أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن أسفها البالغ لوقوع حادث قطار البدرشين الذي وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 15 يناير بعد أن أودى بحياة نحو 19 مجنداً وإصابة ما لا يقل عن 107 آخرين بجروح متعددة. وأشارت المنظمة في بيان لها حصلت "المصريون" على نسخة منه، إلى أن حادث قطار البدرشين وما سبقه بقطار أسيوط والحوادث السابقة سواء في العياط أو قليوب وغيرها، يمثل انتهاكاً للحق في الحياة ذلك الحق الذي كفلته المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وأكدت المنظمة أن هناك إهمالا وقصورا شديدين بمنظومة الأمان والمراقبة لقطارات الهيئة بكاملها، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تطوير منظومة المراقبة والأمان الموجودة بالهيئة ووزارة النقل وغير المفعلة أصلاً، فضلا عن تدني العقوبات المفروضة على المسئولين في مثل هذه الحوادث مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلا من حلها. وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن هذا الحادث الذي أودي بحياة 19 شخصا على الأقل يذكرنا بالماضي القريب ويعيد إلى أذهاننا صورا مأساوية مازالت تتكرر كل بضعة أشهر، وهي حادث قطار جديد في ربوع مصر، مما ينبئ بالفشل الذريع وأننا نسير على ذات المنوال في مواجهة الأزمات وإلقاء تبعات الأزمة على النظام السابق، وكأن الوقت لم يحن بعض للخروج من ميراث هذا النظام والبدء الجدي في عملية إصلاح للنظام والمؤسسات بدلا من حصر المسئولية في صغار الموظفين فحسب. ودعا أبو سعده إلى العمل على وقف هذا النزيف المستمر في حصد الأرواح عن طريق إصلاح الخلل الموجود في قطاع النقل والمواصلات والسكك الحديدية ووضع عقوبات قانونية رادعة للمتسببين في مثل هذه الحوادث والتي تزهق أرواح أبنائنا كل يوم دون رادع أو مسئول يتحمل تبعات عمله. وطالبت المنظمة باتخاذ خطوات فعالة وجسورة لكسر هذه البيروقراطية التي تحصد الأرواح البريئة لا لشىء سوى الإهمال واللامبالاة، وكذا سرعة التحقيق في الحادث وتقديم المتهمين للعدالة وعقاب كل من أهمل حتى لا يتكرر هذا الحادث في المستقبل. كما طالبت المنظمة في ذات الوقت الحكومة المصرية بسن قانون لتغليظ العقوبة على المسئولين عن مثل هذه الحوادث، حتى تكون رادعة لكل مسئول ويقوم بعمله على النحو الكامل سواءً في إصلاح الخلل القائم أو وضع أسس وثوابت جديدة للعمل للخروج بالبلاد من نفق الإهمال الجسيم الذي تعيشه، فضلاً عن الإسراع في تطوير منظومة السكك الحديدية بمصر بما يكفل وسيلة مواصلات آمنة للمواطن. وناشدت المنظمة مؤسسة الرئاسة بتحمل مسئولياتها في متابعة تنفيذ تلك الخطة من قبل الحكومة وأن تسعى لتخصيص الموارد المطلوبة لتنفيذها على المدى القصير والمتوسط باعتبارها أولوية لا تحتمل تأجيلا أو إبطاء. يذكر أن القطار رقم 990 والقادم من محافظة المنيا والذي كان يقل مجموعة من المجندين لنقلهم إلى أحد معسكرات التجنيد، قد انحرفت إحدى عرباته عن القضبان أثناء سيره بمنطقة البدرشين، مما أدى إلى انقلاب ثلاث عربات من القطار.