مصادر سياسية مسئولة كشفت ل "المصريون" أن الرئيس مبارك طلب من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطي ترتيب لقاءات جديدة بموضوعات مختلفة عن التى تم طرحها في مائدة الحوار الوطنى السابق مع قادة الأحزاب السياسية لإعادة ما جرى تسميته ب"مائدة الحوار الوطنى بين الأحزاب " بهدف رأب الصدع الذي تسببت فيه أحداث الإستفتاء الأخيرة وماسبقها من انسحاب قادة أحزاب المعارضة من جلسات الحوار الوطنى اعتراضا على تعديلات المادة 76 التى وافق عليها مجلس الشعب ووصفتها أحزاب المعارضة بالمعيبة والتعجيزية لدرجة ان رؤساء هذه الأحزاب نفذوا تهديدهم بمقاطعة الاستفتاء بل ودعوا جماهير الشعب المصري لمقاطعة التصويت في مراكز الإقتراع. المصادر أكدت أن المشاورات التنسيقية بين الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة تم تأجيلها لأسبوع كامل نتيجة إنشغال الأمانة العامة للحزب الوطنى بنتائج الإستفتاء الأخير والحملة الدولية التى تقودها وسائل الإعلام العالمية وفي مقدمتها الأمريكية لفضح تجاوزات أمن النظام ضد ناشطى حركة كفاية ومجموعة من الصحفيين والصحفيات المصريات الذين تعرضوا للإعتداء البدنى والجنسى من قبل بلطجية تم تأجيرهم لقاء مقابل مادى لتأديب وهتك عرض مجموعة الناشطات المصريات على مرأى ومسمع من شاشات الفضائيات العربية والأجنبية. المثير أن الأوامر العليا التى تلقاها صفوت الشريف الامين العام للحزب حددت له منتصف الشهر المقبل للإنتهاء من المشاورات التحضيرية الخاصة بموعد جلسات الحوار الوطنى التى من المقرر أن يحضرها الرئيس مبارك بنفسه كرئيس للحزب الوطنى الديمقراطى وهو المطلب الذي اكدته بعض قيادات المعارضة في الفترة الأخيرة. الرئيس مبارك طلب من صفوت الشريف الضغط على رؤساء الأحزاب السياسية حتى يتراجعوا عن مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية من خلال تقديم وعود حقيقة وضمانت كافية بإجراء إنتخابات رئاسية نزيهة تشرف عليها هيئة قضائية مستقلة.! الدكتور نعمان جمعه رئيس حزب الوفد علق ل "المصريون " على هذه الأنباء مؤكدًا أن أحزاب الوفد والناصري والتجمع لن ترضخ لأى مساومات من قبل الحزب الوطنى الديمقراطى وأنها مستمرة في مقاطعتها لأى حوار وطنى بعد أن نكس الحزب الحاكم بكل وعوده بعد التعديلات التعجيزية للمادة 76 من الدستور مشيرًا الى أن الأحزاب الثلاثة قررت التماسك والتضامن ضد أى محاولات لإختراق وفاق أحزاب المعارضة. ومن جانبه أكد ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري أن مصر تمر الآن بلحظة فارقة ومهمة في تاريخها السياسي موضحًا أن أحزاب المعارضة بذلت أقصي الجهود لإقرار أوضاع سياسية صحيحة ولاستخلاص اصلاح سياسي من الايدي المتحكمة والقابضة علي السلطة والتي لا تعرف من الديمقراطية سوي الكلام عنها ومن أجل حرصنا علي تحقيق اصلاح سياسي لبينا الدعوة للمشاركة في الحوار الوطني فاذا بنا نشارك في حوار يفتقد الي أدني مبادئ الديمقراطية وانتهي الامر الي طريق مسدود دون أن يتحقق شيء للمجتمع المصري. وأشار ضياء الدين داود رئيس الحزب العربي الناصري الي أن الحزب الوطني أصر علي أن ينفرد وحده بتعديل المادة 76 ولم يهتم بما قالته الاحزاب المشاركة في الحوار الوطني ملفتًا الى أن أحزاب الوفاق الثلاثة لن تقبل بأى حوار وطنى مقبل دونما ضمانت حقيقة لتحقيق نجاحات ملموسة على أرض الواقع. وأشار الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الي ان مصر الان تشهد وضعاً مثيراً للسخرية وباب الحوار مع الحزب الوطنى مقفلا بالضبة والمفتاح وأن الأحزاب المصرية لن تقع ثانية فريسة لخداع الحزب الوطنى وقال " الآن نحن في خندق واحد مع الجماهير وليبحث الحزب الوطنى عن شعب آخر يحكمه"!!