سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تأييد للإشراف الدولي على الانتخابات .. وسخرية من دعاة الليبرالية على الطريقة المصرية .. والمعارضة تصف الصحف القومية ب " صحافة سن اليأس .. ودفاع عن مقاطعة المعارضة للاستفتاء على التعديل الدستوري
شهدت صحافة القاهرة اليوم تصعيدا عنيفا في الانتقادات المتبادلة بين المعارضة والحزب الوطني من جهة ، وإذا كان رؤساء تحرير الصحف القومية ، قد صعدوا من هجومهم على قرار أحزاب المعارضة مقاطعة الاستفتاء على تعديل الدستور ، ربما بدافع من التقارير الأخيرة حول تغييرات وشيكة بين هؤلاء الرؤساء ، فانه كان من اللافت وجود مقالات تنتقد بعنف موقف الحكومة والحزب الوطني في الصحف القومية . وفي التفاصيل مزيد من المساجلات . نبدأ من صحيفة المصري اليوم المستقلة ، حيث واصل مجدي مهنا تخصيص عموده اليوم للتعليق على السجال السياسي المحتدم ، وبالتحديد موضوع الإشراف الدولي على الانتخابات . ورأي مهنا أن " أحزاب المعارضة أو أغلبها التزمت بمشاركة الحزب الوطني في رفضه للإشراف الجدلي على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، واعتبرت ذلك تدخلا أجنبيا في شئون مصر الداخلية واعتداء على استقلال البلاد. لكن بعد الذي جرى في تعديل المادة 76 من الدستور وبعد عملية الخداع الاستراتيجي التي تعرضت لها المعارضة، هل تظل على موقفها السابق؟ " . وأضاف " لقد تأكدت أحجزا المعارضة أن الحزب الحاكم ليس جادا في عملية الإصلاح، وان الطريقة التي تم بها تعديل المادة 76 من الدستور لن تسفر عن انتخابات حرة ونزيهة، كما أن قضاة مصر أعلنوا في نواديهم المنتخبة أنهم لا يضمنون نزاهة وحرية الانتخابات في ظل إشراكهم غير الكامل والمنقوص، فهل إذا تراجعت أحزاب المعارضة عن موقفها الرافض للإشراف أو المراقبة الدولية للانتخابات تكون قد تجاوزت الحدود وفقدت مصداقيتها وثقة الشارع فيها؟ " . ومضى مهنا قائلا " الإجابة هي "لا" لأن الهدف في النهاية هو ضمان نزاهة الانتخابات وحريتها، فإذن لم تتحقق هذه النزاهة بالإشراف القضائي عليها، فلماذا نرفض أن تتحقق عن طري الإشراف الدولي عليها؟ " . ووصل مهنا لنتيجة مفادها " إن الحالة التي تعيشها مصر الآن هي أقرب إلى العصيان المدني الصامت، الذي لم يتخذ بعد الشكل الكامل له، وذا واصلت الحكومة وحزبها الوطني سياسته الحالية وهي العناد والتشبث بسياسات بالية ثبت فشلها، فلا تلومن غير نفسها إذا أصبحت أحزاب المعارضة جزءا من هذه الحركة." . ونترك حالة العصيان المدني الصامت ، وفق تعبير مجدي مهنا ، وننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث كتب مجدي سرحان مقالا عنيفا تحت عنوان " سماسرة الاستفتاء.. وصحافة سن اليأس " ، قال فيه " قيادات الصحف الحكومية أصابتها حالة هياج مفاجئة وجماعية.. بعد أن قررت أحزاب الوفد والتجمع والناصري مقاطعة استفتاء 25 مايو ودعوة المصريين للبقاء في منازلهم في يوم الحداد الوطني.. ومأتم الإصلاح الديمقراطي الذي لم يولد بعد. يبدون الآن وكأنهم في سباق لرياضة »اللسان الطويل«.. و»الجدع« هو من