فقد شعب مصر المتفائل واحد من كبار رموز التفاؤل في مصر الآن هو الأستاذ الكبير فهمي هويدي الذي كتب يقول إنه أصيب بالإحباط حينما انتهى الرئيس مرسي من إلقاء خطابه أمام مجلس الشورى.. وفي المقال التالي على التوالي جاء الأستاذ فهمي بالخبر غير اليقين وهو المصدر هذه المرة،الذي يقول إن مصر على شفا الهاوية.. لكن هذا الخبر الذي هو من العيار الثقيل له مبتدأ خفيف خف الريشة وهو "عام صعب إلا أن مصر على شفير الهاوية".. لذا استحققت إشارة المقال (مبتدأ وخبر) أن تحتل المكان المميز في الصفحة الأولى من الشروق شمال. ربما -وأنا أخمن – لأن الإشارة تناغم مع كلمة السر للجريدة الموقرة ثم ختم الأستاذ فهمي هويدي المنظومة بإعلان مشاعر اليأس من المستقبل التي تجعل الأفق مجللاً بالسواد.. هذا ليس كلامي، ووجب التنويه أنني شخصيًا أقتبس وأنقل من زخائر مفردات قاموس فهمي هويدي الذي يتميز بأنه يشبع رغبة قرائه في الفهم.. فما بالك بالكتاب.. لا أحد كائنًا من كان يمكن أن يشكك في نزاهة قلم فهمي هويدي إلا أنه فقد البوصلة اللغوية على الأقل حينما ألمح – وهو الكاتب اللمّاح – إلى وصف الرئيس بالمطرب غير المقنع – في مقال بعنوان "أقنعونا ولا تطربونا" وقال الأستاذ فهمي إن خطاب الرئيس تضمن من الإنشاء أكثر مما تضمن من الرؤية للمرحلة الجديدة، وأن الرئيس مرسي الذي جلس مع الأستاذ فهمي ساعات وساعات وبعدها يتهم الرئيس بأنه يدغدغ مشاعر الناس بمعلومات تخدرهم وتسرب إليهم شعورًا مؤقتًا بالسكينة والاطمئنان. كيف ينقل الأستاذ فهمي هويدي عن آخرين وهو المرجعية قولهم داخل المستطيل الفاخر على أعمدة الشروق بأن الرئيس مرسي في تفاؤله ظهر وكأن يتحدث عن بلد آخر. -حسب فهمي أنا المحدود- فإن مصدر الخطورة في الإحباط في ظل الرئيس الإسلامي أن الذي أصيب به هذه المرة هو فهمي هويدي الحصن الأخير للدفاع عن الحقيقة والحقيقة وحدها.. وبافتراض أن الأستاذ فهمي هويدي أصبح قريبًا في الرؤية للأوضاع حالية من العلمانيين فإن ذلك لن يكون له أدنى تأثير في رئيس نجح في كسر إجماع النخب بكافة ألوانها وأشكالها.. لكن المشهد المؤلم لي أنا شخصيًا أن أشاهد الأستاذ فهمي هويدي وهو يشارك في حملة الظلم على الرئيس.. منك أنت لا.. من غيرك نعم.. الأستاذ فهمى هويدي – وليس الأستاذ هيكل- الأستاذ فهمي هويدي نتيجة واحدة نسيج وحده لا يخلط الأوراق كل ما في الأمر النتيجة أنه وقع في بئر الإحباط.. وفي النهاية لعلي أكون قد استطعت أن أحقق الهدف من هذا العامود.. وهو أنني أريد أن أقدم الدليل المادي على أن الأستاذ الكبير فهمي هويدي ليس معصومًا من الخطأ..