هو وليام إيوارت جلاد ستون، ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1809، فى ليفربول بإنجلترا، ودرس فى جامعة أكسفورد، وهو الوحيد الذى تولى رئاسة الحكومة البريطانية أربع مرات، وكان رئيس حكومة إنجلترا وقت احتلالها مصر عام 1882، وعندما استلم رئاسة وزارته الأخيرة عام 1892، كان عمره يزيد عن 82 سنة، وهو بذلك أكبر من تولى هذا المنصب سنًا. فى إحدى جلسات مجلس العموم، دخل جلاد ستون وفى يده نسخة من القرآن الكريم، وكان سيلقى خطابًا عن المستعمرات الإنجليزية، وأثناء استرساله فى الخطاب، رفع المصحف وقال: "لقد دخلنا بلاد المسلمين، لكننا لن نستطيع أن نحكمهم للأبد ما دام هناك ثلاثة أشياء.. صلاة الجمعة.. والأزهر الشريف، ثم رفع المصحف الشريف، وقال: وما دام هذا القرآن موجودًا فى أيدى المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق". بعد سقوط حكومة دزرائيلى الأولى سنة 1868، تقلد جلاد ستون رئاسة الوزارة أربع مرات، فيما بين 1868 و1894، وحقق لبريطانيا فيها كثيرًا من المنجزات، يأتى فى مقدمتها استقرار الأوضاع فى إيرلندا، التى كانت تسودها أعمال عنف ضد الحكم البريطانى، وأصدر مجموعة من القوانين كان يعدها سببًا لإزالة سخط الأيرلنديين، كقانون الأراضى الزراعية الأيرلندية الذى حدد بموجبه علاقة المزارع المستأجر بصاحب الأرض، وأقرّ إنشاء محكمة للتوسط بين المستأجرين والمالكين لتحديد الأجور العادلة بين الفريقين، وقانون فصل الكنيسة عن الدولة الذى لم يعد بموجبه يُفرض على الكاثوليك الأيرلنديين أن ينفقوا من أموالهم على كنيسة رسمية ليسوا أعضاء فيها. فى عام 1880 طلبت الملكة فيكتوريا من اللورد هارنجتون تشكيل الوزارة، إلا أنه أقنعها بأن تعهد بالتشكيل إلى جلاد ستون، وقد استمرت وزارة جلاد ستون الثانية كرئيس للوزراء ومرة أخرى كوزير للخزانة حتى 1882 من يونيو 1880 إلى يونيو 1885، وقد عارض جلاد ستون مواقفه هو نفسه السابقة الرافضة للاستعمار، واتبع اللوبى الاستعمارى الدافع إلى إفريقيا، ولذلك فقد شهد الحرب الإنجليزية الأفغانية الثانية، وحرب البوير، والحرب ضد المهدى فى السودان. كما أنه شهد الغزو الإنجليزى لمصر واحتلالها، بعد واقعة الحمَار والمالطى الشهيرة فى شهر يونيو 1882 والاضطرابات التى شهدتها مدينة الإسكندرية، وراح ضحيتها نحو 300 قتيل، أقرت وزارته قصف الإسكندرية، برآسة الأدميرال يوشامب سيمور، والإنزال اللاحق للقوات البريطانية لاستعادة النظام فى المدينة، ثم قتال جيش أحمد عرابى، وقد دافع جلاد ستون عن قراره فى مجلس العموم بإعلانه أن مصر كانت "فى حالة عنف عسكرى، بدون أى قانون على الإطلاق". وفى 1886م انتهت سريعًا فترة جلاد ستون الثالثة لرئاسة الوزراء، عندما حاول أن يعطى الأيرلنديين قدرًا أكبر من الحكم الوطنى الذاتى، حيث أسقط له قانون الحكم الذاتى فى مجلس العموم مما تسبّب فى انشقاق دائم فى الحزب الليبرالى. وفى عام 1892م، عندما بلغ سنّه 83 سنة، أصبح جلاد ستون رئيسًا للوزراء للمرة الرابعة، وقام بمحاولة أخيرة لتحقيق الحكم الذاتى لأيرلندا، وهذه المرة أُجيز قانون الحكم الذاتى فى مجلس العموم ليمنى بهزيمة ساحقة فى مجلس اللوردات. اختلف جلاد ستون والملكة فيكتوريا الأولى فى بعض القضايا التى يعدها جلاد ستون من صلاحيات رئيس الوزراء، وفى أثناء فترته الرابعة، واجهته معارضة واسعة فى مجلس اللوردات تجاه مشروعه الذى تبناه حول قضية الحكم فى أيرلندا، مما دعاه إلى الانسحاب من الحكومة سنة 1894 واعتزاله العمل السياسى حتى وفاته عام 1898.