شيع الآلاف من الأهالى بمحافظتى الغربية وبنى سويف، جنازتى شهيدى ميدان التحرير والاتحادية وسط غضب شعبى عارم على انتهاكات وزارة الداخلية، مطالبين بالقصاص للشهداء . وقام عدد من ثوار محافظة الغربية على رأسهم أعضاء التيار الشعبى وثوار طنطا وحركة شباب 6 إبريل بالتوجه إلى مسجد السيد البدوى لأداء صلاة الغائب على الشهيد محمد الجندى والذى وافته المنية بمستشفى الهلال بالقاهرة . وحمل المهندس نبيل الجندي، والد الشهيد محمد الجندي، عضو التيار الشعبى بطنطا، الذى استشهد أمس الأول، على خلفية مشاركته فى التظاهرات المناهضة للنظام، وزارة الداخلية، مسئولية مقتل ابنه. وأضاف "الجندي" فى تصريحاته ل"المصريون"، أنه لن يتوانى لحظة فى استرداد حق ابنه، من نظام ظالم مستبد، بحسب تعبيره، لا يعطى الحقوق لأصحابها. وناشدت السيدة وفاء الشيخ والدة "الجندي" كل القوى والحركات السياسية، بعدم ترديد أى هتافات تمامًا فى جنازة ابنها، سوى عبارة الله أكبر ولا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله. وبدورها طالبت بعض القوى والحركات السياسية والثورية والرياضية بمحافظة الغربية وعلى رأسها حركة شباب 6 إبريل والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، والتيار الشعبي، وائتلاف شباب الثورة بالغربية، وألتراس أهلاوى والوايت نايتس بالقصاص للشهيد، بعد اختطافه من ميدان التحرير، من قبل أحد ضباط الأمن المركزي، وتعذيبه حتى الموت دون اتهام - لمجرد أنه خرج مطالبًا بحقوق مشروعة فى عهد ما بعد الثورة. وقال محمد هيبة منسق التيار الشعبى بالغربية، إن استشهاد الجندى على يد رجال الداخلية يدل على هدم الثورة المصرية لأن ظروف استشهاد الجندى مثل خالد سعيد شهيد الإسكندرية واستخدام الداخلية نفس أسلوب النظام البائد متهم النظام الحالى بالوحشية والدموية . وأشار هيبة، إلى أن الجندى شارك فى الثورة المصرية فى ميدان التحرير وكان بجانبهم حتى نهاية ال 18 يومًا الأولى، كما شارك فى حملة حمدين صباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بمحافظة الغربية، ثم بدأ نضاله مع الإخوان فشارك فى العديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات ضد الإخوان وكان آخرها مسيرة قصر النيل الذى اختفى بعدها لعددة أيام وأكد زملاؤه من التيار الشعبى بالمسيرة أنه اختفى من بينهم . كما أكد الشافعى أحمد، مسئول ألتراس أهلاوى بالغربية، أن الجندى شارك بفعاليات غضب الألتراس تنديدا بضحايا مجزرة بورسعيد، مؤكدا أنهم لن يتركوا حق الجندى وسوف يثأروا من الداخلية وخاصة بعد أحداث الاتحادية. كما نظم المئات من أعضاء ألتراس أهلاوى والوايت نايتس بالغربية، وقفة احتجاجية الاثنين احتجاجًا على تعذيب الجندى وطالب المتظاهرون بالقصاص مرددين هتافات منها "خلاص يا روح ما بعدك روح"، "يسقط يسقط حكم المرشد"، "الشعب يريد إسقاط النظام". وشهد محيط محافظة الغربية، عقب تشييع جثمان الشهيد محمد الجندى حالة من الكر والفر، بين قوات الأمن وآلاف من المحتجين عقب قيامهم برشق مبنى المحافظة وقوات الأمن بالحجارة, مما دفع الأمن لإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. كان آلاف المحتجين قد تجمعوا أمام ديوان عام محافظة الغربية، للمطالبة بالقصاص للشهيد محمد الجندى، الذى لقى مصرعه على يد قوات