فنون المهيصة ! جمال سلطان مشكلة الدكتور أحمد كمال أبو المجد أنه يتصور أنه وحده الذكي واللماح والمراوغ وبقية الخلق في هذا البلد من السذج والبهاليل ، ومن ثم استغرق أبو المجد أكثر من اللازم في استخدام أسلوب " المهيصة " في التعامل مع قضية حقوق الإنسان في مصر ومطالب القوى السياسية ، والحقيقة أن لي يوما وليلة أبحث عن كلمة أخرى فصيحة تعبر عن معنى " المهيصة " المعروفة في العامية المصرية الذكية ، فلم تسعفني ذاكرتي ، كمال أبو المجد عندما اختارته مؤسسة الفساد لتولي قيادة المجلس القومي لحقوق الإنسان مع بطرس غالي ، كان يدرك أن الاختيار يتضمن " وصمة " عليه أن يثبت براءته منها ، وهذا ما فعله غالي عندما اختفى لفترات طويلة وامتنع بصورة شبه تامة عن الإدلاء بتصريحات في المحكات الحساسة ، وترك الورطة للأخ أبو المجد ، الذي أطلق في البداية سلسلة تصريحات عنترية يدافع فيها عن النظام السياسي المصري في وجه حملة الانتقادات الواسعة في الخارج لملفه في انتهاكات حقوق الإنسان وكأنه نائب عن وزير داخلية مصر ، وضربت الناس كفا بكف ، هل هذا هو الشخص الذي أتوا به للدفاع عن حقوق الإنسان ، أم حقوق ولي الأمر والنعمة ، وعندما أبدى الرئيس مبارك وقيادات مسؤولة في الدولة فزعا غير عادي من قضية الرقابة الدولية على الانتخابات في مصر وصرحوا بذلك ، فوجئنا بعدها مباشرة بالأخ أبو المجد وهو يتعنتر ويهاجم القوى الأجنبية المتربصة بمصر والتي تطالب بالإشراف الدولي على الانتخابات في مصر وقال بأن هذا تدخل في شؤون الوطن لا نقبله ، واستقلالية مصر وكرامتها لا تقبل ذلك أبدا ، جميل ، ثم بعد ذلك وبعد أن زاد الضغط ووصلت الأمور إلى ما يشبه الأوامر اضطرت قيادات الدولة إلى الإعلان بأنها لم تتخذ موقفا ممانعا من حضور شخصيات دولية لمتابعة الانتخابات ، فإذا بنا نفاجأ بالأخ أبو المجد يصرح بأن المجلس القومي لحقوق الإنسان لا يمانع في " مشاركة " دولية في الإشراف على الانتخابات ، طالما أن هذا لن يمس الاستقلال الوطني ولن يكون تدخلا في الشؤون الداخلية لمصر ، وزاد على ذلك الأخ أبو المجد بأن أعلن بأن المجلس سوف يشارك في مراقبة الانتخابات من خلال لجان يعدها لذلك لأن هذا جزء من صميم عمله ، فلما جاءت الست كونداليزا وذهبت وشم النظام السياسي نفسه مرة أخرى بإيحاءات معينة صدرت عن الست ، صدرت تصريحات حكومية غاضبة مرة أخرى ترفض الإشراف الدولي على الانتخابات ، فإذا بنا مرة أخرى وأخرى نفاجأ بالأخ أبو المجد يخرج علينا بتصريحات عنترية ترفض أي وجه للمشاركة الدولية في مراقبة الانتخابات لأن هذه حسب كلامه إهانة لمصر ، وزيادة في مراعاة حقوق ولي الأمر فإن الدكتور أبو المجد أعلن أن المجلس القومي لحقوق الإنسان لن يسمح لأي من لجانه بمراقبة الانتخابات ولا شأن له بها ، وأن مراقبة الانتخابات العامة ليست من أولويات نشاط المجلس ولا من صميم عمله ، وأخيرا بعدما عزمت عشرات المنظمات الحقوقية على مراقبة الانتخابات وأصابت تقارير نادي القضاة حكومة الفساد بالخزي والعار ، فوجئنا بالدكتور أبو المجد يؤكد بأن المجلس سوف ينسق مع المنظمات الحقوقية في مراقبة الانتخابات ، يا دكتور أبو المجد : هو فيه إيه ؟ [email protected]