسة برجماتية في‮ الإدارة ترفع مصالح مصر العليا فوق الرؤوس مما‮ يجعله هادئ الطبع وعند اتخاذ القرارات الصعبة بينما تصارعه جبهة‮ يقودها نفر في‮ الحزب الحاكم تريد أن تلاعب الهوي البشري‮ في‮ نفس عائلته بأن تمرر مشروعا لتوريث السلطة مقابل بقائهم مهيمنين علي القرار السياسي‮ ويتحصلون علي المزيد من الثروات وسرقة المال العام والتلاعب بالقانون والدستور بما‮ يملكون من قوي تصويتية تدير البرلمان في‮ الاتجاه الذي‮ يحدودنه‮. ولقد وجد النظامان المصري‮ والجزائري‮ في‮ كرة القدم خير أداة لخطف العقول الطائشة ولهذا لدي كل منهما القدرة علي الظهور بين اللاعبين وتشجيع المشاغبين علي حضور المباريات ولو تطلب الأمر تجنيد قدرات القوات المسلحة كما فعلت الجزائر بنقلها الجمهور بطائرات القوات الخاصة إلي السودان أو ممارسة الضغط علي شركات الطيران العامة والخاصة علي حساب الموازنة العامة للدولة كما فعلت الحكومة المصرية والحزب الوطني‮ في‮ سفر المصريين إلي السودان‮.
ضمان البقاء للطغاة
لم‮ يعد المهم أن‮ يزيد النظام الجزائري‮ أو الحكومة المصرية معدلات الخراب بين المواطنين،‮ قدر أن‮ يشغلا الرأي‮ العام بحروب خارجية تتطلب من الشعبين وقفة واحدة كعادة الطغاة عبر التاريخ عندما لا‮ يجدون قدرة علي الإصلاح في‮ الداخل فإنهم‮ يخلقون لشعوبهم عدوا خارجيا اعتقادا منهم بأن ذلك‮ يضمن لهم البقاء في‮ أماكنهم‮. ولقد سارت بعض القيادات في‮ الجزائر و الحكومة المصرية والحزب الوطني‮ علي هذه النهج الذي‮ نبذه العالم بعد أن استعادت الشعوب سيادتها علي إدارة شئون بلادها بالديمقراطية الحقيقية‮. ولهذا نري الذين حاربوا استثمارات نجيب ساويرس داخل البلاد واتهموه بالعمالة للأمريكان واللعب مع الكنيسة ضد النظام هم الآن الذين‮ يريدونه أن‮ يغلق شركاته العظيمة في‮ الجزائر دون‮ أن‮ يقدموا له بدائل لتعويضه بمشروعات‮ يهدونها لأصدقائهم الأمريكان وغيرهم أو‮ يدبروا فرص عمالة لآلاف المصريين المقيمين في‮ الجزائر ممن تجاهلوا أصوات استغاثتهم التي‮ أطلقوها قبل خيبة مباراة المونديال بعدة أشهر‮. وكما استخدمت القوي الحاكمة في‮ الجزائر الإعلام في‮ تأجيج مشاعر الغضب ضد المصريين سارت أمانة السياسات علي نفس المنحني‮ بل وزادت ضد خصومها السياسيين في‮ الداخل كي‮ تضرب عشرين عصفورا بحجر،‮ أملا في‮ أن تكون الساحة الخربة خالية لقائدها بمفرده‮. إن أصوات الصغار التي‮ تركناها ترتفع استفحلت وحان الوقت لإسكاتها أو تجاهل فحيح الأفاعي‮ التي‮ تطلقها ضد أصولها وعروبتها،‮ فمصر ستظل الدولة الكبري‮ التي‮ تحتضن الجميع ومصر ليست أرضا وهواء بل أناس صهرهم الزمن لكي‮ يمارسوا هذا الدور في‮ المنطقة شاءوا أم أبوا ومن‮ يرغب عن ذلك فليتبوأ مقعده في‮ مزبلة التاريخ‮.
