شنَّ نواب فى مجلس الشعب وقيادات من أحزاب المعارضة والإخوان والقوى السياسية هجوماً مضاداً ضد أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، الذى ركز كلمته أمام المؤتمر السنوى للحزب فى الهجوم على المعارضة والإخوان. ورغم تباين ردود الأفعال على هجوم «عز» فإن الغالبية اتفقت أن أمين تنظيم «الوطنى» استعرض عضلاته، بعد أن ضمن الحزب الحاكم أغلبية كاسحة فى الانتخابات المقبلة بسبب إلغاء الإشراف القضائى عليها، واتفق كثيرون أن «عز» يخشى قوة الإخوان المسلمين، كمنافس قوى فى الانتخابات المقبلة، ولذا بدأ الهجوم عليهم مبكراً. قال عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة «كفاية»، إن هجوم قيادات الحزب الوطنى على المعارضة يدلل على وجود معارضة قوية عكس ما يروجون له دائماً، وأضاف أن أحمد عز بدا كبطل لفيلم كارتونى عندما تحدث عن ولى نعمته، ووصفه بمفجّر ثورة التطوير، وتخيل أنه سياسى عتيد رغم أننا كلنا نعرف كيف بدأ، وكيف وصل لموقعه القيادى فى الحزب الحاكم. واستنكر «قنديل» حديث «عز» عن الانتخابات ووصفه ب«قمة العبث» وأضاف: كيف يتحدث عن انتخابات يعرف الجميع أنها عبارة عن تعيينات إدارية لأعضاء الحزب الوطنى؟ وسخر من استخدام «عز» كلمات مثل «المنافسة والإحماء والهجوم» قائلاً: «هذه الكلمات ذكرتنى بالكابتن ماجد بطل المسلسل الكارتونى الشهير». وأبدى جورج إسحاق، المنسق العام الأسبق لحركة «كفاية»، دهشته عن هجوم «عز»، وقال: «شعرت وأنا أشاهد المؤتمر أن قيادات (الوطنى) قادمون من كوكب آخر، ولا يتحدثون عن مصر التى نعرفها جيداً»، واستنكر وصف جمال مبارك للمعارضة بأنهم «يحبون رفع الشعارات». وأضاف: كيف يقول ذلك من استعان بفريق متخصص ليسوق شاعر الحزب الوطنى «من أجلك أنت». وقال إسحاق إن المعارضة لا تركز جهودها فى الهجوم على «الوطنى» لكنها تقدم خططاً، بدليل تقديمها خططاً بديلة فى كل المجالات، ولكن «الوطنى» تحول إلى «أطرش» لا يسمع لأحد، عكس ما يروجون له من قبولهم التحاور. وأعرب أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، عن دهشته من هجوم «أحمد عز» على الإخوان المسلمين، رغم أنه واحد من الذين اتفقوا مع «الإخوان» فى الانتخابات البرلمانية الماضية 2005 على ترك عدد من المقاعد لهم وصلت إلى 88 مقعداً، وهو ما عجز «الإخوان» عن تحقيقه طوال تاريخهم، حسب اعتراف الإخوان أنفسهم، على لسان المرشد العام. وقال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن الهجوم الشديد من «عز» على «الإخوان» يكشف عن إحساسه أن هؤلاء يشكلون للحزب والنظام تهديداً واضحاً. ولفت إلى أن الإخوان «نموا» فى حضن النظام وبتشجيع منه، خاصة أن النظام هو الذى قضى على الأحزاب السياسية، فور قيام ثورة يوليو، وأضاف الطويل: إن أحزاب المعارضة لن تفوز بمقعد واحد إذا لم تتفق مع «الوطنى»، و«عز» يفهم معنى ذلك جيداً. قال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إن هجوم «عز» على المعارضة يدخل فى إطار استعراض العضلات لتهديد المعارضة و«الإخوان» بعد أن ضمن «الوطنى» الأغلبية الكاسحة فى انتخابات برلمان 2010، التى سوف تتم بعيداً عن الإشراف القضائى، وأرجع أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الهجوم إلى رغبة «الوطنى» فى دفع المعارضة إلى الدخول فى مواجهة مع النظام، وأضاف أن العصبية التى يتحدث بها عز تعكس حالة من الفراغ السياسى الذى يعانى منه معظم قيادات الحزب الحاكم، لأنهم يعلمون أنهم يتحدثون عن إنجازات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن هجوم «الوطنى» على المعارضة يبدو «كوميدياً» وتساءل: كيف يهاجمون المعارضة بينما عدد من قيادات الحزب بين مقيم خارج البلاد، هرباً من جرائمه، ومقيم فى السجون جزاء ما فعله. وأضاف إيهاب الخولى، رئيس حزب الغد، أن هجوم عز كشف عن وجود اتجاه داخل «الوطنى» لإقصاء المعارضة، رغم وجود اتجاه آخر داخله يقوده الرئيس مبارك يتحدث عن انتخابات نزيهة بعيداً عن أسلوب «الاستقواء السياسى» وإخلاء الملعب ل «الوطنى». وأشار النائب المستقل الدكتور جمال زهران إلى أن «عز» من أكبر المستفيدين من الحزب الوطنى، ويرى أن أفضل السبل للحفاظ على مصالحه هو الهجوم غير المبرر على المعارضة، وقال النائب محمد العمدة، ممثل الحزب الدستورى فى مجلس الشعب، إن الحزب الوطنى اعتاد سحق كل من يختلف معه سياسياً، ولفت إلى أنه كان من الأولى أن يترك عز للشعب أن يحكم على جماعة «الإخوان» والمعارضين بدلاً من صواريخه الطائشة التى لا يمكن أن تحدث إصلاحاً حقيقياً للحياة السياسية طالما ظل «الوطنى» فى الحكم. وحمّل العمدة جانباً كبيراً من معاناة الشعب المصرى ل«عز» باعتباره اللاعب الرئيسى تحت قبة مجلس الشعب فى إقرار قوانين تخدم مصلحته ومجموعة رجال الأعمال، الذين تسللوا إلى مواقع الصدارة على حساب مصالح الغالبية من المصريين. ووصف الدكتور حمدى حسن، المتحدث الرسمى باسم الكتلة البرلمانية، ل «الإخوان» هجمات «عز» بأنها تهدف إلى قلب الحقائق لينسى المواطنون أن الحزب الوطنى يحتكر الحكم من خلال الاعتقالات والتنكيل بالمعارضين، وقال إن عز يعرف تماماً أن القوة الوحيدة التى تهدد وجود «الوطنى» هى «الإخوان»، وأن حزبه لا يستطيع الصمود أمام انتخابات نزيهة تكشف موازين القوى الحقيقية فى مصر.