كشف عدد من معتقلى الإسكندرية في الأحداث الأخيرة والمفرج عنهم، ممارسات وزارة الداخلية في تعذيب المساجين واستمرار سياسات النظام القديم في القهر وتلفيق الاتهامات والقضايا. وقال محمد عز، طالب بكلية العلوم، أحد النشطاء الذين تم الإفراج عنهم ظهر الثلاثاء، إنه كان موجودا في أحد المقاهي القريبة من الأحداث بالمنشية، وعند زيادة إلقاء القنابل المسيلة للدموع، قرر المتواجدون بها الخروج بعيدا عنها، وبالفعل توجهنا لسيارتي وأثناء دخولي السيارة ومعي أربعة من زملائي فوجئنا بضابط يدعى محمد الجندي يحاصر السيارة ويضع الطبنجة في رأسي للنزول من السيارة وسب كل الذين كانوا معي، وقاموا بفتح أبواب السيارة والاعتداء علينا وتم اقتيادنا إلى المدرعة التي تم احتجازنا بها. ويكمل عز قائلا إنه منذ ركوبنا المدرعة، وكان هناك حفل ضرب جماعي لمجندي الأمن المركزي داخل المدرعة، وعلى مدار 14 ساعة كانت عملية إذلال ممنهجة لكسرنا، ولم يتم التحقيق معنا وتم اقتيادنا لسجن برج العرب بالمخالفة للقانون ثم وضعنا في العنبر المحبوس فيه "نخنوخ"، وجاء بعد ذلك الناشط حسن مصطفى، والذي تم عزله في غرفة الإعدام. وفي نفس السياق، قال نور الزربا، طالب الهندسة وأحد أفراد اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة إنهم في السجن أرادوا كسرنا، فكانوا يقومون بسبنا، وكان أول أستقبال لنا أن قاموا بتجريدنا من ملابسنا، والتهديد بالاعتداء الجنسي علينا، ولا يوجد أي رعاية صحية للمرضى المتواجدين معنا من الكبار والصغار لدرجة سقوط أحد مرضى القلب، ولم يكترثوا له إلا بعد أن بدأنا بالتصعيد، مؤكدا أن الظلم ما زال يحكم مصر، وأن السجون تدار بمنطق القهر والمسئول عن سجن برج العرب يديره وكأن نظام المخلوع موجود، ولم يحدث أي تغيير، بل ازداد التعذيب والقهر ضد المساجين. ومن جانبه، أشار وائل بركات، مدير مركز اللجان الشعبية عن عدم تمكن أسرة الطفل المصاب بالسرطان والمقبوض عليه على خلفية أحداث اشتباكات الإسكندرية، من عدم الحضور لمؤتمر الحرية للمعتقلين بسبب وجودهم في مديرية أمن الإسكندرية من أجل محاولة إدخال الدواء لابنهم الذي تسوء حالته، وقيام المديرية بعملية إذلال لهم، كنوع من التربية لمشاركة ابنهم في المظاهرات. وكشف الدكتور طاهر مختار المتحدث باسم نقابة أطباء الإسكندرية عن التقرير الذي أصدرته وحدة علاج الأورام بالمستشفى الجامعي مساء الثلاثاء، والذي يثبت أن الطفل محمود عادل المحبوس احتياطيا في الأحداث الأخيرة في الإسكندرية، أنه تم اكتشاف سرطان العظام عنده في سبتمبر 2011، وبالرغم من هذا أعيد الطفل للاحتجاز بالمديرية على الرغم من أنه يحتاج لرعاية صحية فائقة. وشن عبد الرحمن الجوهري المتحدث باسم لجنة الدفاع عن الشباب المقبوض عليهم هجوما حادا على الرئيس ووزير الداخلية والقضاء وجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنهم يستخدمون بلطجيتهم لقتل وسحل النشطاء وإلقاء القبض عليهم وتعذيبهم. وأكد الجوهري أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الجديد جاء لينفذ تعليمات مكتب الإرشاد، أن من يدير هذا الأمر هو ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية وهو مدير الأمن الفعلي بالمحافظة، الذي يمارس نفس أساليب النظام البائد في تلفيق القضايا التي كان يفعلها قبل الثورة وبنفس المحاضر والاتهامات. وشدد الجوهري على أن ولاء الداخلية انتقل من الحزب الوطني إلى جماعة الإخوان وأن الضباط مازالوا يتعاملون بنفس الوحشية ضد النشطاء السياسيين. من جانبها، قالت والده الناشط السياسي حسن مصطفى المقبوض عليه بتهمة الاعتداء على وكيل نيابة وضابط والتحريض على اقتحام المحكمة، إنه لم يكن متواجدا من الأصل بالإسكندرية أثناء المظاهرات، وأنه عقب قدومه من القاهرة للإسكندرية وعلمه بالقبض على عدد من أصدقائه قرر الذهاب للنيابة بصفته ناشطا حقوقيا، وأن يطالب باتباع القانون، ولكنه فوجئ ب"خية" تم نصبها له من النيابة بالتعاون مع الداخلية، مشدده على أن ابنها صلب الإرادة عازم على تحقيق أهداف الثورة ولن يرهبه ممارسات الداخلية التعسفية. كما أكدت شقيقة وليد حسن، السائق الذي تم القبض عليه بالمنشية أثناء الأحدث أن شقيقها كان قادما من عمله وقت القبض عليه، وأنه يعول والدته المشلولة وتم تلفيق الاتهامات له بدون وجه حق. وتبكي والدة طالب الحقوق محمد كساب، وتقول: مش عارفة أقول إيه حسبي الله ونعم الوكيل، ابني ماليش غيره، معملش حاجة، كان في المنشية معدي قبضوا عليه، مكررة حسبي الله ونعم الوكيل".