مستقبل مصر
على الجانب الآخر ، نرى محمد علي إبراهيم في صحيفة الجمهورية التي يرأس تحريرها ، يؤكد أنه كتب أكثر من مرة أقول ان ما أسفرت عنه هزيمة مصر أمام الجزائر في المباراة الفاصلة للتأهل لنهائيات المونديال لم يكن انفلات مشجعين أو تعصبا أعمي أو فرحة بفوز طال انتظاره وحرمانهم من البطولات الأفريقية والعربية.. كان الأمر أكبر من ذلك بكثير جدا ولم يكن للرياضة دخل فيه ولا للتنافس لأن المؤامرة كانت واضحة كالشمس الساطعة. منذ أول يوم وبعد تمثيلية الاعتداء علي أتوبيس المنتخب الجزائري في القاهرة. كان واضحا ان الأشقاء نسقوا مع قناة "الجزيرة" لإذاعة أخبار كاذبة عن المنتخب المصري لإحباط عزيمته وإدخاله في دوامة نفسية تفقده التركيز.. ولأن قناة الجزيرة متخصصة في الشائعات ضد مصر وترديد الأكاذيب فقد زعموا ان المباراة تأجلت أو بسبيلهم لإلغائها بعد تحقيق الفيفا.. والحقيقة انني سألت نفسي كثيراً عن هذا الموقف العدائي من الجزائر ضد مصر فوجدت أسباباً كثيرة أهمها أن "القبائل" مازالت تحكم الجزائر رغم انها جمهورية.
طمس الهوية
ويرى إبراهيم أن الروح القبلية سمة أساسية في الفكر الجزائري وهي روح تعتمد علي المغامرة والغزوات المؤقتة فكتاب "القبائل" أو"Tribes" لمؤلفه سيث جودن يؤرخ لتاريخ الأمازيج أو قبائل البربر في الجزائر منوهاً إلي أن الشخصية الجزائرية تتميز بشيئين الأول الانغلاق والثاني الشعور بالتفوق. ويمضي قائلاً: إن الجزائريين لم يكونوا يوماً أصحاب لسان عربي فصيح فرغم انهم شاركوا في فتح الأندلس إلا أنهم لم يبرزوا كعلماء لغة وتفسير للقرآن لكنهم تفوقوا كمقاتلين.. من أجل هذا كان سهلاً علي الفرنسيين أن يطمسوا هويتهم العربية وصار الأشقاء لا يعرفون شيئاً من الأبجدية العربية وعبروا عن أنفسهم باللغة الفرنسية فقط.
المؤلف يقول: إن الجزائريين رغم انهم من دول حوض البحر المتوسط إلا أنهم لا يتمتعون بالانفتاح الذي تعرفه الشعوب الأورومتوسطية ولا يجيدون معاملة السائحين. بل إن معاملتهم الخشنة وعداءهم الغريزي للأجانب طرد السائحين.. هذا الانغلاق كساهم من رءوسهم إلي أقدامهم.. شعب عاش أجداده فوق الجبال فتسرب إليهم شعور كاذب بالتفوق لأنهم يرون السماء قريبة منهم والبشر في الأرض أقزاماً بالمقارنة بهم فتصوروا أن هذا يمنحهم تفوقاً مع انه سراب ووهم خادع للنظر.
كان المفروض ان تكون الجزائر أغني دولة عربية فهي الأكبر من ناحية إنتاج الغاز وثاني دولة في عدد السكان بعد مصر لكن الواضح ان عائدات البترول والغاز تذهب إلي "جيب" مسئولين في الحكومة ولا يستفيد منها الشعب.. الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تتولي وزارة البترول والغاز بيع المنتجات للغرب والشرق.. ليس هناك شركات بالمعني المعروف في الدول البترولية ولكن كل الإنتاج يصدر من الوزارة.. فساد وقتل وجينات شر وبعد ذلك تحزنون علي مباراة!