يستطيع التطاول أكثر علي الأحزاب الثلاثة .. لأنها تجرأت وخرجت عن سيناريو المهزلة التي بدأت منذ ذلك اليوم المعلوم الذي ارتدي فيه الحزب الحاكم ثوب الواعظين.. وجلس دهاقنته علي موائد حوار محكوم عليه بالفشل مقدما.. وهو السيناريو الذي سينتهي بأكبر عملية تزوير وخداع انتخابي في التاريخ السياسي المصري القديم والحديث " . ومضى سرحان في هجومه على رؤساء تحرير الصحف القومية قائلا " والفائز في السباق ينجو من سيف الجلاد.. ويبقي فوق مقعده الوثير.. ينعم بالمال والهيلمان والشهرة والأضواء ورضاء السلطان.. أما الخاسر فمصيره المحتوم فوق طاولة الكشف بعيادة الطبيب الشرعي.. بعد أن بلغ من السن أرذلها.. سن اليأس الصحفي.. ولم يعد يقوي حتي علي لعق حذاء صاحبة الجلالة!! ألهبت شائعة التغيير في المؤسسات الصحفية ظهور أبواق السلطة وحملة مباخرها.. فانطلقوا بهمة ونشاط.. معصوبي البصر والبصيرة.. يملأون قواديس سواقيهم بغثاء الكلام.. وينفثونه سما في حبر أقلامهم " . وننتقل إلى صحيفة "الأهرام " القومية ، وبالتحديد للكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة الذي حاول تقديم تقييم شامل للسجال السياسي الحالي ، أشار فيه إلى أنه " ربما كان من أهم النتائج التي أسفرت عنها حالة السجال السياسي حول الاصلاح في مصر, أنها أسقطت كثيرا من الأقنعة, وأزالت الغشاوات عن العيون, وكشفت عن الوجه الحقيقي لدعاة الليبرالية والديمقراطية الجدد, بحيث بات من الصعب عليهم إمساك العصا من الوسط". وأضاف سلامة " وقد ينتهي الشوط الأول من هذا السجال غدا بعد الاستفتاء. ولكن المراقب لما يجري سوف يلحظ كيف تشكلت فرقة هالكة في النار من خبراء السياسة ودعاة الليبرالية علي الطريقة المصرية.. تروج لأفكار أبعد ما تكون عنها تقوم علي أن الشعب المصري لم يبلغ بعد مرحلة النضج, ولابد من التدرج في تطعيمه بلقاحها, حتي تحدث العملية التطورية مفعولها, ويكتسب الشعب مناعة ضد التخلف والغباء السياسي, ويصل إلي مرحلة نضج لن نجني ثمارها قبل ست سنوات أخري!! " . ومضى سلامة في انتقادته قائلا " وهذه الأفكار المشوهة هي التي تثبت مزاعم الغرب بأن الثقافة العربية معادية للديمقراطية بطبيعتها. ولا تقل خلطا وغباء عن معارضة رقابة دولية للانتخابات. فهناك فرق يعرفه جهابذة السياسة الذين لا يكفون عن حضور البرلمانات العالمية, بين الإشراف الفعلي المباشر وهو من شأن القضاء, وبين المراقبة أو المتابعة وهو ما تقوم به أطراف داخلية أو خارجية.. لا تتدخل في إدارة العملية الانتخابية ولكنها ترقبها, تتفرج عليها, تلاحظها وتقارن بينها وبين المعايير الدولية. وفي ملاحظة أبداها السفير البريطاني في القاهرة أنهم في الانتخابات الأخيرة وجد مراقبون دوليون قدمت لهم الحكومة البريطانية كل التسهيلات. ولكننا هنا كمن علي رأسه بطحة نصرخ بأعلي صوتنا: هذا تدخل أجنبي في شئوننا.. امنعوه! وهو نوع من العبث والتجهيل لن يقبله العالم علي كل حال. والأفضل أن نسمح به, خصوصا بعد أن نجحت الحكومة في شق صفوف القضاء. فلا نعرف هل سيشرف القضاء علي الانتخابات أم لا؟! " .