قوبل خطاب جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" أمام المؤتمر العام السادس للحزب أمس بانتقاد مؤسس تجمع "مصريون من أجل انتخابات حرة ونزيهة "الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق، حيث وصف خطابه بأنه جاء ضعيفا وركيكا ولا يكشف عن وعي سياسي أو امتلاك رؤية اقتصادية رصينة، معتبرا أن الأمر لم يتجاوز محاولة لدغدغة عواطف الفقراء والطبقات الدنيا بالمجتمع، ومحاولة تحسين صورة الحزب الحاكم كناد للأغنياء وتجمع للمصالح. وأوضح الأشعل في تعليق ل "المصريون" أن حديث مبارك الأمن عن حزمة من السياسات لن ينطلي على أحد، لاسيما أن الآلام التي يعاني منها الشعب المصري وصلت لدرجة لم يعد يصلح معها المسكنات منتهية الصلاحية التي يعرضهما أمين السياسات، واصفا قانون التأمين الصحي الذي تحدث عنه جمال مبارك بأنه يشكل كارثة على الفقراء ومحدودي الدخل في وقت يحاول فيه أن يتحول إلى عرّاب يدافع عنهم. وأضاف: جمال مبارك يحاول غسل مخ الشعب المصري عبر التنويم المغناطيسي والحديث عن مفردات من عينة العدالة الاجتماعية والألف قرية الأكثر فقرا ودعم الفلاح والاستمرار في رعاية الفئات المهمشة في حين أن سياسات الحزب الحاكم تقود في المحصلة النهائية إلى زيادة معاناة الفقراء وزيادة الأغنياء غنى. ووصف حديث جمال مبارك عن إقرار قانون تأمينات جديدة وتطوير التعليم بأنه يشبه خطابات الرئيس مبارك في "عيد العمال "خلال العقود الماضية، ولا يحمل جديدا إلا محاولة إظهار الأوضاع بأنه لا إمكانية للإبداع بأكثر مما هو كائن، متسائلا عن أسرار سعي الحكومة لتوفير بدل بطالة في وقت كان يتعين عليها توفير فرص عمل في أجواء الرخاء التي تحدث عنها أحمد عز أمين التنظيم بالحزب خلال خطابه في اليوم الأول للمؤتمر. وأعرب الأشعل عن اعتقاده بفشل جميع مساعي جمال مبارك الذي بدا منتشيا بإشادة والده به خلال خطابه في اليوم الأول، لاسيما وأن سياسات الحزب الحاكم خلال السنوات الماضية أسهمت في خراب البلاد ولن تجدي معها خطابات ركيكة تحاول تزيين الواقع. وتساءل: إذا كانت مزاعم جمال مبارك عن تطوير الحزب ونجاحاته وتحقيقه إنجازات وشعبية فلماذا لا يتعاطى مع مطالب القوى المعارضة بتعديل الدستور وإلغاء حالة الطوارئ وقبول رقابة دولية على الانتخابات إذا كان واثقا حقا من شعبية الحزب بدلا من تكميم المعارضة والإصرار على تزوير الانتخابات.