شاء الله أن تكون خدمتي العسكرية (كضابط) في معظمها قريبة من المشير أبو غزالة فمثلاً أثناء حرب العاشر من رمضان كنت ضابطاً في إحدي وحدات الصواريخ التابعة لسلاح المدفعية وكان المشير أبو غزالة أحد قادة المدفعية البارزين واحتل أبو غزالة منذ حداثة رتبته مكانة الضابط المميز في تخصصه وأذكر في هذا السياق مجلة "البحوث العسكرية" إذ يكاد لا يخلو عدد منها من بحث للضابط أبو غزالة في فنون المدفعية المختلفة طوال خدمتي من 1967 إلي 1982 ، ويعتبر المشير أبو غزالة من خبراء المدفعية على مستوي العالم وفي نهاية خدمته كان يعتبر من كبار خبراء الإستراتيجية العسكرية . ويكفي أن أذكر القارئ ببعض مؤلفات المشير أبو غزالة التي اطلعت عليها مثل : قاموس مصطلحات المدفعية تاريخ فن الحرب (4 أجزاء) الرياضيات والحرب الإستراتيجية والحرب السوفيتية الإستراتيجية العربية في صدر الإسلام وانطلقت المدفعية عند الظهيرة الحرب العراقية الإيرانية درع وعاصفة الصحراء حرب الخليج الثانية والأمن القومي العربي دروس في حرب الخليج (ترجمة ) ما بعد السلام (ترجمة ) بعد العاصفة ( ترجمة ) الحرب وضد الحرب (ترجمة) وبعد خروجي من القوات المسلحة تابعت بحوث تطوير الصواريخ في الدوريات و المجلات المتخصصة لأن هذا تخصصي كمهندس صواريخ قبل أن أكون ضابطاً وهذا استمر مع فكر المشير أبو غزالة ، وتابعت جهوده لتطوير الصواريخ الحديثة في مصر والعراق ... وهنا بيت القصيد . من هذا المنطلق فقد قرأت بعناية ما نشر في جريدة العربي الناصري بتاريخ 19/6/2005 تحت عنوان "الصراع بين مبارك وأبو غزالة" وأنا مع احترامي لما نشر أختلف مع فحوي المقال في ثلاث نقاط : 1- العنوان نفسه إهانة للرجل 2- تصويره أيضاً علي انه رجل أمريكا الأول فيه إهدار لقدر الرجل فالنظام كله منذ وصول السادات للحكم وحتى اليوم ورجاله رجال أمريكا لكن أبو غزالة من القلائل الذين أداروا دفة العلاقة مع أمريكا (في مواقعهم ) بمهنية عالية ومراعاة لمصالح مصر . 3- التبسيط المخل في إقالة أبو غزالة بتعليمات من بوش ،هذه تحتاج إلي توضيح لعل من المفيد للقارئ أن ألفته إليها : طوال الحرب الإيرانية العراقية كانت مصر في تحالف تام مع العراق ، وطبعاً لم يكن التحالف مع صدام في ذلك الوقت لوجه الله والعروبة ولكن استجابة لتحالفات أخرى مع البيت الأبيض وكان دور مصر محورياً لأنها كانت تقدم الدعم النوعي والتكنولوجي بينما دول الخليج تقدم الدعم المالي وكان المشير أبو غزالة وكمال خير الله وزير الدفاع العراقي هما فرسا الرهان في تطوير الصواريخ الروسية (سكود B) الموجودة لدي العراق إلي صواريخ أبعد مدي مثل صاروخ (العباس) التي أمطرت بها القوات العراقية المدن الإيرانية فيما عرف بحرب المدن والتي كانت سبباً رئيسياً في تغيير دفة الحرب إلي صالح العراق وقبول إيران وقف إطلاق النار. وطوال مدة الحرب كانت الدول الغربية بما فيها أمريكا مصطفة خلف العراق مما أتاح للجيش العراقي الحصول علي الكثير من التقنيات العسكرية ... ولذلك فبعد انتهاء الحرب كان مطلوب تصفية دور كل من وزير الدفاع العراقي ووزير الدفاع المصري بسبب مخزون الخبرة التي لديهما وتم التخلص من كمال خير الله علي الطريقة العراقية بالاغتيال بينما انتظرت أمريكا لبحث عن ذريعة للتخلص من أبو غزالة ...وجاءتها الفرصة حسب الرواية المعلنة في الصحافة الأمريكية عندما أرسل المشير أبو غزالة مجموعة من علماء الصورايخ المصريين سراً إلي الولاياتالمتحدة لمحاولة الحصول علي مادة كيميائية مطلوبة لتطوير الصواريخ المصرية دون علم الولاياتالمتحدة وقد اكتشف الأمريكان المهمة وقضوا علي أحد أفراد المجموعة وفي نفس اليوم تمت إقالة المشير أبو غزالة . إن مصر ثرية برجالها وأبنائها البررة والأكفاء ، ولا شك في أن المشير أبو غزالة في مقدمة هؤلاء الرجال المتميزين والذين لا تنقصهم الطاقة ولا الوعي ولا الثقافة ولا الوطنية لتولي قيادة مصر الآن