دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الضمير الحي في العالم كله إلى التكاتف لإنقاذ الشعب السوري من طاغيته بأيّ وسيلة مشروعة، مناشدا الحكومات والمؤسسات الإغاثية في العالم العربي والإسلامي الإسراع بنجدة إخوانهم السوريين وإنقاذهم من الموت بسبب موجة البرد والثلوج وسوء الغذاء وقلة الدواء. وطالب الاتحاد في بيان له المؤسسات الإغاثية بتوفير الحياة الكريمة لهؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم، وبفلذات أكبادهم، وأعز أموالهم وممتلكاتهم، في سبيل الحرية والكرامة، مشددًا على أن هذا من أوجب الواجبات فى الإسلام. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى). وقوله أيضا (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). وأوضح "أن الأوضاع الإنسانية تتفاقم خطورة ومأساوية في ظل موجة البرد الشديدة التى شملت سوريا، والأردن، ولبنان، والعراق، وأدت إلى بعض الوفيات، وازدياد الأمراض، فى ظل عدم كفاية وسائل التدفئة، والأماكن المناسبة للإيواء". وأكد الاتحاد في بيانه أنه "يتابع أحوال إخوانه السوريين الأحرار، الذين نهضوا للدفاع عن حريتهم وكرامتهم، في أنفسهم وفي وطنهم ضد الظلم والطغيان والاستبداد، فكانت النتيجة إزهاق الأرواح وإصابة الأبدان بعشرات الألوف، وتدمير الممتلكات، وتشريد الملايين، والاعتداء على كل الضروريات الأساسية للحياة"، مشيدًا بمناصرة الدول المؤيدة "للشعب السوري البطل وقضيته العادلة، والتي من بينها قطر، وتركيا، والسعودية". وجدد الاتحاد تأكيده أن "الحل الحقيقي هو رحيل الطاغية، وحق تقرير المصير للشعب السوري لاختيار مَن يقوده بإرادته الحرة، وفى ذلك إحياء لهذا الشعب، وفى خلافه قتل لهم جميعاً، مشيرًا إلى أنها مسؤولية دينية وأخلاقية، على جميع العرب والمسلمين وأصحاب الضمير الحيّ في العالم أن يتحملوها.