أثارت تصريحات الناشط الشيعى بهاء أنور المتحدث باسم الشيعة المصريين وعضو الهيئة العليا بحزب غد الثورة ردود فعل غاضبة بين الأوساط المصرية وخاصة بين علماء الدعوة السلفية حيث حيث قال أنور إن الشيعة المصريين لا يعترفون بخلافة أبو بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو عثمان بن عفان. ومن جانبه أكد الشيخ أحمد مولانا عضو الجبهة السلفية والمتحدث الرسمى باسم حزب الشعب السلفى "تحت التأسيس" أن من ينكر خلافة سيدنا أبو بكر أو سيدنا عمر بن الخطاب أو خلافة سيدنا عثمان بن عفان فهو كافر حلال الدم. وأضاف مولانا إن الشيعة ما هم إلا فئة من الخوارج الذين أجمع العلماء على خراب ذمهم وتضليل عقيدتهم وعلى وجوب قتالهم. وأضاف مولانا: لقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى "الفتاوى" ( 28/518 ) "َإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِى تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ فِى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَفِى مَذْهَبِ الشَّافِعِى أَيْضًا نِزَاعٌ فِى كُفْرِهِمْ وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِى مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى: أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ بُغَاةٌ، وَالثَّانِى : أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ ، يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً ، وَقَتْلُ أَسِيرِهِمْ ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ" والغالب على الإمام أحمد التوقف عن تكفيرهم . واضاف إن الحكم بتكفير الشيعة الخوارج له أسانيد من الكتاب والسنة فعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، قَالَ عَلِى رَضِى اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَأْتِى فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه البخارى (6930) ، ومسلم (1771) . وقد ذكر الحافظ ابن حجر فى الفتح ( 12/313 ) جملة من العلماء الذين قالوا بتكفير الخوارج كالبخارى حيث قرنهم بالملحدين وأفرد عنهم المتأولين بترجمة قال فيها : تحت عنوان "باب من ترك قِتال الخوارج للتألف ولئلا ينفرَ الناسُ عنه" : وذكر من هؤلاء العلماء الذين أفتوا بتكفير الشيعة الخوارج، الْقَاضِى أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِى فِى شَرْح التِّرْمِذِى الذى قَالَ : الصَّحِيح أَنَّهُمْ كُفَّار لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَام " وَلِقَوْلِهِ : " لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْل عَاد " ، وَفِى لَفْظ " ثَمُود " ، وَكُلّ مِنْهُمَا إِنَّمَا هَلَكَ بِالْكُفْرِ ، وَبِقَوْلِهِ : " هُمْ شَرُّ الْخَلْق " وَلَا يُوصَف بِذَلِكَ إِلَّا الْكُفَّار ، وَلِقَوْلِهِ : " إِنَّهُمْ أَبْغَضُ الْخَلْق إِلَى اللَّه تَعَالَى " ، وَلِحُكْمِهِمْ عَلَى كُلّ مَنْ خَالَفَ مُعْتَقَدهمْ بِالْكُفْرِ وَالتَّخْلِيد فِى النَّار فَكَانُوا هُمْ أَحَقَّ بِالِاسْمِ مِنْهُمْ" كما قطع بتكفيرهم الإمام العلامة تَقِى الدِّين السُّبْكِى فَقَالَ فِى فَتَاوِيه: اِحْتَجَّ مَنْ كَفَّرَ الْخَوَارِج وَغُلَاة الرَّوَافِض بِتَكْفِيرِهِمْ أَعْلَام الصَّحَابَة لِتَضَمُّنِهِ تَكْذِيب النَّبِى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى شَهَادَته لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ، قَالَ : وَهُوَ عِنْدِى اِحْتِجَاج صَحِيح ، وكذا قَالَ الْقُرْطُبِى فِى " الْمُفْهِم " : وَالْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ أَظْهَرُ فِى الْحَدِيث، وقال أيضا : فَعَلَى الْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ يُقَاتِلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَتُسْبَى أَمْوَالُهُمْ وَهُوَ قَوْل طَائِفَة مِنْ أَهْل الْحَدِيث فِى أَمْوَال الْخَوَارِج ، وَعَلَى الْقَوْل بِعَدَمِ تَكْفِيرهمْ يُسْلَك بِهِمْ مَسْلَك أَهْل الْبَغْى إِذَا شَقُّوا الْعَصَا وَنَصَبُوا الْحَرْب. كما ذهب إلى تكفير الشيعة أيضا الحسن بن محمد بن على ورواية عن الإمام الشافعى ورواية عن الإمام مالك وطائفة من أهل الحديث، كما أفتى بتكفيرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.