فتاة تتمني الجمال فتلجأ للحل السهل أصباغ وكريمات ومساحيق و(لبس البوصة تبقي عروسة)، على المدى البعيد تحدث آثار جانبية لهذا الحل السهل فتتأثر البشرة وتخبو النضارة ولا يتحقق حلم الجمال. فتاة أخرى تتمنى الجمال ولكن تتخذ طريقًا مختلفًا فهي تعتني بنوعية طعامها الصحي وتمارس الرياضة وتحافظ على رشاقتها كما أنها تنمي مساحات الخير بداخلها فيكتسب وجهها وضاءة طبيعية تدخل القلوب ومع ابتسامتها المطمئنة تبدو دائمًا جميلة وسعيدة. امرأة تتمنى أن تنال حب زوجها وتتربع على قلبه فتلجأ للحل السهل تحرص على التجمل والتودد وتضع عينها دائمًا عليه وتحاصره باهتمامها حتى لو أهملت واجباتها المنزلية ولكن على المدى البعيد تفاجأ بعكس ما توقعت إذ يتراجع الحب وتبدو علامات الضجر والملل على الزوج الذي يتألم من إهمالها للبيت ويضيق بحصارها ويخنقه اهتمامها. امرأة أخرى تتمنى أن تنال حب زوجها فتتخذ الطريق الأصعب، إنها تحرص على تميزها الذي جذبه إليها من البداية فتحرص على تنمية نفسها وتطوير إمكانياتها دائمًا كما أنها تحرص على أداء واجباتها المنزلية على أكمل وجه فيشعر أنه محتاج لها بعد أن أصبحت مدبرة شئون بيته وحياته ومشدود هو لجاذبيتها الخاصة هنا فقط يحبها بصدق وعمق. أُم تتمنى أن تربي أولادها تربية مثالية فتوفر لهم دائمًا كل ما يحتاجون وتهتم بجودة طعامهم وتميز ملابسهم وتلحقهم بأفضل المدارس وأغلاها وتتفانى في خدمتهم ولكن النتيجة تأتي صادمة إذ يتراجع أداؤهم الدراسي وتبدو عليهم علامات الانفلات واللامبالاة والبطر، ويحتاجون لقاطرة تشدهم للأمام فقد افتقدوا التحدي فضعفت الاستجابة. أُم أخرى اختارت الطريق الأصعب في التربية فهي تلزم الأبناء بالنظام والنظافة والصبر وترسي قواعد تحمل المسئولية داخلهم ولا تغالي في العطاء المادي لهم فليس مهمًا أبدًا أن تتوفر كل احتياجاتهم والأهم أن تتوفر لهم حوافز العمل والطموح، هذه الأم تسعد بتفوق ونجاح أبنائها مع تحليهم بفضائل التربية الصالحة. امرأة صالحة أحبت طاعة الله فاكتفت بالملابس السابغة والشعائر الدينية كسبيل محمود للدلالة على الطاعة. امرأة صالحة ورعة أضافت الاهتمام بالجوهر إلى المظهر فاهتمت بعفة اللسان وصلة الرحم وإحياء القيم النبيلة وعلى رأسها الإحسان إلى الخلق فأحبها الناس وأثنوا عليها. نحصل على السعادة من خلال البذل والجهد والذي يبدأ دائمًا من الداخل فى شكل مجهود متصل وجهد مخلص لبناء أسس تقوم عليها السعادة. نحصل على السعادة من خلال وجود أهداف بعيدة نخطو تجاهها رويدًا وليكن أمامنا دائمًا هدف لم نحققه بعد ونتبع نفس الأسلوب في التربية ولا نرمي تحت أقدام الأبناء بكل خيرات الحياة فيقعدون عن العمل وتتوقف حياتهم مكتفين بما حصلوا عليه فعليًا. نحصل على السعادة من خلال وجود طريق واحد نمشي فيه بدلًا من تشعب السبل الذي يفضي بنا لمتاهة الضياع، الطريق هو بناء النفس من الداخل والتحلي بالفضائل والقيم وعدم الانبهار بالزينة الخارجية. نحصل على السعادة كما نبني البيوت نرسي القواعد ثم نشيد البناء والمرحلة الأخيرة هي الطلاء والزخرفة.