حرص الآلاف من أبناء السويس على مختلف انتماءاتهم على المشاركة فى تشييع جثامين ضحايا المدينة الباسلة فى جنازة جماعية شعبية ضخمة فى مشهد مهيب تقشعر منه الأبدان، حيث اتشحت المدينة بالسواد وخرجت لتودع أبناءها إلى مثواهم الأخير وهى تبكى على رحيلهم. وتوافد الآلاف وأسر الضحايا من الجنسين ومن مختلف الأعمار على مشرحة السويس لدى سماعهم الأنباء الحزينة، حيث تدافعوا عند خروج الجثامين من المشرحة لحملهم وسط تكبيرات اهتزت لها أرض السويس. وقد أصيب العديد من أهالى الضحايا بالانهيار العصبى لدى دخول الجثامين سيارات الإسعاف التى اخترقت شوارع السويس مرورا بمحيط مديرية الأمن فى اتجاه مسجد عبدالله الغريب لأداء صلاة الجنازة على أرواحهم وسط حالة من الغليان والغضب والسخط الشعبى على رجال الداخلية وأمن السويس. وتحول الموكب الجنائزى من ترديد هتافات "نام ياشهيد وارتاح واحنا نكمل الكفاح".. و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".. إلى هتافات معادية ومناهضة للنظام بعد أن توقفت المسيرة الجنائزية قليلاً أمام مديرية الأمن، وهتف المشيعون ضد وزير الداخلية، بعد أن وجهوا إليه الاتهامات بقتل أبنائهم. وخرج عدد من المشيعين عن شعورهم عندما توجهوا إلى اللواء عادل رفعت مدير الأمن وبعض القيادات الأمنية فى محاولة للتعدى عليهم بعد أن وصفوهم بالقتلة، متوعدين رجال الشرطة بالأخذ بثأر دم الضحايا، ثم استكمل الموكب الجنائزى تحرك المسيرة إلى مسجد الغريب، حيث صلاة الجنازة. يذكر أن ضحايا السويس ال 10 قد لقوا حتفهم بطلقات نارية فى محيط المحافظة مساء الجمعة الماضية أثناء اندلاع مظاهرات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير فى الاشتباكات التى وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين، لتشهد السويس للمرة الثانية سقوط أوائل الشهداء على مستوى الجمهورية، كما حدث فى المرة الأولى فى جمعة الغضب فى 25 يناير من عام 2011.