لكى نفهم هذا الموضوع يجب ان نعود الى الوراء ونتذكر بعض الامور وهى. اولا فى قضية المذيعات المحجبات صرح صفوت الشريف وقتها ان التلفزيون المصرى لن تدخله محجبة لان مصر على حد قوله دولة علمانية!! . ثانيا ان رموز النظام السابق كانوا دائما يصرحون بان الشعب المصرى مازال لايصلح لممارسة الديموقراطية وان اى انتخابات حرة نزيهة سوف تاتى بجماعات الاسلام السياسي لان الشعب جاهل ولايعرف مصلحته والدليل ماحدث بالنقابات المهنية( طبقة المتعلمين!!!). أيها السيدات والسادة: اكاد اجزم ان ماسبق هو قناعات مايسمون انفسهم التيار المدنى والذين اوجدوا تقسيما بغيضا للمجمتمع المصرى وهو اما ان تكون تابعا للتيار المدنى المستنير! واما ان تكون تابعا لتيار الاسلام السياسى المتخلف! والذى ليس من المفترض ان يكون مكانهم الا فى السجون حسب تلميحات بعضهم وتصريحات اخرين. اذا هم مقتنعون بانه بعد زوال النظام السابق نتيجة توغله فى الفساد لدرجة ازدرائهم واقصائهم من دائرة السلطة , يجب ان يكونوا هم الورثة الشرعيين ويجب ان يقنع ارباب السجون بانهم اصبحوا خارج المعتقلات وكفى بها نعمة!!. ولكى يأصلوا هذا المعنى اقسموا باغلظ الايمان انهم لن يسمحوا باقامة دولة دينية بمصر ؟!! ولن يعترفوا باختيار الشعب الجاهل لهؤلاء ارباب السجون ليكونوا فى سدة الحكم ويسرقوا ورثهم!! لان الشعب جاهل ولايعرف مصلحته. فيسالهم الشعب الجاهل البسيط ايتها النخبة ماهى الدولة الدينية؟!! وهل المسلم لايصلح ان يكون علمانى او ليبرالى او اشتراكى او راسمالى؟!!. وتكون المفاجأة للشعب البسيط ان النخبة لاتملك جوابا وانما تقول له ( ماأريكم الا ماأرى وماأهديكم الا سبيل الرشاد). والمفاجاة الاكبر ان يجدوا الاجابة المنتطقية عند ارباب السجون بانه لايوجد فى الاسلام دولة دينية وان المسلم يؤمن بالعلم والحرية ويجب عليه مساعدة الفقراء حتى لاتكون دولة بين الاغنياء منكم, فاذا المسلم علمانى, ليبرالى, اشتراكى, راسمالى. انهم هم اصحاب الفكر الصائب وباقى الشعب يجب ان يسمعوا لهم وعندما لم يسمع لهم الشعب , اصبح هذا الشعب الرائع الذى قام بتلك الثورة المذهلة شعب جاهل ويشترى بالزيت والسكر. انهم يؤمنون بالديموقراطية وعندما لم ينتخبهم الشعب اصبح هذا الشعب أمى ويجب ان يحرم من التصويت فى الانتخابات . وقد اصبحت بعض تصريحاتهم مباشرة فى فى هذا الصدد حيث قال احدهم ان الاغلبية التى وافقت على الدستور انما فى الحقيقة اقلية لاقيمة لها, فهم ومن وافقهم وان كانوا اقلية فانهم اكثر قيمة واكثر فهما ولن يعترفوا بما اقره اكثرية هذا الشعب الجاهل الذى يشترى بالزيت والسكر. ثم تعدت الامور الى اكثر من التصريحات , الى معاقبة الشعب على اختياره مادام مصرا على عدم الرضوخ لرايهم والاعتراف بانهم الوحيدون الذين يملكون الفكر الصائب . فتحالفوا مح اعداء الشعب , الذى قام بالثورة للتخلص من فسادهم وافسادهم, دون الشعور باى خجل ليثيروا الذعر والفوضى ويطيلوا امد الركود والكساد عقابا وتاديبا لهذا الشعب لانه لم يختارهم. عجبا لامر هذه النخبة التى لاتؤمن بنتائج الديموقراطية الا اذا كانت فى صالحهم ولاتعترف بمفهوم الاقلية الا اذا كانت من نصيب غيرهم ولاتحترم الشعب الا اذا اختارهم ولا تأبه لمصلحة الوطن الا اذا كانوا هم من يحكمون . أنا فقط اريد منهم ان يتوقفوا عن الكلام ويستمعوا الى البسطاء من شعب مصر الذين يتهمنوهم بالجهل كيف يتكلمون والله ان بعض البسطاء ليتكلم بعمق وفهم وحكمة يفتقدها كثير ممن يطلقون على انفسهم النخبة. أيها السيدات والسادة: ان جوهر القضية الان عند النخبة ليس رفعة وطن وكرامة شعب عانا طويلا وآ ن لهم ان تعود اليهما الرفعة والكرامة, ولكن هو" أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه " أتمنى أن اكون مخطئا وارى منهم التجرد للوطن فقط والعمل لرفع الاعباء عن كاهل هذا الشعب الطيب دون اشتراط الحصول على سلطة او حظوة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]