يا له من إعلام ساقط يرى أن «إهانة الرئيس واجب وطني» وقد وصل به الانحطاط إلى درجة اتهام الرئاسة بالمشاركة في الإعلانات «عشان تجيب ثمن رفارف جديدة للعربية الرئاسية وأن هذا كان سبب تأخير حوار الرئيس ويا لها من نخبة حاقدة لا أمل في إصلاحها. اهتبلت فرصة الحوار مع الرئيس للإفراج عن الحقد الدفين على الرئيس لتقدم لنا -ودون أن تشعر- الدليل على أن الرئيس قد أصاب الهدف وفي مقتل عندما أعلن في الحوار وبقوة وثقة مفرطة «اللانات» الثلاثة النافيات: «لن أرحل».. "لن أستقيل".. "لن أتردد" ولو كان الشعب هو الذي طلب مني الرحيل لرحلت، لكنني مكلف من الشعب ولن أخذله، ولن يستطيع أحد أن يسقط الشرعية دون منٍّ ولا أذى. استحدث الرئيس في حواره الثوري الهادئ نموذج القيادة القوية التي تتسلح بالمواقف الأخلاقية. الرئيس هو الذي يطلب من الشعب أن يسامحه على ما ارتكبه الشعب في حقه وليس فيما ارتكبه في حق الشعب، فإن الرئيس لم يرتكب جرمًا واحدًا في حق شعبه حتى الآن وعلى المتضرر أن يلجأ إلى النائب العام الذي لا يحق للرئيس عزله في حين يحق للنائب العام محاكمة الرئيس في ظل دستور جديد صدر في عهد نفس الرئيس. اللافت - علي الأقل لمثلي- أن الرئيس يتميز في هذا الحوار والذي كان رد فعله الطبيعي عند البسطاء بمثابة تجديد للثقة في الرئيس الذي قام بتصدير الإحباط إلى قلوب وعقول دعاة التخريب والمخربين وهم أصلًا محبطون بعد فشلهم في التخريب عندما قال: إن مصر محروسة من الله.. وهو شعور فطري استقر في وجدان المصريين على مدى كل العصور بدءًا من حكم العائلة عائلة محمد علي، ومرورًا بحكم العسكر عبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري وانتهاءً بحكم الرئيس المدني المنتخب الذي استثمر - وفي ذكاء سياسي احترافي - الحقيقة التاريخية في القضاء على البقية الباقية من أمل في تخريب وحرق مصر.. لأن مصر محروسة من الله. دراما الحوار تجسدت في اللحظة التي بكي فيها الرئيس بعد مقتل طفل عمره 13 سنة وجدوا في جيبه شهادة ميلاده وعندما سألوا أمه قالت: هناك من جاء لنا ودفع 600 جنيه مقابل أن يقوم ابني بإشعال المولوتوف.. وتوقعت أن يموت فوضعت شهادة الميلاد في جيبه وها هو قد مات.. الرئيس بكي لكنه لم يبك وحده على ما ارتكبه المجرمون.. بكي لمعاناة المصريين الفقراء الذين تضطرهم قسوة الحياة إلى التفريط في فلذات القلوب لسد حاجة البطون أما المجرم الذي يتاجر في الدماء فلابد أن يسقط مهما طال الزمن.