كان سؤال المواطن عبد الناصر عبد الفاتح علي حميدة عن سبب اقتحام جنود أمن الدولة لمنزله بلا إجابة من هؤلاء الجنود أنفسهم لأنهم كانوا لا يعرفون لاعتقاله سبباً. في صباح اليوم التالي وجد عبد الناصر نفسه مودعاً في غرفة ضيقة رطبة لا يدخلها ضوء الشمس وبعد أيام عرف عبد الناصر أنه يحل ضيفاً على سجن وادي النطرون(1) وذلك بعد صدور قرار باعتقاله. عانى عبد الناصر طويلاً لتذكر شيء واحد فعله فيه مخالفة للقانون أو خطورة على أمن الوطن وعندما سأل عبد الناصر أحد زملاءه عن سبب اعتقالهم قال له إن جميع الموجودين في هذا المعتقل لا يعرفون سبباً لوجودهم في ذلك المكان القميء سوى أنهم يطلقون لحاهم ويصلون الصلوات المفروضة في المساجد وأن قانون الطوارئ المطبق في البلاد يكفل لكل عناصر النظام اعتقال أي شخص في أي وقت دون الحاجة لإبداء أسباب لذلك. بدأت مأساة عبد الناصر في الوضوح أكثر بإصابته بحساسية مزمنة على الصدر بعد عاميين من اعتقاله وكان ذلك بالطبع نتيجة لعدم اللياقة الطبية والصحية لزنازين معتقل وادي النطرون المحتجز بها هو ورفاقه, قدم عبد الناصر عشرات التظلمات وحصل على العديد من أحكام الإفراج وعندما هيئ له أنه عاد أخيراً إلى أسرته أعيد اعتقاله مرة أخرى لم ييأس عبد الناصر و قدم تظلماً آخر وحكم له بالإفراج ثم أعيد اعتقاله كالمرة السابقة وهكذا تكرر الموضوع بشكل دائم ومكرر وفي التظلم رقم 3667 لسنة 2004 حصل على الإفراج بهذه الجلسة إلا أنه لم ينفذ. ترى كم حكماً بالإفراج ينبغي لعبد الناصر عبد الفتاح علي حميدة الحصول عليه بعد أثنى عشر عاماً في المعتقل حتى يتم الإفراج عنه يسأل عبد الناصر !!