عقب إعلان بنيامين نتنياهو عزمه التحالف مع يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل"، الذي يمثل (يسار الوسط)، والحائز على المرتبة الثانية في الانتخابات التي جرت الثلاثاء بدأت بوادر الخلاف تغزو أحزاب اليمين الإسرائيلي الذي حقق تحالفه 60 مقعدا في الكنيست "البرلمان" وفق النتائج الأولية للانتخابات التي جرت الثلاثاء. وجاءت تلك البوادر عقب إعلان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة عزمه التحالف مع يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل"، الذي يمثل (يسار الوسط)، والحائز على المرتبة الثانية في الانتخابات، بحسب وسائل إعلام عبرية. صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية وصفت في عددها الصادر االيوم لبيد بأنه "كابوس" اليمين الإسرائيلي الذي يتجه إلى المشاركة في الحكومة القادمة بعد رفضه عرض زعيمة حزب "العمل" شيلي يحيموفيتش مساء الأربعاء تشكيل كتلة ممانعة لإسقاط نتنياهو. وذكرت الصحيفة أن "لبيد" اشترط لاتمام التحالف شروطا تتمثل في إقرار قانون "المساواة في العبء"، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، مع إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين المعلقة منذ 2010 "من دون المساس بسيادة إسرائيل على القدسالشرقية". واعتبرت حركة "شاس" (يهود متدينون) أن الحديث عن قانون "المساواة في العبء"، الذي يهدف إلى دمج طلبة المدارس الدينية في الجيش، سيجعل التحالف "أمرا صعبا" إلا إذا توصل الفرقاء إلى قواسم مشتركة تحفظ مكتسبات المتدينين في إسرائيل. واشترطت "شاس" ، على لسان أحد زعمائها آرييه درعي، الدخول في مفاوضات لتحديد الخطوط الحمراء لسياسة الحكومة الاجتماعية قبل التحالف. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادي بحزب "يهادوت هتورا"، اليميني الحاصل على 7 مقاعد وفق النتائج الأولية للانتخابات الأخيرة، قوله إن لبيد "بات الكابوس الذي يسعى للمس بحقوق المتدينين"، وقال إن "أي تحالف على هذه القاعدة لن يصمد طويلا ". فيما رأى محللون في الشؤون الحزبية بإسرائيل أن تمسك لبيد بشروطه سيضع نتنياهو في أزمة الاختيار بين أحزاب الوسط واليمين مما يجعل الساحة الحزبية الإسرائيلية مقبلة على كثير من الاحتمالات "غير المنطقية"، مشيرين إلى أن ما يصعب الأمر ضغوط الولاياتالمتحدة التي تهدف إلى تشكيل حكومة موسعة تضم اليسار والوسط الإسرائيلي إلى جانب اليمين. وبحسب النتائج شبه النهائية غير الرسمية للانتخابات الإسرائيلية حصلت قائمة "الليكود - بيتنا" اليمينية في الانتخابات على 31 مقعدًا، فيما حصد حزب "يوجد المستقبل" (يسار الوسط) على 19 مقعدًا، وحزب العمل اليساري على 15 مقعدًا، في حين حصل حزبا شاس والبيت اليهودي الديني على 11 مقعدًا لكل منهما، و7 مقاعد ل"يهادوت هتورا" اليميني، و6 آخرين ل"ميريتس" اليساري، والنتيجة نفسها لحزب "هتنوعاه الحركة". كما حصلت القائمة الموحدة والعربية للتغيير، والتي يرأسها النائب العربي أحمد الطيبي، على 5 مقاعد، فيما حصلت الجبهة الديموقراطية التي يرأسها النائب العربي محمد بركة على 4 مقاعد، في الوقت الذي حصل في حزب "كاديما" على مقعدين فقط.