عاش الفساد
نبتعد برهة عن سجال مباراة مصر والجزائر ، ونذهب إلى صحيفة المصري اليوم ، لنقرأ مقال الدكتور محمد أبوالغر ، حيث صنف الفساد في بلادنا إلى : الفساد الصغير وهو متواجد فى دول العالم الثالث فقط وهو الفساد المتمثل فى عسكرى البوليس الذى يتقاضى خمسة جنيهات ليسمح لراكب السيارة بالوقوف فى الممنوع أو موظف الشهر العقارى الذى يأخذ عشرة جنيهات لكى تمر الأوراق فى مسيرتها الطبيعية دون تعقيدات ومعوقات أو الذى يشترى لك تذكرة القطار مقابل خمسة جنيهات بدلاً من الوقوف بالطابور- بالطبع بالتقاسم مع موظف الشباك- هذا النوع من الفساد الصغير أصبح شيئاً طبيعياً وعادياً ومقبولاً فى مصر من الشعب ومن الدولة وحين كانت النكت زمان والكاريكاتير ينشر فى الصحف عن الشاويش الذى أخذ جنيهاً للتغاضى عن مخالفة. لم تصبح مثل هذه الأمور نكتة أو محل غضب أو حتى زعل من أحد.. وهناك فساد متوسط يقوم به بعض الأفراد كتهريب سلعة مثلاً أو غش منتج تجارى وهذا الفساد يكون نتيجة إهمال الدولة فى ضبط الفساد ومحاكمة المفسدين أو بشراكة الدولة ممثلة فى صغار أو كبار موظفيها حسب درجة الفساد ونوعه فالتغاضى عن التهريب وإعطاء ترخيص لسلع مزورة ومغشوشة ومضرة يتم بواسطة أجهزتها، وهؤلاء الفاسدون من الجانبين يستطيعون أن يصبحوا من الأغنياء فى صفقة فاسدة واحدة.
العطاء
ويبين أبو الغار أن هناك الفساد الأكبر والذى يتمثل فى مئات الألوف يدفعها المقاولون لكبار موظفى الدولة عند رسو العطاء عليهم، ومرة أخرى عند تسليم مشروع غير مطابق للمواصفات، وهذا أمر أصبح روتينياً وطبيعياً ومعروفاً للجميع فى أى مناقصة حكومية وهو يتمثل أيضاً فى العمولات الضخمة التى يتقاضاها عدد من المسؤولين من وكلاء الشركات العالمية لقبول عرض ورفض الآخر وبصفقة واحدة يصبح الوكيل مليونيراً وتستورد الدولة المنتج الأقل جودة، وربما الأغلى ثمناً، وهناك أمثلة كبيرة فى هذا النوع من الفساد خلقت طبقة عريضة من المليونيرات من كل من رجال الأعمال والموظفين المتعاونين معهم، ويدخل فى هذه النوعية من الفساد الوزير الذى يحصل على أكثر من فيلا من وزير الإسكان ويبيعها بعد عام بخمسة أو عشرة أضعاف الثمن الذى اشتراها به، ولم يعد هذا يعتبر نوعاً من الفساد من كثرة انتشاره، بل أصبح حقاً مكتسباً لجميع المسؤولين.
الفساد الأعظم
ثم يصل أبو الغار إلى الفساد الأعظم والذي يدخل فى نوعية هذا الفساد بضعة أفراد لهم علاقة وثيقة بالسلطة السياسية وعن طريق النفوذ الهائل حصلوا على أراض شاسعة لتسقيعها وبيعها بأضعاف أضعاف ثمنها، وهناك القلة من هذه الفئة التى احتكرت سلعة أساسية عن طريق مساعدة الدولة بطرق فاسدة ولكن يمكن طبخها بطرق تبدو عليها مسحة قانونية باهتة.
وهناك من احتكر خطاً ملاحياً مهماً بسفن وعبارات متهالكة وحقق مئات الملايين من الأرباح دون وجه حق حتى غرقت عبارة بأكثر من ألف مصرى، ومضى لحال سبيله دون أى عقاب.
سادساً: تحارب الدولة المصرية الفساد بطريقتين، الأولى محاكمة أحد الفاسدين من متوسطى القامة من حين إلى آخر، والثانية مكافأة بعض كبار الفاسدين بوظائف عليا ورواتب تقدر بالملايين.. يحاول العالم كله أن يقاوم الفساد ويتفق على آليات لمحاربته، وكان منظراً لطيفاً ومسلياً فى المؤتمر الأخير أن نرى مندوبى الدول الفاسدة ومن ضمنها مصر وهى متحمسة بشدة للرفض التام لمشروع مكافحة الفساد بدعوى عدم السماح بالتدخل فى شؤونهم الخاصة بينما الولايات المتحدة لا تتدخل فقط فى الشؤون الخاصة لهذه الدول، وإنما تعطى أوامر واجب تنفيذها، عاشت دول الفساد والمفسدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة