"الجهاديون على النيل: عودة اللاعبين القدامى".. هذا هو العنوان الذي أختاره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، للحديث عن العلاقة بين الجهاديين ومعادلة التوازن الإستراتيجي في المنطقة وأثر ذلك على العلاقات الأمريكية المصرية. وأضاف المعهد في تقرير الذي أعده آرون زيلين أن التسامح الذي حظى به الجهاديون من قبل الإخوان المسلمين، وضعف الدولة المصرية، كان له أكبر الأثر في ظهورهم على الساحة.
ونصح زيلين الإدارة السياسية في البيت الأبيض، في إشارة إلى أوباما، بالاقتراب من القاهرة للمساعدة في كبح ما وصفه ب "العنف" الذي تمارسه هذه الجماعات، فضلا عن دعم القاهرة بالحوافز الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأرجع المعهد ظهور الجماعات الجهادية في مصر إلى ثلاثة عوامل منها المجال السياسي المتساهل لتعبئة الإسلاميين بشكل عام منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير 2011.
وقال التقرير أن جماعة "أنصار الشريعة"، التي تتسق مع أسماء غيرها من المنظمات الجهادية الإقليمية، والتي تأسست في منتصف أكتوبر عام 2012، تركز في أمورها التنظيمية الداخلية على فكرة "الإصلاح"، بما في ذلك تطبيق الشريعة، وتعويض أهالي الشهداء، وتدعم تطهير القضاء والإعلام، والسماح لضباط الشرطة بإطلاق لحاهم، ولا تعتمد على الربا في المعاملات المالية.
ووصف التقرير "أنصار الشريعة" بأنهم يشبهون في ملابسهم وزيهم جماعة "الأنصار" في تونس وبنغازي الليبية، والتي تهتم بخدمات المجتمع المدني مثل توزيع الأغنام للذبح خلال عيد الأضحى وتوفير الغذاء للمحتاجين.
وعلى النقيض من ذلك، تعد جماعة "الطليعة السلفية الجهادية، التي تم تشكيلها هذا الشهر، يديرها أعضاء سابقين في جماعة الجهاد الإسلامي المصرية، والذين ينشرون البيانات الصحفية لتنظيم القاعدة على الإنترنت.
وأشار التقرير إلى أن تلك الجماعة تركز على تحرير الأراضي المحتلة، ودعم المجاهدين، ومقاومة الأيديولوجيات الأجنبية الليبرالية والشيوعية، ضد تنفيذ القوانين العلمانية الأوروبية، ووقف ما وصفه ب "ظاهرة التنصير" في التعليم المصري.
في غضون ذلك، ونظرا لظهور محمد الظواهري، شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، فإنه منذ أن أطلق سراحه من الاعتقال في مارس عام 2012 يروج للجهادية العالمية من خلال المقابلات الصحفية المحلية والدولية؛ في حين أنه ينفي كونه عضوا بتنظيم القاعدة.
ونقل التقرير عن الظواهري قوله أنه يتفق مع توجهاتها الأيديولوجية، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وشارك في تحريض الرأي العام في ذكرى الاحتفال بأحداث 11 سبتمبر وقاد بنفسه احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في القاهرة والتي بلغت ذروتها مع اختراق جدران السفارة وتنكيس العلم الأمريكي.
وقال التقرير أن الظواهري يتعاون أيضا مع أحمد عشوش على التخطيط للجبهة السلفية الجهادية والتي شاركت في مظاهرة أوائل نوفمبر الماضي لدعم الشريعة.
وفي ديسمبر، قال الظواهري أنه يدعو إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور، منتقدا الإخوان المسلمين في ما وصفه ب "الخطايا الشريعة" وبحجة أن الدستور الجديد إسلامي بما فيه الكفاية.