فى الذكرى الثانية لثورة يناير المجيدة، يبدو أن الكثيرين قد تعاهدوا وتآمروا على إجهاضها تحت شعار إحياء الثورة، وإسقاط الرئيس المنتخب الذى أنهى 60 عامًا من بطش العسكر، إذ يعمل بلطجية الوطنى مع ميلشيات التيار الشعبى و(بلاك بلوك) على إثارة الفوضى الممنهجة، والاعتداء على الممتلكات العامة بل والخاصة تحت دعوى الثورة الثانية ضد حكم الإخوان، فيخرج علينا الهارب شفيق كى يهذى داعيًا للثورة على الثورة بينما تهانى ربيبة سوزان مبارك وإخوانها من صنائع أمن الدولة يدنسون التحرير كرموز لانقلاب الفلول المفضوح والمدعوم من أعداء الثورة فى الداخل والخارج. إن تلك الممارسات الإرهابية التى تقوم بها ميلشيات جبهة الخراب الوطنى فى محاولة لإظهار أن الشارع المصرى فى حالة ثورة ضد الرئيس الشرعى الأول فى تاريخ البلاد، هى ممارسات موجهة فى الحقيقة لإجهاض الثورة، ولهدم الدولة المدنية الديمقراطية الناشئة فى مصر، وبعيدًا عن الظهور المتكرر لشفيق وصديقه ضاحى خلفان للتحريض على الفوضى ما زال إعلام الفلول وإعلاميى العار ثابتين على نهجهم فى الافتراء والاختلاق والكذب والتحريض على القتل والتخريب حتى بلغت الصفاقة بمحمود سعد صحفى الكواكب أن يفتى للمشاهدين أن استحلال إراقة الدماء لا بأس به لأن الإخوان هم الفئة الباغية!! ثمة سؤال ماذا لو تم انتخاب أى مرشح آخر رئيسًا للجمهورية، ثم تظاهر الإسلاميون سلميًا فى الشارع لإسقاط الرئيس المنتخب كيف كان سيتم وصفهم فى الإعلام المصرى الحكومى والخاص؟ هل كانوا سيوصفون بالثوار أم بالإرهابيين؟ هل سيلتمس أحد لهم أى عذر كما يفعل الكثيرون الآن؟ فما بالنا أن ما يجرى ليست احتجاجات سلمية بل عتف وتخريب وقتل يمارسه البلطجية والمخربون تحت دعوى المعارضة والثورية الزائفة، فلماذا يصمت الكثيرون تحت دعوى الحياد أو التذرع بأخطاء الرئيس فى إدارة المرحلة القصيرة الماضية لتبرير الانقلاب على الشرعية وعلى الدستور الذى أقرته جموع الشعب المصرى. والسؤال الأهم من المستفيد الحقيقى من إجهاض الثورة المصرية وإسقاط تجربتها الديمقراطية والإسلامية المعتدلة والوليدة؟ -يأتى الكيان الصهيونى فى مقدمة المشجعين لتلك الفوضى والمستفيدين من تعطيل مسار مصر الثورة، فلا شك أن الرئيس مرسى يمثل كابوسًا للكيان فى ظل دعمه لحماس وارتكازه على مساندة الإسلاميين الأكثر عداءً للسلام مع الصهاينة فضلًا عن التطبيع معهم، وما يجرى من مشاهد على أرض مصر يعد توصيفًا عمليًا للتصريح الشهير لرئيس الاستخبارات الصهيونية الأسبق (عاموس يادلين) التى أدلى بها فى فبراير2010 :(( لقد تطور العمل فى مصر حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979. فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائمًا ومنقسمة إلى أكثر من شطر, لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى هذا البلد))، لذا فليس من المنطقى أن نتصور أن الصهاينة بمعزل عن الفوضى الجارية بمصر بعد أن فقدهم لتابعهم وكنزهم الاستراتيجى المخلوع. -الولاياتالمتحدة والغرب بالطبع يتمنون نجاح جبهة الخراب فى الانقلاب على الرئيس الإسلامى الذى ما زال خارج سيطرتهم، وبلا شك فإن الدبلوماسية والاستخبارات الأمريكية ليست بعيدة عما يجرى من أحداث، ويكفى هنا تصريح عماد جاد فى ديسمبر2012 على قناة دريم: ( إن "آن باترسون" السفيرة الأمريكية بالقاهرة، كانت تعتقد أن القوى المدنية فى مصر، ليست لها قدرة على الحشد، مثل الإسلاميين، باترسون قالت لأحد رموز القوى الليبرالية، إن قدرتهم على الحشد هى 10 آلاف شخص فقط، وأرسلت تقريرًا بذلك إلى الإدارة الأمريكية، وأضاف أنها فوجئت بالحشد الكبير فى ميدان التحرير، فى مليونية الثلاثاء27نوفمبر، فالتقت بالبرادعى وصباحى والبدوى والزند)، وهو ما يعد اعترافًا صريحًا بأن السفيرة الأمريكية تندد بضعفهم وتحثهم على الحشد ضد الرئيس مرسى!! -بعض الدول العربية والخليجية حليفة المخلوع، والتى بنت علاقات استخباراتية وأمنية مع الصهاينة، وأبرزها الإمارات التى تطور الأمر فيها من السكوت على سفالات المدعو ضاحى خلفان إلى الوقوف بوضوح ضد مصر، واعتقال العديد من المصريين بالإمارت والتضييق على الآخرين فضلًا عن دعمهم لفلول مبارك الهاربين وأبرزهم شفيق والهالك عمر سليمان ورشيد، وما هو يدعم التسريبات التى تتحدث عن تنسيق جهات إماراتية مع شفيق والزند وجبهة الخراب وتمويله ميلشيات التخريب التى تثير الفوضى فى مصر الآن. فإذا كان زعماء جبهة الخراب صادقين فى تعبيرهم عن جموع الشعب، فليسيطروا على البرلمان، ويشكلوا الحكومة القادمة بل وليعدلوا الدستور إن استطاعوا ، لكن الهروب من إرادة الناس واستخدام التخريب والتدمير لإفشال الدولة وإعاقة الرئيس لن تنجح ولن تزيد الشارع المصرى إلا بغضًا لهؤلاء الفوضويين الذين يستخدمون البلطجية ثم يتبرأون منهم فى مسرحية سياسية مكشوفة ومبتذلة لا تنطلى على أحد. إن جموع الشعب المصرى التى خلعت مبارك ونصبت د.مرسى رئيسًا ثم أقرت الدستور المصرى عبر إرادتها الحرة النزيهة لن تسمح بالانقلاب على الشرعية أو إجهاض الثورة أو هدم أسس الجمهورية الديمقراطية الجديدة، فحذارى من الرهان على الفوضى، ولتعلموا يا من تتباهون بالبلطجة والتخريب أنكم لو تجاوزتم الحد فستتحرك جموع الشعب من الملايين الحقيقية الداعمين للرئيس والمؤيدين للدستور ووقتها فلن تدور الدوائر إلا على رموز البغى السياسى والبغاء الإعلامى، وإن غدًا لناظره قريب. @ShahinFawzy