الأمن المركزى، جراء التعذيب. وطافت المسيرة جميع شوارع مدينة طنطا، مرددة هتافات مناهضة لوزارة الداخلية والنظام, مطالبين بالقصاص لشهداء الوطن. وفى بنى سويف، شيع أهالى مدينة الفشن جنازة شهيد الاتحادية الثانى الناشط عمرو سعد عبد الرحيم -19 سنة طالب- إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة بعد استشهاده متأثرا بإصابته بطلق نارى فى المخ فى اشتباكات أحداث "جمعة الخلاص" أمام قصر الاتحادية بين الامن والمتظاهرين. وعبر الأهالى عن بالغ حزنهم الشديد لما تشهده البلاد من أحداث عنف يدفع ثمنها شباب مصر الشرفاء الذين يخرجون للمطالبة بأبسط حقوقهم فى الحياة فى مظاهرات سلمية محملين المسئولية كاملة للنظام الحاكم. وقال مصطفى عبد الرحيم عم الشهيد، إن العائلة علمت بإصابة عمر من خلال اتصال هاتفى من أحد أشقائه وذهبنا إلى زيارته بالمستشفى فوجدناه فى حالة سيئة إلى أن لقى ربه متأثرا بجروحه واحتسبناه عند الله شهيدًا، ووجدناه مصابا بطلقتين إحداهما طلقة بالرأس والأخرى خرطوش بالصدر توفى على أثرها بالعناية المركزة . وحمل وزارة الداخلية المسئولية وأضاف: حسبى الله ونعم الوكيل فى الناس اللى ماسكة السلاح وشباب بيروح فى داهية، وأكد أن عمرو هو عائل الأسرة بعد وفاة والده و ينفق على والدته وشقيقتيه بعزبة الصفيح بعين شمس. وقال تامر ربيع ابن عم الشهيد، إن عمرو كان يأتى إلى بلدته الفشن فى المناسبات المختلفة وكان يتمتع بخلق رفيع وأننا فوجئنا بإصابته خلال مشاركته فى المظاهرات يوم جمعة الخلاص وأسفنا لوفاته متأثرًا بهذه الجراح. وبدوره حمل صلاح الفكهانى أحد جيران عمرو، مسئولية مقتل عمرو للرئيس محمد مرسى وحكومته وجبهة الإنقاذ بسبب الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد بسبب الصراع السياسى والتناحر على المناصب والكراسى . وشارك فى جنازة الشهيد، شباب التيار الشعبى وحزب الدستور وحركة 6 إبريل الذين أدانوا أحداث العنف التى تحدث ضد الثوار من قبل وزارة الداخلية وأكد الدكتور محمد زين أمين حزب المصريين الأحرار بالمحافظة أن الحزب شارك فى جنازة الشهيد مستنكرا إهدار دم المواطن المصرى، لافتا إلى أن الثورة قامت من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وقال جمال فتحى منسق التيار الشعبى ببنى سويف وأحد المشاركين فى الجنازة، إننى مكلف بالمشاركة فى الجنازة من قبل التيار الشعبى بالقاهرة والجلوس مع أسرة الفقيد وتقديم المساعدة المادية والمعنوية له مساعدتهم فى اللجوء إلى القضاء وتوفير محامين لرفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية باعتبارها المسئولة جنائيا عن قتل أحد أبناء التيار الشعبى محملا المسئولية السياسية للدكتور محمد مرسى. يذكر أن والد الفقيد متوفى والشهيد كان يعيش فى القاهرة مع والدته وأشقائه الأربعة "ولدان وبنتان" وهو أحد شباب الثورة ولقى مصرعه إثر إصابته أثناء مشاركته فى مظاهرات جبهة الإنقاذ الوطنى والتيار الشعبى التى أطلق عليها ( جمعة الخلاص ) أمام قصر الاتحادية . من جانبها فرضت قوات الأمن حصارًا مشددًا وطوقا أمنيا حول قسم شرطة مركز الفشن، تحسبا لأى أعمال شغب قد تحدث، فيما انطلقت مظاهرة حاشدة جابت شوراع مدينة الفشن احتجاجا على استعمال الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين.