فى مثل هذا اليوم من عام 1911، تأسس نادى الزمالك فى مصر تحت اسم "نادي قصر النيل" لأنه كان يشغل مكان (كازينو النهر) الحالى بالجزيرة، وكان الغرض فى مكانه هذا هو أن يكون مقابلًا للنادي الأهلي المصري، وكان البلجيكى جورج مرزباح هو رئيس النادى، وكان أيضًا رئيس المحاكم المختلطة في مصر آنذاك، وقد تنبأ بأن هذين الناديين سيكونان أهم ناديين على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربى. لم يستمر النادى فى موقعه على النيل سوى عامين فقط، وفى عام 1913 ونظرًا لكثرة أعضائه رؤى نقله إلى موقع آخر فى قلب القاهرة، فى المكان المقام به حاليًا دار القضاء العالى والشهر العقارى ونقابة الصحفيين ونقابة المحامين ونادى القضاة وجزء من شارع رمسيس مع شارع 26 يوليو، ومع تزايد الأعضاء واختلاف الهوية من الوطنيين والأجانب وفتح الملاعب لكل الجنسيات بدون استثناء تم استبدال الاسم إلى "نادى المختلط". لعب النادى دورًا هامًا فى تمصير الكرة، وبدأ هذا الدور سنة 1914 وقتما كانت الحرب العالمية الأولي لا تزال في بداياتها، وكانت الكرة المصرية والرياضة المصرية كلها لا تزال في سنواتها الأولي، يسيطر عليها ويديرها اتحاد مختلط يحكمه خواجات وغرباء لا يسمحون بوجود أي مصري بينهم، والزمالك في ذلك الوقت لم يكن سوى نادٍ صغير تأسس منذ ثلاث سنوات فقط، وليس فيه أو ينتمى إليه إلا عدد قليل جدًا من المصريين. في ذلك الوقت كان هناك لاعب مصري قدير اسمه "حسين حجازي" قد أسس فرقة كروية خاصة به، وبدأت هذه الفرقة تلاعب القوات البريطانية، ولم يعد ممكنًا أن يستمر لاعبو فريق مصر أو فريق حجازي دون أن يكون لهم نادٍ خاص بهم يجمعهم ويمنحهم كيانًا وصفة رسمية، فكان نادي الزمالك أو المختلط وقتها هو الذي فتح أبوابه أمام هؤلاء المصريين المتحمسين، وبالفعل انتقل هؤلاء الشباب للزمالك، وكانت خطوة شجعت إقبال كثير من المصريين للانضمام لهذا النادى الجديد والانتماء إليه وتشجيعه. وكان التحاق هؤلاء اللاعبين بالزمالك خطوة مهمة وضرورية جدًا على طريق تمصير الرياضة المصرية، وسرعان ما اكتسب الزمالك أنصارًا له، ولتمصير الكرة المصرية قدموا من كل مكان، منهم الضابط حسن فهمي إسماعيل، وموظف التلغرافات عبده الجبلاوي، والفلاح محمود محمد بسيونى، وموظف وزارة الأشغال إبراهيم عثمان نجل المطرب الشهير وقتها محمد عثمان، ومحمود مرعي وأمين جبريل، وعائلة إسماعيل باشا حافظ وكثيرون غيرهم . في سنة 1916 بدأت فكرة الكأس السلطانية كمسابقة للأندية المصرية وأندية أسلحة قوات الحلفاء، ورفض النادى الأهلى الفكرة لأنه لا يود اللعب مع أندية الحلفاء، ليبقى الزمالك وحده ويفوز بكأس السلطان لأول مرة عام 1916، وفي العام الثاني للمسابقة كان الأهلي قد اقتنع بضرورة المشاركة كخطوة جديدة للمقاومة والتحدى وإثبات وجود للمصريين، ثم بدأ الناديان (الزمالك والأهلي) لا يتفقان فقط على مقاومة الأجانب، وإنما اتفقا على التنافس بينهما أيضًا، فتم الاتفاق على إقامة مباراتين، الأولى على أرض الزمالك يوم 9 فبراير عام 1917 وفاز فيها الأهلى على الزمالك 1/ صفر، والثانية على أرض الأهلى يوم 2 مارس 1917 وفاز فيها الزمالك 1/ صفر. وفى الوقت الذى كان فيه فئات الشعب المختلفة تغلى استعدادًا لثورة 1919 كان أعضاء نادى المختلط من الوطنيين على درجة عالية من الوطنية، عندما قرروا تمصير النادى، وتم طرد رئيسه الأجنبى فى ذلك الوقت مسيو بيانكى وسكرتيره شودواه، وكان ذلك بمثابة الشرارة التى سبقت ثورة 1919. ثم تغير اسم النادى مرة أخرى إلى نادي الملك فاروق، وكان ذلك في عام 1942، عندما حضر ملك مصر الملك فاروق مباراة نهائى كأس مصر التاريخية بين الزمالك والنادى الأهلى المصرى، وفاز الزمالك فيها على الأهلي 6/صفر مما جعله يطلب من حيدر باشا وزير الحربية، ورئيس النادي وقتها أن يغير اسم النادي إلى "نادي فاروق"، وتولي إسماعيل بك شيرين (من أسرة محمد على) منصب نائب رئيس النادى. وبعد قيام ثورة يوليو 1952، مع تغير اسم النادى للمرة الثالثة إلى اسمه النهائي, وهو نادي الزمالك ثم انتقل لمنطقة ميت عقبة.