دخل حزب الغد منعطفاً جديداً بقيام الدكتورة منى مكرم عبيد بتقديم استقالتها احتجاجاُ على رفض رئيس الغد إقالة كل من رجب هلال حميدة وكيل الحزب وموسى مصطفى موسى نائب رئيس الحزب لدورهم في تخريب الحزب بحسب قولها وكذلك لقرار الدكتور أيمن نور بفصل الدكتور عارف الدسوقي عضو الهيئة العليا للحزب لمخالفته نهج الحزب ولائحته الداخلية. قرار الاستقالة والفصل ليس هما كل المتاعب التي يلاقيها الحزب فهناك حالة احتقان شديدة داخل أروقته مع حالة الصمت المريبة للدكتور أيمن نور حيال قيام نائبه الثاني هشام قاسم بعقد لقاء مع وزير الاتصالات الصهيوني مائير شتريت رغم وجود نص صريح بفصل أي عضو يخالف نهج الحزب الوطني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد نقل عن مصادر سياسية بالحزب أن صمت نور على تجاوزات نائبه أساء كثيراً إلى الحزب وزاد من صورته المشوهة أمام الجماهير بأنه يحمل أجندة أمريكية بل هذا الصمت قد قدم خدمة شديدة للحكومة التي تسعى بدأب لاتهام الحزب بالعمالة للخارج. وزاد من حدة الأزمة حسب المصادر قيام نور برفض مذكرة من ثلاثة من أعضاء بارزين بالحزب بفصل هشام قاسم أو تحويله للتحقيق وهو ما أشعل غضبهم وهددوا بتقديم استقالتهم من الحزب فوراً لكنهم امتنعوا عن تنفيذ التهديد بعد رجاء رئيس الحزب بتأجيل هذه الخطوة مراعاة للظروف الحساسة التي يمر بها حزب الغد. من جانبه يسعى الدكتور أيمن نور حالياً إلى لم شمل الحزب لدرجة أنه يبذل جهوداً مستميتة لإقناع الدكتورة منى مكرم عبيد بالعدول عن استقالتها والبحث عن حلول هادئة للمشاكل التي دفعتها لهذه الاستقالة وهي خطوة لا تحظى بدعم كثير من الوجوه النادرة للحزب غير أن نور يرى أن وجود شخصية قبطية بهذا الوزن في الحزب قد يجعل الحزب بمنأى عن ضربات حكومية عاصفة أو تدخل حكومي لدعم انشقاقات بعينها داخله. ويبدو أن محاولات نور لإعادة دكتورة منى مكرم عبيد للحزب نائبة مآله الفشل نتيجة لإصرارها على تنفيذ نور لمطالبها بإبعاد موسى مصطفى ورجب حميدة عن الحزب وهو أمر سيدخل الحزب في دوامة أزمات هو في غنى عنها وهو ما يرجح ابتعاد السكرتير العام للحزب في الفترة المقبلة على الأقل.