يشهد مجلس نقابة الصحفيين انقسامًا حادًا حول تأييد أي من المرشحين الأبرز لخوض المعركة على منصب نقيب الصحفيين وفى مقدمتهم مكرم محمد أحمد النقيب المنتهية ولايته وضياء رشوان الذي يعد من أكثر المرشحين تهديدًا لاحتفاظ مكرم محمد أحمد بمنصبه. ويدعم كل من حاتم زكريا، السكرتير العام للنقابة، مكرم محمد أحمد إدراكًا منه بأن مجيء أي نقيب بخلافه سيفقده منصبه في ظل الانتقادات الشديدة التي توجه لأدائه بالمقارنة مع سلفه يحيي قلاش . ويوافقه الرأي عبد المحسن سلامة، وكيل أول النقابة، ومحمد خراجة أمين الصندوق الذي تفسر مواقفه المؤيدة للنقيب، بتأييد الأخير له في أزمة أرض وضع اليد التي حصل عليها خراجة للصحفيين ووزع استمارات خاصة بالحصول عليها إبان الانتخابات السابقة، إلا أن شكوى الصحفيين من عدم الجدية استوجب تحول خراجة للتحقيق، وهو ما وقف النقيب الحالي بشدة دون إدانته . وفي المقابل، يدعم الصحفيون ذوو الاتجاهات الإسلامية واليسارية في مجلس النقابة الحالي فرص ضياء رشوان، وفى مقدمتهم السكرتير العام السابق للنقابة يحيي قلاش، والراغب بقوة في استعادة أرضيته داخل النقابة بعد تراجعه مع اعتلاء مكرم سدة النقابة خلال الانتخابات الماضية. ويسير على نفس المنوال كل من جمال فهمي، وجمال عبد الرحيم، وصلاح عبد المقصود، وعبير السعدي، ومحمد عبد القدوس، الراغبون بقوة في إزاحة مكرم محمد أحمد من منصبه، والإتيان بنقيب أكثر تفاهمًا لمشاكل الصحفيين، لاسيما أن علاقات مكرم بالرافضين لاستمراره يعرضه لمحطات توتر عديدة فيما يتعلق بتحفظه على قيام مظاهرات على سلم النقابة للقوى المعارضة للنظام . ويسود الغموض موقف كل من ياسر رزق وعلاء ثابت وهاني عمارة وان كان رزق يخفي في مجالسه الخاصة استياءه الشديد من أداء مكرم مع أعضاء المجلس، بل صدرت منه إشارات مبطنة إبان حضوره الاجتماع الأخير لمشروع مدينة الصحفيين بالسادس من أكتوبر عن ضرورة أحداث تغيير داخل النقابة. وفى سياق متصل، تساءل عدد من الصحفيين حول إعلان مكرم محمد أحمد عن مدينة الصحفيين بالسادس من أكتوبر في هذا التوقيت بالذات، معتبرين أن الأمر يرتبط مباشرًة بانتخابات النقيب، لاسيما أن مكرم محمد أحمد لا يمتلك أية إغراءات للحصول على دعم الصحفيين كما لم يقدم أية وعود حول زيادة بدلهم للمرة الأولى منذ التسعينات. وتصاعد استياء الصحفيين من عدم جدية ووضوح مشروع المدينة في ظل عدم تحديد أسعار وغياب الخطوات التنفيذية التي تضمن بدء المشروع، لاسيما أن تجربة إسكان الصحفيين بالتجمع الخامس لا تغرى بنجاح مثل هذا المشروع .