تعليقا على ما نشرته "المصريون" علق موقع "ديبكا" التابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلى "الموساد"، على ما نشر فى "المصريون" بتاريخ 21 فبراير من الشهر الماضى، بقوله: إن جهات إسرائيلية تدعو أبناء القبائل من قاطنى الحدود مع إسرائيل برصد تحركات الجماعات الدينية فى سيناء وأعداد المسلحين، وعن هوية المتسللين من حركة حماس إلى سيناء، ليردد الموقع ما نشر فى "المصريون" بنفس النص رافضا التعليق بالنفى أو الإيجاب. ولكن "ديبكا" أكد أن عدم وجود شبكة مصرية تغطى قرى الحدود التابعة للسيادة المصرية، أمر يسهل على المهربين اختراق السياج الحدودى مع إسرائيل، مشيرا إلى أن أى اختراق للحدود يتم بمعرفة الجيش الإسرائيلى ليؤكد ما نشر فى المصريون، أن الرسائل التى كانت تصل قاطنى الحدود تطلب منهم معلومات مقابل منحهم فرصة التسلل وتهريب المخدرات والأفارقة إلى العمق الإسرائيلى. ناهيك عن المعلومات التى كان يطلبها المتصل على الشبكات الإسرائيلية الثلاث "سيلكوم- أورانج- جوال"، من مالكى الجوال الإسرائيلى، عن مطالب المتظاهرين والمعتصمين أمام مبنى المحافظة فى العريش والمصالح الحكومية الأخرى وأعدادهم، وتساءل المتصل من الجانب الإسرائيلى، لماذا تقوم الحكومة المصرية بالمراوغة فى تنفيذ مطالب أهالى سيناء وخصوصا ما بات يعرف بالمنطقة "ج"، التى تقدر مساحتها بأربعين كيلو متر على طول الحدود من قطاع غزة وإسرائيل، وأضاف الموقع أن ثمة هناك ترتيبات تصنع فى المنطقة من أجل اقتطاع جزء من مصر، ليتم الزج فيه بلاجئين فلسطينيين، فيما أكد أن إسرائيل عرضت على مبارك أثناء فترة حكمه تسهيلات كثيرة مقابل أن يتم الدفع بأهل غزة باتجاه سيناء، لا باتجاه الضفة الغربية، وهذا ما نفاه مسئولون مصريون وقتها، ولكن الترتيب عاد يطرح من جديد كما ذكر "ديبكا". ولكن الغريب فى المتصل كما يقول موقع "ديبكا" أنه يعرض المشكلة ويقول الحل وكأنه يبدو مسالما يريد لأهل سيناء الحرية والسلام، ولكن الموقع نفسه فسر الاتصال بأنه ربما هم رجال أعمال إسرائيليون يهمهم تجارتهم، مؤكدا أن دولة رجال الأعمال وخصوصا فى مجال السلاح والمخدرات ليس لهم حدود ولا دول، بل إن نفوذهم التجارى تعدى مرحلة الدول، لأن أغلب الحكومات فى العالم تتعاون مع المافيات بل وتقدم لهم التسهيلات المشروطة، فربما من يتصل على الحدود هم من مافيا التهريب والسلاح، مؤكدا أن السلاح الذى كان يأتى إلى قطاع غزة من سيناء، يأتى اليوم من غزة إلى تجار فى سيناء ليباع فى محافظات مصر بسعر مضاعف. وعن ساحة خالية فى سيناء يأتى لها تجار السلاح من دول شتى فى العالم مهتمة بهذا الشأن، ذكر الموقع أن سيناء يحدها بحر أبيض متوسط مفتوح على أوروبا ودول أخرى، وعلل على ذلك تهريب "سامى شهاب" أحد رجالات حزب الله، من السجون المصرية وقت الثورة فى ساعات قليلة حتى كان "شهاب" فى لبنان، ليدل أن سيناء أرض مفتوحة للجميع بمن فيهم مافيا حماس ومافيا حزب الله والموساد الإسرائيلى، الكل يعرف طريقه فى الدروب الصحراوية فى شبه الجزيرة الصفراء. حتى المخابرات الألمانية أجزمت وقت وساطتها بين حماس وإسرائيل أثناء صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلى "جلعاد شليط"، الذى أسر من ثلاثة فصائل فلسطينية، وهى كتائب القسام التابعة لحركة حماس وألوية صلاح الدين الجناح العسكرى للجان الشعبية الفلسطينة، وحركة جيش الإسلام فى غزة، فجر يوم 25 يونيو 2006م، أنها كانت تعرف مكان وجود الجندى الإسرائيلى فى الصحراء السيناوية، وأن الجندى عند قبائل فى سيناء وليس فى قطاع غزة، وهذا الكلام نفاه المتحدث باسم حركة حماس وقتها، ولكن ساعة التسليم أثبتت أن الأسير الإسرائيلى كان على مقربة من الحدود مع مصر، ولربما كان داخل الأراضى السيناوية. ولكن السؤال الأهم حسب موقع ديبكا الإسرائيلى، من المتصل وهل هو يعمل لحساب الموساد فعلا أم هو من رجال بورصة السلاح، ولأن سيناء أصبحت ساحة خالية للجميع لا يستطيع أحد أن يعرف ما هى هوية المتصل، الذى وصل لحد أن تكون له السيادة فى أن يسمح للمهربين المتعاونين بالمرور من السياج الفاصل والجدار الإلكترونى الحديث الذى اقترب ميعاد اكتماله. ليبقى هنا السؤال هل التوتر فى سيناء من كثرة المعتصمين للوظائف أو قاطعى الطرق من أصحاب الأحكام الغيابية، والمتذمرين من نقص الخدمات "من مياه شرب وكهرباء وصحة وتعليم والبطالة وشبكة محمول مصرية" ناهيك عن القرار المجحف بشأن التمليك فى سيناء الذى أصدره وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى برقم 203 لعام 2012م، وغيره الكثير التى صاحب كلام المسئولين فى مصر عن التنمية المفقودة، وأن سيناء فى القلب كما قال الرئيس مرسى فى لقائه الأخير مع الإعلامى "عمرو الليثى فى قناة المحور"، هل هذا كله يؤثر على أمن إسرائيل أم أن إسرائيل مصلحتها فى أن يبقى الصراع قائم بين الناس والحكومات فى أرض قال عنها خوفو القديم هى خط الدفاع الأول عن مصر النيل.