قال الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن المناخ في الذكرى الثانية أكثر إيجابية، وذلك لوجود رئيس منتخب ودستور تم إقراره، مضيفًا: نريد أن يكون الاحتفال منتجًا نافعًا لتحقيق أهدافنا، ونسعى لمساعدة الشعب المصري في التعبير عن ثورته التي قامت لتحقق نهضة. وأشار عزت فى حوار صحفى له مع وكالة أنباء "الأناضول" إلى أن الجماعة تستهدف في ذكرى الثورة أن يجد المريض علاجه وأن يجد المواطن المصري الشارع نظيفًا ويجد الفقير ما يسعده. وأضاف عزت: "لا يمكن أن نترك لمن يريد إجهاض هذه الثورة أن يشيع أي نوع من أنواع الفوضى وإفساد هذا الإنجاز الذي تحقق ونحن على وعي بذلك، ولن نسمح بأعمال عنف وقتل الناس أو اغتيالات واستخدام للبلطجية، أما التعبير السلمي فهو مكفول للجميع". وهذا نص الحوار * ما هي ملامح المرحلة المقبلة في رؤية جماعة الإخوان في ظل المشهد السياسي الحالي؟ ** بعد الاستفتاء على الدستور الذي أصبح ركيزة أصلية للمستقبل أحسب أنه قد أصبح عندنا قاعدة نستطيع أن نبني عليها؛ مؤسسات الدولة وتحديد العلاقة بين السلطات المختلفة. وبإقرار الدستور والانتهاء من الانتخابات النيابية القادمة ستصبح مؤسسات الدولة جاهزة لتنطلق وتتحرر الحكومة من المعوقات التي تمنعها من معالجة المشكلات المختلفة وعلى رأسها المشكلة الاقتصادية وسيكون هناك مجال لحل الكثير من المعضلات الكبرى التي حالت دون أن تحقق الثورة ثمارها. * ما الذي تتوقع حدوثه في الذكرى الثانية للثورة في ظل دعوات النزول يوم 25 يناير/ كانون الثاني المقبل؟ ** المناخ في الذكرى الثانية أكثر إيجابية؛ فلدينا رئيس منتخب ودستور تم إقراره، ونريد أن يكون الاحتفال منتجًا نافعًا لتحقيق أهدافنا، ونسعى لمساعد الشعب المصري في التعبير عن ثورته التي قامت لتحقق نهضة. ونستهدف في هذا اليوم أن يجد المريض علاجه وأن يجد المواطن المصري الشارع نظيفًا ويجد الفقير ما يسعده وهذه الأعمال الاجتماعية أدعى للم الشمل، ولا يمكن أن نترك لمن يريد إجهاض هذه الثورة أن يشيع أي نوع من أنواع الفوضى وإفساد هذا الإنجاز الذي تحقق ونحن على وعي بذلك. ولن نسمح بأعمال العنف وقتل الناس والاغتيالات واستخدام البلطجية، أما التعبير السلمي فهو مكفول للجميع. * البعض يعتبر ونحن مقبلون على الذكرى الثانية للثورة أن الجماعة انحرفت بها عن مسارها ووجهتها في مسار يحقق مصالحها.. ما ردك؟ ** مصلحة مصر والثورة والجماعة شيء واحد، ونعتبر أن عملنا لوطننا جزء من دعوتنا وما قامت الثورة إلا لتحقق إرادة الشعب ومتأكدون أنه حينما تحررت إرادته فسيختار الخيار الإسلامي الوطني بطبيعته، ولا نرى أن هناك تباينًا بين هذه المصالح. * هل تدعم الجماعة المنافسة على جميع المقاعد؟ وما موقف الجماعة من التحالف مع القوى الأخرى في الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهل من الممكن التنسيق مع جبهة الإنقاذ الوطني؟ ** الأصل عندنا هو التعاون بيننا وبين جميع القوى بحسب السياسة المتفق عليها بين الحزب (الحرية والعدالة) والجماعة وفي هذه الحالة يتخذ الحزب القرار. لكن التحالف يحمل معنى التقارب والتداخل، ونحن في المرحلة المقبلة مصرون على أن يكون البرلمان القادم يحقق حقيقة ما هو موجود في الشعب المصري وأن يعبر الشعب عن نفسه في هذا البرلمان ويوضح ثقل جميع القوى، وهذا الأمر يقتضي عدم التحالف لكن لابد أن تكون هذه المنافسة شريفة. * البعض يرى أن جماعة الإخوان لا تعترف بأخطائها وهو ما يدفع للصدام والشقاق الدائم مع سائر القوى الأخرى؟ ** لا يوجد بشر معصوم ولا يوجد قرار إلا له إيجابيات وسلبيات وسواء حكمت قواعد الديمقراطية أو الأصول الفقهية والشرعية فمتى اتخذ القرار بشكل ديمقراطي أصبح واجبًا على الجميع أن ينزلوا على القرار أو يتحاوروا في كيفية تعديله. وفي كل ما نتخذه من مواقف لا نقوم به إلا بالأسلوب الديمقراطي وعندما ترى أن قراري خطأ فهذا حقك وأنا أستمع لنصيحتك لكن لا تجعل نفسك وصيًا على غيرك إنما تلام الجماعة لو تعسفت في طريق اتخاذ القرار وكل قرار له سلبيات وإيجابيات وليس بالضرورة أن أقول إن قراري خطأ لكي أرضي الناس. * قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة تتسق مع رؤية الإخوان مما يدفع الكثيرين لاتهام الرئيس بالتبعية لمرشد الجماعة وأنه هو من يحكم مصر.. ما تعليقكم؟ ** مؤسسة الرئاسة هي مؤسسة تمثل مصر وتدار وفق الدستور والآليات الديمقراطية، ورئيس الجمهورية لابد أن يكون له خلفية وهذا وضع طبيعي جدًا وبما أن الرئيس جاء عن طريق الانتخابات أصبح مسئولاً عن كل المصريين. ولا يمكن أن يخالف الرئيس الحق والصواب حتى لا يقال إنه مع جماعة الإخوان، وأنا هنا لا أتحدث باسم الرئيس. * البعض يرى أن الجماعة تخلت عن دورها الدعوي بعد انشغالها بالعمل السياسي، ألا يدفع ذلك إلى مراجعة لهذا الدور؟ ** الدور الدعوي للجماعة مرتبط بفهمها للإسلام وحينما يتحرك أحدنا لعمله لله وكذا سائر الأعمال الدنيوية فهي بالنسبة لنا عبادة ودعوة، المهم فيها أن يكون ذلك خالصًا وصحيحًا، والتوازن الذي يتحرك به جموع الإخوان هو العاكس لذلك وأنا أرى أن الجماعة لديها التوسط المطلوب. * بعض القيادات التي تركت الجماعة تسعى إلى إنشاء كيان موازٍ للجماعة يهتم بالشأن الدعوي بعد أن تخلت الجماعة عنه على حد قولهم .. كيف ستتعاملون مع هذا الكيان الجديد؟ ** نرى أن مجال الدعوة واسع جدًا ويستوعب كل الطاقات، ومن يرى له دورًا يقوم به عليه بالعمل والمبادرة والمهم النية الخالصة، فإن صدقت النية سنجتمع في خندق واحد، ولابد أن نكون متعاونين لكن ذلك لا يعني أن يجمعنا كيان واحد. * أعلن الإخوان بعد الثورة عن ملف لتطوير الجماعة .. ما الجديد في هذا المسار؟ ** عملية التطوير عملية حيوية مستمرة لكن الحديث عنها هو ما قل وخلال العامين الماضيين حدث تطوير كبير في الجماعة وبالنسبة لتعديل اللائحة فبمجرد أن يصدر القانون الجديد للجمعيات وقيام الجماعة بتقنين وضعها على أساسه، سيتم تغيير ما يقتضيه القانون الجديد.