اتفقت ماليزيا وتركيا، بتكليف من منظمة المؤتمر الإسلامي، على التعاون المشترك من أجل النهوض بمعايير عالمية موحدة لسوق المنتجات الحلال، وذلك على المستويين التجاري والصحي. جاء هذا الاتفاق خلال مباحثات عقدها وزيرا تجارة البلدين في تركيا، قبيل انعقاد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي. ويهدف الاتفاق لتمكين الدول الإسلامية من استفادة أكبر من سوق الحلال الواعدة التي تهيمن عليها حاليًا دول ومؤسسات غير إسلامية. وأصبحت سوق الحلال تشكل هدفًا أساسيًا للعديد من الشركات الكبرى في العالم، حيث توسعت بشكل كبير خلال العقد الماضي، ويقدر حجمها حاليًا بحوالي 632 مليار دولار سنويًا بنسبة 17% من صناعة الأغذية في العالم، بحسب تقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية في وقت سابق هذا العام. وأوضح التقرير أن هذا التوسع دفع شركات متعددة الجنسيات غير مسلمة أمثال "تيسكو" و"ماكدونالدز" و"نستله" إلى التوسع في العروض "الصديقة للإسلام" الخاصة ببيع المنتجات الحلال وأصبحت هذه الشركات تسيطر الآن على ما يقدر ب 90% من سوق الحلال العالمية، بحسب تايم. ووفقًا للمصدر نفسه، فإن دولًا غير مسلمة مثل نيوزيلندا تعد الآن أكبر مصدر في العالم للأبقار المذبوحة على الطريقة الحلال، في حين باتت البرازيل المصدر الأول للدجاج المذبوح على نفس الطريقة لبلدان إسلامية. ودفعت هذه الزيادة في أرباح وحجم سوق الغذاء الحلال المستثمرين إلى إدخال فكرة "الحلال" إلى قطاعات أخرى غير الطعام، ومنها الفنادق والتأمين والأدوية، وحتى مستحضرات التجميل والملابس؛ فشركات الأدوية مثل "برينسبل هيلث كير" البريطانية، و"دوتشيسني" الكندية تبيع الآن الفيتامينات الخالية من مدخلات حيوانية تحرمها الشريعة الإسلامية، وتنتج شركات أخرى مستحضرات تجميل حلال خالية من دهون الحيوانات، ويتعاون علماء من كوبا مع نظراء ماليزيين في إنتاج لقاح حلال ضد التهاب السحايا.