صلاح خلف اسمه الحركى (أبو إياد)، وهو سياسى فلسطينى بارز، من مؤسسى حركة تحرير فلسطين (فتح)، وهو قائد الأجهزة الأمنية الخاصة لمنظمة التحرير وحركة فتح لفترة طويلة، ويقال إنه زعيم منظمة أيلول الأسود. انتقل والده من مدينة غزة إلى يافا، وهناك ولد صلاح خلف فى 31 أغسطس عام 1933، وعاش أول سنين حياته حتى قبل قيام إسرائيل بيوم واحد، حيث اضطر وعائلته الذهاب إلى غزة عن طريق البحر، فأكمل فى غزة دراسته الثانوية وقدم إلى مصر عام 1951، ليكمل دراسته العليا فى دار المعلمين هناك، حصل على ليسانس تربية وعلم نفس من جامعة القاهرة. انضم أثناء وجوده فى غزة إلى العمل الوطنى وكان لا يزال قاصرا، وفى أثناء وجوده فى مصر، نشط مع ياسر عرفات وآخرين فى العمل الطلابى وقاما بدور بارز فى اتحاد طلاب فلسطين، قبل أن يعود إلى غزة مدرسا للفلسفة حيث واصل نشاطه السياسى وبدأ ينحو به منحا عسكريا، وانتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959 للعمل مدرسًا وكانت له فرصة هو ورفاقه وخصوصًا ياسر عرفات وخليل الوزير لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة وطنية فلسطينية وهى حركة "فتح" التى وبدءوها بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مجلة "فلسطيننا"، يعتبر أبو إياد أبرز أعضاء اللجنة المركزية، وأكثرهم قدرة على اتخاذ القرارات الجريئة، ومن أبرز قراراته التى اتخذها باسم اللجنة المركزية لحركة فتح قرار تعيين ياسر عرفات ناطقًا رسميًا باسم فتح لقطع الطريق أمام طامعين فى قيادة فتح مع غياب أبو عمار.. تم نشر القرار فى وسائل الإعلام دون علم رفاقه فى اللجنة المركزية، الذين أثنوا على القرار وأيدوا توقيته بعد سماع حجة أبو إياد.. وفى العام 1969 بعد دمج حركة فتح فى منظمة التحرير الفلسطينية بدأ اسم أبو إياد يبرز، عضو اللجنة المركزية لفتح، ثم مفوض جهاز الأمن فى فتح، ثم تولى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة ومنذ عام 1970 تعرض أبو إياد لأكثر من عملية اغتيال استهدفت حياته أصدر كتاب (فلسطينى بلا هوية) عام 1978 على شكل سلسلة من اللقاءات مع الصحفى الفرنسى اريك رولو حيث حاول نفى أى علاقة له بأيلول الأسود. يعتبر أبو إياد أحد أهم منظرى الفكر الثورى لحركة فتح, حتى إنه لقب ب" تروتسكى فلسطين"، واسع الأفق نافذ البصيرة، أول من طرح فكرة الدولة العلمانية فى فلسطين، التى يتعايش فيها الأديان الثلاثة (المسلمون والمسيحيون واليهود) متساوون فى الحقوق والواجبات، وهو أبرز مؤسسى ركائز جهاز الرصد الثورى, حيث وصل بالجهاز إلى أرقى المستويات سواء على المستوى الإقليمى أو العالمى، باعتراف خبراء الأمن فى العالم، وصل بالعمل الخارجى مرتبة نافس فيها الموساد الإسرائيلى وال"سى آى أيه" الأمريكية وال"كى جى بى" السوفياتية بالرغم من الإمكانيات المتواضعة للثورة الفلسطينية. كما يعتبر من أبرز المحاورين على المستويات الفلسطينية والعربية والعالمية، وكان يسمى على النطاقات النخبوية فى حركة فتح ب"جارنج فلسطين" نسبة للدبلوماسى السويدى المشهور جارنج وذلك لقدرته الفائقة على صياغة التوجهات والإستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة. اغتاله الموساد الإسرائيلى على يد العميل لديه "حمزة أبو زيد" بتخطيط وتوجيه من "صبرى البنا" زعيم منظمة أبو نضال فى مثل هذا اليوم عام 1991، فى عملية طالت القيادى فى حركة فتح هايل عبدالحميد الملقب ب"أبو الهول" والقيادى أبو محمد العمرى الملقب ب"فخرى العمرى"، وذلك بالتنسيق مع الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، حيث كان الثلاثة قادة يتجهزون لاستقبال "قائد منظمة التحرير ياسر عرفات" فذهب القادة الثلاثة إلى سياراتهم ليستقلوها ولكن فتح العميل "حمزة أبو زيد" نيران رشاشه وأخذ يطلق النار بسرعة على "أبو إياد، وأبو الهول، وأبو محمد العمرى" فاخترقت رصاصات الغدر أجسادهم الطاهرة ليسقطوا شهداء.