ذكر معهد سياسة الشرق الأوسط في واشنطن أنّ بلدان مجلس تعاون الخليج الفارسي أضعف من أن تحقّق اتّفاقاً حول مواجهة إيران على الرغم من أنّ أمريكا تعتبرها عنصراً إقليمياً في هذه المواجهة. فقد نشر هذا المعهد تحليلاً بقلم (سيمون هندرسون) عضو مؤسّسة (بيكر) ورئيس برنامج سياسة الخليج "الفارسي" والطاقة في هذا المعهد، جاء فيه: قمة بلدان مجلس التعاون في المنامة لا يتمخّض عنه شيء لصالح أمريكا، وهذه البلدان عاجزة عن الوصول إلى نتيجةٍ قطعيةٍ في مواجهة إيران رغم محاولاتها لتشكيل جبهةٍ متّحدةٍ ضدّ إيران. فالخلافات السياسية في الشرق الأوسط لحدّ الآن لم تلتهم الأنظمة الملكية وإمارات المشايخ في الخليلج الفارسي، ولكنّ زعماء هذه البلدان قلقةٌ جدّاً بشأن مستقبلها. فالبحرين غارقةٌ في ما أسماه "الصراعات بين الشيعة والسنّة"، وقد أثّرت أزمتها على المحافظة الشرقية في السعودية التي هي من المصادر النفطية الهامّة في هذا البلد. الكثير من الناخبين في الكويت عارضوا الانتخابات التي حدثت مؤخّراً وأعربوا عن مخالفتهم للتغييرات التي قامت بها العائلة الحاكمة. قطر والإمارات وعمان، تواجه أيضاً موجة النقد في شبكة الإنترنيت حول الأنظمة السياسية الحاكمة فيها. أمّا المحور الأساسي في قمة مجلس التعاون هو إيران، ولكن من المستبعد أن تتوصّل هذه البلدان إلى اتّفاقٍ في الرأي حول هذا الأمر. ولو تتبّعنا القمم الخليجية التي عقدت سابقاً لوجدنا أنّها لم تحقّق أيّ إنجازٍ يُذكر، وأهمّ ما يمكن التذكير به هو تجويز التدخّل العسكري السعودي والإماراتي في البحرين وقمع المتظاهرين في عام 2011م. ولكن لم تكن هناك أيّة خطوةٍ عملية في مجال تطوير كيان هذا المجلس، إذ في القمة الماضية التي عُقدت في الرياض اقترح الملك عبد الله تأسيس اتّحاد الخليج (الفارسي)، إلا أنّ هذا الاقتراح كان مجرّد حبرٍ على ورقٍ. وبالطبع فإنّ واشنطن تعتبر مجلس التعاون هذا سلاحاً بوجه إيران في المنطقة، فهو اتّحادٌ مناسبٌ لتعليم البلدان العربية كيفية مواجهة الإرهاب وتقويتها عسكرياً ضدّ إيران.