سخر الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي لحركة "كفاية" من شعار "من أجلك أنت" الذي أطلقه الحزب "الوطني" على مؤتمره السادس الذي اختتم بالأمس، وقال إن الشعار الحقيقي هو "من أجلك أنت يا مبارك"، موضحا أن ذلك انعكس على كلمات الرئيس حسني مبارك ونجله جمال ووصيف الأب صفوت الشريف ووصف الابن أحمد عز. واعتبر قنديل في تعليق ل "المصريون" أن ما يجري حاليا هو استمرار لمشهد عبثي تعودنا عليه كل عام، وأن الأكثر عبثيه هو الحديث عن أغلبية الحزب "الوطني"، بينما لم ير أحد شيئا اسمه الحزب "الوطني" في الشارع خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا بذلك إلى تصريحات قيادات الحزب التي تحدثت عن امتلاك الحزب للشعبية الأكبر في الأوساط المصرية. وأضاف أن الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة أمر يثير الضحك، فلا توجد انتخابات حرة ولا نزيهة ولا توجد انتخابات من الأساس، منتقدًا تجاهل قيادات الحزب الحديث عن شعب يقبع تحت خط الفقر، ومستويات البطالة التي تجاوزت ربع القوى العاملة، وفق تقديرات البنك الدولي، وعن شعب مريض يحتل المركز الأول عالميا في أعداد المصابين بالفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي. ولم ير قنديل جديدا في كلمة مبارك الرئيس سوى "أنه ألقى كلمة لإثبات إنه موجود وأنه لا يزال رئيسا"، وملاحظته أيضًا نفي جمال مبارك لوجود انقسامات داخل الحزب، وأن أمانة "السياسات" لا تسيطر على الحزب، وهو ما اعتبره يعبر عن صراع داخل الحزب بين الرئيس ونجله، وهناك نزاع متصل بينهما ونزاع على الظهور. وتابع قائلا: لا يوجد مؤتمر سنوي للحزب الوطني، بل عبارة عن حفل سنوي تنكري للعائلة ترتدي فيه قناع الحزب الوطني، والحزب ما هو إلا مجرد بوق ، بينما الشعب يتفرج على مشهد كريكاتوري وكوميديا سوداء أو على أبطال في فيلم كرتوني يتحدثون من مكان آخر. ولم يختلف عنه في الرأي الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين"، حيث قال إن الحزب اعتاد كل عام إطلاق شعار جديد وإطلاق وعود لا يترجمها إلى أفعال يلمسها المصريون، ولو تم رصد آراء الشارع المصري حول ما جناه من هذا المؤتمر لتيقن الحزب أن المواطن العادي لم يجن شيئا منه؛ فالمواطن لا يهمه الشعارات، بقدر ما يهمه أن يجد فرصة عمل ووسيلة مواصلات آدمية على أقل تقدير ومسكن يؤويه، يعني تحقيق أبسط حقوق الحياة وهذا لم يحدث. ووافقه الرأي الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين"، حيث رأى أن المؤتمر لم يخرج عن الكلام المكرر والمشابه والمعاد والوعود المعسولة والحديث عن إنجازات حققها الحزب لشعب غير الشعب المصري!!. بينما ألقى ضياء رشوان الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" بالكرة في ملعب المواطن العادي، وتابع: لكي نستطيع تقييم هذا المؤتمر يجب أن نسأل المواطن المصري البسيط هل شعرت بأي جدوى من هذا المؤتمر، وهل لمست أى تغيير، وهل تعرف أو سمعت من الأساس شيئا عن هذا المؤتمر؟.